20 أبريل، 2024 3:47 م
Search
Close this search box.

المحبة الإستراتيجية .. في “العاصمة” الإيرانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

عُرض الجزء الخامس من مسلسل (العاصمة) على شاشة القناة الإيرانية الأولى خلال عطلة النيروز، (عطلة رأس العام الإيراني)، بينما إنطلقت الحملة الدعائية للمسلسل قبل أشهر على الفضاء المجازي تتضمن مشاهد القتال ضد (داعش).

فشل أعمال الثمانينيات..

طبقاً للتصور السائد في الغالب على المنتوجات ذات هكذا محتوى؛ فأغلب الظن أن مسلسل (العاصمة) وصل بالجزء الخامس إلى مرحلة النهاية وفقد المشاهدين، لكن كان هذه التصور خاطئ.

فقد شهدنا خلال الأعوام الماضية إنتاج أعمال ذات رؤية إسترايتجية للأحداث الإقليمية، لكنها فشلت في كسب طيف كبير من المشاهدين. على سبيل المثال، الأعمال التي قُدمت نهاية الثمانينيات؛ والتي اُنتجت في الأساس للعرض الخارجي، إلا أنها لم تنجح حتى في كسب المشاهد الإيراني.

لكن مسلسل (العاصمة) نجح، بحسب صحيفة (المثقفون) الإيرانية، في إصلاح هذا التصور بعد عرض الجزء الخامس، وأن بمقدور الأعمال المقدمة المحافظة على العدد الكبير من المشاهدين بالحديث عن التحديات المهمة في الجغرافيا السياسية والاجتماعية.

الجزء الخامس من “العاصمة”..

الفرق الذي يميز (العاصمة- 5)؛ عن باقي أعمال “موسم النيروز” من العام الجاري، هو أن كل جزء يثير في حد ذاته ردود أفعال متفاوتة على الفضاء الإلكتروني بمجرد عرضه على شاشات التليفزيون.

فالمشاهدون خلال العام الجاري يرصدون قصة أسرة، “نقي معمولي”، وتتباين ردود الأفعال على شبكات التواصل الاجتماعي من منطلق الشوق وأحياناً الغضب.

وشهدت الحلقتين الأخيرتين تصاعد أزمة قصة “العاصمة”، وقد أثار على سبيل المثال مشهد وقوع أسرة “نقي معمولي” في أسر (داعش)، واستغرق الخوف والفزع كيانهم بالكامل، وكيف كان الإرهابيون ينادون الفتيات بـ”الحوريات”.

هذا المشهد القصير أثار ردود أفعال طريفة في الفضاء الإلكتروني. فقام النشطاء على تطبيق (إنستيغرام) بنشر صور المدافعون عن الحرم إلى جانب هذه المشاهد، وأعربت أسر الضحايا عن شكرهم العميق لأبطال المسلسل.

تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي..

لعلها المرة الأولى التي تنشر فيها منشورات على الـ (إنستغرام)؛ هي تجميع من ردود الأفعال على الوجود الداعشي بالمنطقة ونماذج فنية من مسلسل تليفزيوني مع التحفيز على الوحدة الوطنية. كذلك دشن نشطاء (تويتر) هاشتغ: (#العاصمة- 5) و(#المدافعون عن الحرم)، تعليقاً على مشاهد المسلسل.

وكانت الحلقتان الأخيرتان الأكثر جاذبية بين حلقات المسلسل؛ حتى أن العلاقات العامة بالتليفزيون أعلنت أنها سوف تعيد تقديم الحلقتان نظراً للمطالب الجماهيرية.

وبحسب استفتاء “مركز أبحاث وتقييم أفكار الإذاعة والتليفزيون”؛ في طهران و32 مدينة إيرانية أخرى، فقد أبدى 92% من المشاهدين رضاهم عن مسلسل (العاصمة- 5)، وربما أحد أسباب نجاح المسلسل يكمن في اللهجة الساخرة طوال المسلسل بخلاف الوصف الدقيق لأحداث المجتمع الإيراني.

يقول “سرويس مقدم”، مخرج المسلسل، في حوار إلى صحيفة (المثقفون)، عن الإقبال الجماهيري على المسلسل: “السبب أن الخلافات الحزبية لم تعد مهمة بالنسبة للمشاهدين، وإنما هم يريدون ساعات من المشاهدة في سرور وهدوء بعيداً عن المشاكل. أخبرني أصدقائي في الشمال أنك لا تكاد حتى الطير في الشارع أثناء عرض المسلسل”.

وقصة الجزء الخامس هي إمتداد لقصص الأجزاء السابقة، حيث تضطر عائلة “نقي” للهجرة من إيران فتذهب إلى “اليونان”، وفي الطريق يموت قبطان المنطاد وتسقط الأسرة في “سوريا”، حيث تجد نفسها أمام جماعة (داعش) الإرهابية في طريقها إلى “اللاذقية” وبرفقها أسرة أخرى من اللاجئين السوريين؛ التي طلبت المساعدة من أسرة “نقي”، وتواجه الأسرة مواقف تجعلها تدرك معنى الوطن ومرارة الغربة.

وفي الحقيقة يصور المسلسل جزءً مما عايشه أبناء الشعب السوري من معاناة وآلام تحت سيطرة (داعش)، ودور ميليشيات “المدافعون عن الحرم” في الحرب على (داعش).

يذكر أن خماسية (العاصمة) من إخراج “سيروس مقدم”؛ وبطولة “محسن تنابنده”، و”ريما رامين فر”، و”علي رضا خمسة”، و”مهران أحمدي” و”أكبر عبدي” وآخرين، وقد لاقى المسلسل إعجاباً جماهيرياً كبيراً في إيران.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب