28 مارس، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

المدعي العام السابق للجنائية الدولية : تجفيف منابع تمويل الإرهاب الحل للقضاء عليه

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

أكد المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية “لويس مورينو أوكامبو”، أن المواجهة الفعالة للإرهاب تتطلب رؤية عالمية تشمل تجفيف منابع  تمويل الجماعات الجهادية.

وأوضح “أوكامبو”، المنحدر من أصل أرجنتيني، خلال حديثه مع صحيفة “لا بانجوارديا” الإسبانية، أنه حتى الآن لا توجد رؤية دولية للتصدي لهذه الظاهرة. مضيفاً بأن “لا أحد يفكر في البحث عن إجراءات عالمية لمكافحة الإرهاب، وباتت الجريمة منظمة والإرهابيون أصبحوا منتشرين عالمياً، في حين لا تزال سياسات الدول تقليدية”.

تصاعد نفوذ اليمين المتطرف يرجعنا لحكم القبائل

يقر أوكامبو، بانه لا يرى اية طريقة جيدة تتصدى للإرهاب تتبعها الدول الغربية، قائلاً: “لا أعتقد أن الغرب يواجه الإرهاب بطريقة جيدة، فالإرهاب ليس حرباً للسيطرة على الأرض، وإنما معركة هدفها سلب القلوب والعقول، لذا فإن الطريقة التي تعالج بها حالياً سوف تؤدي إلى خسارة الدول الغربية.

إن السياسيين لا يدركون أن التدابير المحلية للدول ليست كافية للقضاء على جريمة عالمية، والدول الأوروبية لا تقدم حلولاً بديلة لمكافحة الإرهاب كما يجب.

 وهناك توجهان، “الأول يقوم على  تشكيل مؤسسات على مستوى عالمي تشبه المحكمة الجنائية الدولية، والثاني يتمثل في اللجوء إلى الحكم القبلي، وهو ما قد يحدث في أوروبا والولايات المتحدة في ظل تصاعد نفوذ اليمين المتطرف.. ما يعيدنا خطوة إلى الوراء تجاه القبائل كي تدافع عنا وتواجه الأعداء”.

ورداً على تساؤل عن ضرورة تغيير طريقة مكافحة الإرهاب في العالم، أكد المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية على انه “رغم النظام والخطط الجيدة للعمليات التي تقوم بها الجيوش إلا أن أهداف السياسيين لا تزال غير محددة”.

ويجب على من يقود هذه المعركة أن يحترم المبادئ ويتعامل مع الإرهاب بمهارة، وعندما يمثل الإرهاب تهديداً للدول يجب أن تتعاطى بحنكة.

الشرطة الغربية لا تتعامل بذكاء

كما يرى أن الشرطة الغربية غير محددة الأهداف في مواجتها للإرهاب، موضحاً “فهي تتعامل بمبدأ الاندفاع، فعندما ضرب الإرهاب باريس كان الرد السريع هو قصف مواقع (داعش) في العراق بالقنابل كما لو كان هذا هو الحل، وكأن يومين من القصف قادرين على حل المعضلة، لكن هذا غير صحيح، الأمر يتطلب حلولاً ذكية.. ومن بين هذه الحلول في رأيي؛ التحقيق في مصادر تمويل التنظيم الجهادي، وهو ما لا يقوم به العالم، ولم يصل بعد إلى فكر القادة الأوروبيين”. مضيفاً: “وأعتقد أن خروج نموذج جديد لمحاربة الإرهاب من دول مثل إسبانيا أو إيطاليا أسهل من بريطانيا أو دول أخرى”.

امر توقيف “القذافي” من المحكمة كان رائعاً

اما عن رأيه في اغتيال الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والتي سبق للمحكمة الجنائية الدولية إدانته قبل اغتياله، اقر أوكامبو مدافعاً عن قرار المحكمة قائلاً: “لم يكن فشلاً للمحكمة.. فقد ذكرت في مقدمة الدعوى أن دور المحكمة الجنائية الدولية ليس محاكمة المجرمين، وإنما المساهمة في منع وقوع الجريمة، وطلب القذافي للمحاكمة كان أمراً رائعاً كانت قيمته بعيدة تماماً عن إصدار حكم يدينه. ويجب الوضع في الاعتبار الأثر القوي الذي تركته المحكمة في ليبيا ـ حيث منع قرار توقيف القذافي وقوع مجزرة بعدما كانت دباباته على وشك البدء.. وقد كنت في ليبيا أول يوم يتولى فيه المجلس الانتقالي الحكم، البلد كانت في حالة فرح وكأنه عيد، لكن من المؤسف أنها لم تستطع التنسيق فيما بعد”.

لم نستطع تسمية “الإبادة الجماعية” لما جرى لليزيديين !

وجهت صحيفة “لا بانجوارديا” لأوكامبو تساؤل: “هل طلب اليزيديون الحماية القضائية من المحكمة الجنائية الدولية؟”.. فكان رده: “نعم طلب أفراد الطائفة اليزيدية في شمال العراق الحماية القضائية من المحكمة، لكن الطريقة الوحيدة التي يمكن للمحكمة من خلالها محاكمة مغتالي اليزيديين هي من خلال التحقيق مع قياديي تنظيم داعش، وهو ما يتطلب ملاحقة آلاف المتطوعين الذي انضموا إلى الجماعة الإرهابية من تونس والجزائر والمغرب وأوروبا عامة سواء بريطانيين أو فرنسيين”.

مضيفاً: “وتعرض اليزيديون لظروف مأساوية.. كانوا يروون لي أن جيرانهم يعتدون عليهم.. وبالنسبة لهم تسمية ما يمرون به بـ”الإبادة الجماعية” أمر مهم لم يستطيعون تحقيقه سوى سياسياً حتى الآن لكنه غير كافٍ. وعندما كنت في العراق عام 2015، سألني بعض اليزيديين كيف يمكن بداية التحقيق فيما حدث، لأن تسمية ما يقوم به الجهاديون أمر مهم للغاية بالنسبة لهم، لكن ليس لدينا القدرة على فتح تحقيقاً جنائياً حول جرائم تنظيم الدولة”.

وسألته الصحيفة الإسبانية “هل يمكن أن تفتح المحكمة الجنائية تحقيقاً في تهريب عناصر داعش للنفط؟”.. جاءت إجابته بانه: “كي نتمكن من فتح تحقيق في هذه القضية يلزم إثبات أن عملية التهريب كانت جزءاً من جريمة ضد الإنسانية أو إبادة جماعية.. رغم أن جرائم داعش ضد الجهاديين والمسيحيين والمسلمين واضحة.

“لذا أؤكد على ضرورة استهداف مصادر تمويل الإرهاب.. ولتحقيق ذلك يجب أن تتفق الولايات المتحدة وروسيا، وأن يدعمان تحقيقات تجريها محكمة دولية دون التدخل في أعمالها”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب