اعلن مسؤولو الحراك الشعبي في محفظات العراق الست التي تقود احتجاجات ضد الحكومة الاضراب العام الاثنين المقبل تاكيدا لوحدة مطالبها واحتجاجا على عدم تنفيذها ورفضوا وصف المالكي للمتظاهرين بالمتمردين والمنفذين لاجندات خارجية وطالبوه بالرحيل وحكومة الازمات التي يرأسها.
جمعة دماء ديالى دماءنا
وقد جرت الاحتجاجات اليوم تحت شعار “دماء ديالى دماءنا” تضامنا مع محتجي محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) حين تعرض المصلون في ناحية كنعان بالمحافظة الجمعة الماضي الى تفجير ادى الى مقتل 13 مصليا واصابة 28 آخرين بجروح مختلفة. ووسط اجراءات أمنية مشددة شهدت ساحات الاعتصام في محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك وبعض مناطق بغداد اقامة عشرات الالاف من المحتجين لصلوات شيعية سنية جامعة بعد ان استمعوا الى خطباء الجمعة الذين اكدوا على الاستمرار بمطالب الغاء التهميش والاقصاء لمكونات عراقية واطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات. وقد فرضت القوات الامنية ومنذ الصباح اجراءات امنية مشددة حول ساحات الاعتصام تحسبا من اي خروقات امنية محتملة حيث تم نصب السيطرات العسكرية الثابتة والمتحركة وقامت بتفتيش المتوجهين الى هذه الساحات كما منعت القوات السيارات الاقتراب منها.
وقد دعا مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي اليوم جميع المصلين في محافظتي صلاح الدين ونينوى بالتوجه الى ساحات الاعتصام وترك المساجد ردا على قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بإعادة فتح المساجد في هاتين المحافظتين . وقال الرفاعي ان المالكي أصدر قرارا بإعادة فتح الجوامع في المحافظتين من أجل ضرب ساحات الاعتصام ل منع المصلين من الوصول إلى ساحات الاعتصام وذلك يجب التوجه الى ساحات الاعتصام وأداء الصلاة الموحدة هناك .
المحافظات المحتجة تدعو لاضراب عام الاثنين
وقد دعا خطيب جمعة الرمادي الشيخ قصي الزن مركز محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) الى رحيل المالكي و”حكومة” الازمات التي يقودها ودعا المحافظات الست المحتجة الى اضراب عام الاثنين المقبل ماعدا منتسبي الاجهزة الامنية والطبية.
وقال الخطيب في خطبة صلاة الجمة بساحة الاعتصام بالرمادي بمشاركة الاف المحتجين “نحن مستمرون في حراكنا الشعبي بساحات الاعتصام ومصممون على سلمية هذا الحراك التي اغاضت الحكومة فاصبح رئيسها المالكي يصف المتظاهرين بالمتآمرين والمنفذين لاجندات خارجية لكنا نؤكد له ان تربة الوطن هي اعز ما نملك ولايمكن ان نساوم عليها او نخضعها لارادات خارجية”. واضاف ان “الحكومة اصبحت عدوة لشعبها بهذه الاوصاف وحيث ان قيادات في هذه الحكومة تطلق اوصافا غير لائقة ومرفوضة على المتظاهرين جراء غيضهم من استمرار الاعتصامات لاكثر من مائة يوم”.
واشار الخطيب الى ان الدماء التي تسيل نتيجة الاغتيالات والتفجيرات في مختلف انحاء العراق لن تذهب سدى وسيأتي القصاص لها في يوم من الايام”. وقال ان المالكي يستطيع تنفيذ مطالب المحتجين لكنه لايفعل برغم قدرته على ذلك.. وخاطبه قائلا “ان حاكما لا يستطيع ان يحقق لشعبه الامن والاستقرار والعيش الرغيد عليه ان يرحل غير مأسوف عليه ويترك مجالا لغيره لقيادة البلاد”. واشار الى ان رئيس الوزراء يسوف ويماطل في الاستجابة لمطالب المحتجين وهي ليست مطالب مكون واحد في اشارة الى السنة لكنها مطالب المواطنين من الشمال الى الجنوب الذي يعاني ابناءه من ظلم الحكومة التي تعيش في عالم اخر تاركة الشعب يعيش القتل والتفجير والاغتيال.
وشدد خطيب جمعة الرمادي بالقول “ان مطلبنا لجميع العراقيين بتنوع طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم” ووصف الحكومة الحالية بحكومة الازمات وقال انها “فجرت الازمة مع اقليم كردستان والان مع المحافظات الست”. ودعا هذه المحافظات الى اضراب عام يوم الاثنين المقبل احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة لمطالب المتظاهرين والتأكيد على استمرار الاحتجاجات سلمية وان المحتجين يدا واحدة في مختلف المحافظات واستثنى من الدعوة منتسبي الاجهزة الامنية والطبية.
وحول وصف المالكي للمحتجين بالمتآمرين والمتمردين وان اجندات خارجية تحركهم قال الخطيب ” ان ردنا على ذلك ان المحتجين لهم مطالب هي مطالب كل العراقيين وانهم لن يساوموا على بلدهم لانهم مؤمنون بأنه لافرق بين عراقي وآخر الا بالخوف على هذا البلد”. ودعا الى مشاركة واسعة في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري غدا من اجل تقويم الظلم والحصول على الحقوق من خلال اعضاء يؤمنون بحقوق المواطنين وتطلعاتهم لعيش افضل.
وفي محافظة نينوى الشمالية فقد حذر المتظاهرون بساحة الاحرار في مدينة الموصل عاصمة المحافظة (375 كم شمال بغداد) المالكي وزير النقل هادي العامري من الانجراف وراء ايران وما تخطط له واكدوا انه لاتراجع عن مطالبهم ووقوفهم بوجه من اسمهم “الصفويين” . وطالبوا المالكي بالابتعاد عن التوجهات والتصريحات التي ترسمها له ايران والنظر الى ابناء شعبه.
وكان المالكي هاجم الثلاثاء الماضي المتظاهرين والمعتصمين بشدة ووصفهم بـالمتمردين وحذرهم من اجراءات إذا لم يعودوا الى التفاهم على اساس الدستور والوحدة الوطنية وقال في مؤتمر انتخابي لقائمته “أئتلاف دولة القانون”التي يتزعمها في مدينة الناصرية الجنوبية إن الحكومة دعت المعتصمين والمتظاهرين ومن يقودهم الى التفاهم على أساس الدستور وأساس الوحدة الوطنية لكنهم يرفعون شعارات طائفية ويهددون باستخدام القوة . وقال “لقد صبرنا عليهم كثيرا لانهم اخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا” . وأكد قائلا “القتلة والمجرمين لن يعودوا ابدا الى العملية السياسية مها طال الزمن ومهما كثرت التضحيات ومهما تامروا وفجروا واغتالوا ومهما كانت خلفهم ارادات اقليمية ودولية وقوى سياسية محلية”، مبينا إن “الحساب معهم لايزال مفتوحا ولن يغلق”.
وعلى الفور طالب معتصمو محافظة الانبار بعرض المالكي على طبيب نفسي وقال رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار السياسي لمبعوث الامم المتحدة في العراق مروان علي والقيادي في ائتلاف العراقية احمد العلواني في بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110كم غرب بغداد) ان “الحكومة العراقية تعودت على الكذب والضحك على الذقون”. وأضاف ان “المالكي يعاني من ازمة الانقلابات والان يخطط الى انقلاب على الرغم من وجود مشروع ديمقراطي اقرته الامم المتحدة منذ عشر سنوات”.
وتشهد 6 محافظات غربية وشمالية هي الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى واجزاء من بغداد منذ ثلاثة اشهر تظاهرات منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، وتطالب بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراح الأبرياء منهم، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة، وتعديل الدستور.
ا