26 أبريل، 2024 7:59 ص
Search
Close this search box.

المخاوف “الروسية-الإيرانية” .. سبب تقوية تعاون البلدين في “أفغانستان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

من المقرر أن تستضيف العاصمة “موسكو”، اليوم، 4 أيلول/سبتمبر 2018، مؤتمر سلام يستهدف جذب “طالبان” إلى طاولة المفاوضات.

وقد وجهت “موسكو” الدعوة إلى عدد 12 دولة، بينها “الولايات المتحدة الأميركية”. تلك الدعوة التي قوبلت بالرفض من جانب “الولايات المتحدة” و”حكومة كابل المركزية”.

ولمناقشة “مؤتمر سلام موسكو” وتأثيره على الأوضاع الأفغانية الراهنة، أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”؛ مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، الحوار التالي مع “پيرمحمد ملازهي”، خبير شؤون غرب آسيا وشبه القارة..

المشروع الروسي مختلف عن المشروع الأميركي تمامًا..

“الدبلوماسية الإيرانية” : من المقرر عقد مؤتمر متعدد الجنسيات في موسكو لمتابعة مسألة السلام في “أفغانستان” بهدف جذب ممثلي “طالبان” إلى طاولة المفاوضات.. وفي هذا الصدد وجهت “موسكو” الدعوة إلى 12 دولة بينهم “الولايات المتحدة الأميركية”.. في رأيكم هل هذا المؤتمر الروسي هو نفسه مخطط مفاوضات “البيت الأبيض” و”الحكومة المركزية” في “أفغانستان” مع “طالبان” ؟

“پيرمحمد ملازهي” : بالتأكيد لا.. لأن المنافسات السياسية بين “موسكو” و”واشنطن”، فيما يتعلق بالمسألة الأفغانية، إتخذت تدريجيًا شكلاً أوضح.

والسبب في رفض “الولايات المتحدة” المشاركة في مؤتمر موسكو، هو المنافسات السياسية الحقيقة. وفي هذا الصدد إتخذت “حكومة كابل المركزية” نفس الخطوة الأميركية، بحيث لن تحضر المؤتمر. ولذا تعكس تلك المسألة بوضوح إتباع أميركا نهجًا مستقلاً في “أفغانستان” وتحظى بإمتياز رفقة “حكومة كابل”.

ومؤخرًا اختار “دونالد ترامب”، الرئيس الأميركي، السيد “خليل زاده”، مبعوثًا خاصًا للشؤون الأفغانية.. الأمر الذي يعكس أن مشروع سلام “ترامب” مع “طالبان” سوف يحظى برفقة “كابل”، و”إسلام آباد”، و”دهلي نو”، و”الرياض”.

مشروع السلام ذلك؛ الذي تم كما يبدو، أنه تم بمشاركة جزءً من “طالبان” على الأقل ممن سمعوا كلام “باكستان”. حسنًا وبعد مشاركة السيد “خليل زاد”، والذي كان قبلاً سفير أميركا في “أفغانستان”، ويعتبر أحد المنظرين المؤثرين في هيكل السلطة بالولايات المتحدة، يبدو أن “البيت الأبيض” رضى إطلاقًا عن الوجود الروسي على المشهد الأفغاني ومبادرة الكرملين. لذا سوف يستخدم “البيت الأبيض” كل السبل لإفشال المخططات الروسية في “أفغانستان”. لذا فإن مشروعي السلام، (أحدهما في موسكو والآخر في واشنطن)، لا علاقة ولا تتداخل بينهما، بل هما متضادان في الواقع. وهذه المسألة تعود بالأساس لصراع قوتين على المشهد العالمي أحدها المشهد الأفغاني.

روسيا وسيط وليست قوة نفوذ في المسألة الأفغانية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل ستملك “روسيا” قدرة تكرار نجاحها في “أفغانستان”، على غرار “سوريا”، لاسيما وأن عقلية المجتمع والسياسيون الأفغان تعاني الذكريات السلبية عن الروس ؟

“پيرمحمد ملازهي” : بداية يجب القول إن الأجواء والمتطلبات السورية تختلف عن “أفغانستان” بشكل كامل. للروس في “سوريا” قاعدة عسكرية. كذا ثمة وجود سياسي ودبلوماسي روسي على المشهد السوري، ووقعت في هذا الصدد اتفاقيات مهمة مع “حكومة دمشق”. وحتى قبل ذلك كانت “سوريا” تتحرك، إبان الحرب الباردة، في الأطر والموازين الروسية. لذا فإن سوابق علاقات “دمشق-موسكو” جادة وطويلة.

لكن بالنسبة لـ”أفغانستان”؛ فالأوضاع مختلفة تمامًا.. وكما تفضلتم بالإشارة يعاني الشعب الأفغاني من الذكريات الروسية السيئة. و”روسيا” رغم علمها بهذه المسألة تسعى للتواجد كوسيط وليس كقوة حقيقة في التطورات الأفغانية.

مطاردة فلول وأحلام “داعش” في آسيا الوسطى..

“الدبلوماسية الإيرانية” : لكن ما هي أسباب الوساطة الروسية ؟

“پيرمحمد ملازهي” : لقد أثرتم سؤالاً مهمًا.. بالتأكيد يسعى الروس حاليًا للوساطة الحقيقة في قضية الاضطرابات الأمنية بـ”أفغانستان” خوفًا من انتقال الاضطرابات إلى آسيا الوسطى.

ومع الأخذ في الاعتبار لهزيمة (داعش) في “العراق” و”سوريا”، فقد كثفت بقايا هذا التنظيم من هجراتها إلى “أفغانستان” خلال السنوات الأخيرة. والتعامل الروسي، على الأقل من مستوى الخبرة الأمنية، ينبع عن خطورة هذه المسألة على المدى القصير وإمكانية الاضطرابات على الحدود الروسية. لاسيما وأن إستحالة هجرة بقايا (داعش) إلى “أفغانستان” بدون تعاون “البيت الأبيض”. وعليه تعتقد “موسكو” أن “الولايات المتحدة” تريد إثارة الاضطرابات على الحدود الروسية عبر (داعش).

لأن التنظيم، بعد تداعي خلافته في “العراق” و”الشام”، يسعى إلى إعلان خلافة جديدة، (أى الخلافة الخراسانية)، في شمال “أفغانستان”، ويريد الحضور بشكل أكثر قوة في هذه المناطق. وهذا التواجد قد يبعث على إثارة الاشتباكات في مناطق آسيا الوسطى، “الشيشان، ولاية سين كانغ الصينية”.

لذا “روسيا” لا تسعى للتواجد والتدخل المباشر في الشأن الأفغاني، وإنما يعتقد “الكرملين” أن الوصول إلى حل سياسي للخروج من المشكلات الأفغانية الحالية قد يضع “طالبان” في مواجهة (داعش). خاصة وأن (داعش) تنظيم دولي، لكن “طالبان” حركة محلية في “أفغانستان”، وهذه المسألة قد تؤثر على صراع القدرات.

إيران ومشروع السلام الأميركي..

“الدبلوماسية الإيرانية” : بالنظر إلى وجود اسم “إيران” على قائمة المدعويين، كيف هو بالأساس الموقف الإيراني من التصالح مع “طالبان”، خاصة بعد اتهام “طهران” مؤخرًا بالتعاون والتماهي مع “طالبان” ؟

“پيرمحمد ملازهي” : بالنسبة لتلك المسألة أقول؛ طبقًا للمبدأ المسلم به في العلاقات الدولية أن وجود حكومة قوية قد يبعث على شعور دول الجوار بزيادة الاستقرار والأمن. لذا إن وجود حكومة قوية في “أفغانستان” يصب بالقطع في صالح الأمن الإيرانية.

لكن؛ ونظرًا لوجود ملفي سلام مع “طالبان” حاليًا، (أحدهما من الجانب الروسي والآخر من الجانب الأميركي)، وبسبب ما آلت إليه أوضاع “الاتفاق النووي”، وبروز توتر حقيقي في العلاقات “الإيرانية-الأميركية”، فالمؤكد أن “إيران” لن تستطيع أداء دور في مشروع السلام الأميركي. لذا فإن بمقدور “إيران” المشاركة بفاعلية في المشروع الروسي.

من جهة أخرى؛ يسعى “البيت الأبيض”، في أي سيناريو أميركي للسلام، للمحافظة على بقاء قواته العسكرية في “أفغانستان” وزيادتها. وحاليًا توجد 5 قواعد عسكرية أميركية في “أفغانستان”. لذا فإن مشروع السلام الأميركي لم ولن يصب في مصلحة “إيران” مطلقًا. وعليه فالمخاوف “الروسية-الإيرانية” قد تبعث على تقوية تعاون البلدين في تسريع وتيرة ملف السلام بـ”أفغانستان”.

الانتخابات الأفغانية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : كيف تقيم، في ضوء هذه الأوضاع، الانتخابات الأفغانية المقبلة ؟

“پيرمحمد ملازهي” : نحن بصدد عمليتان انتخابيتان، الأولى الانتخابات الوطنية، والأخرى انتخابات المجالس المحلية في “أفغانستان”.

والواقع أن دورة البرلمان الوطني انتهت سريعًا، لكن تم تمديد هذه الدورة بموجب قرار الرئيس، “أشرف غني”، لكن الأوضاع لا تهييء للتمديد مجددًا. لذا إتخذت قرارًا بإجراء الانتخابات. من هذا المنطلق تسعى “طالبان” والتنظيمات المتشددة إلى إفشال الانتخابات. لكن ورغم كل المشكلات الراهنة، وحتى القضايا المطروحة داخل الحكومة بخصوص استقالة أربع وزراء، لن يمنع من إقامة هذه الانتخابات، لاسيما بعد بدء المنافسة الشديدة بين التياران المشاركان بحكومة الوحدة الوطنية، (تيار عبدالله عبدالله وتيار أشرف غني)، على مشارف الانتخابات للحصول على عدد أكبر من المقاعد البرلمانية.

هذا بالإضافة إلى مشاركة شخصيات مثل “عبدالرشید دوستم”، و”محقق”، و”رباني”، و”عطا محمد نور”، في ائتلاف وطني كبير، وسوف يكون منافسًا قويًا للحكومة. ويسعى هذا التحالف للمشاركة في مجالس أخرى مثل مجالس “قندهار، وجلال آباد، وتيارات الباشتو”.

وهذه المسألة بالتأكيد سوف تزيد من اشتعال تنور الانتخابات. لذا ورغم كل المشاكل سوف تُعقد الانتخابات. لكن عمومًا يبدو أن الانتخابات الأفغانية المقبلة سوف تتخذ مجددًا لونًا عرقيًا. والمشكلة هنا أنه، ونظرًا لاختلاف السياسيون، سوف تبعث مساعي “طالبان” الرامية لإعاقة إجراء الانتخابات، وكذا تشتيت المجتمع الأفغاني على الحد من المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات. وعليه لن يحظى البرلمان الأفغاني المقبل بالشرعية اللازمة حتى يستطيع السعى وراء خطط حقيقة. لكن لابد من انتظار التطورات الناجمة عن مشروعي السلام مع “طالبان” وأيًا منهما سوف يحقق نتائج.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب