12 مارس، 2024 12:55 م
Search
Close this search box.

المجتمع يتبدل .. من المسؤول عن اغتيال وجه “العراق” الجميل ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

يبدو أن واقعة قيام عارضة الأزياء العراقية، “جيهان الهاشم”، بالتصوير في مسجد “نداء الإسلام”؛ سيفتح من جديد ملف غضب المتشددين من عارضات الأزياء التي تطورت، في السنوات الماضية، لعمليات إغتيال.. خاصة بعد الهجوم الشرس على العارضة وتكفيرها واتهامها بتدنيس بيت من بيوت الله، بالرغم من ظهورها بزي محتشم.

موجة الهجوم كان أقلها موقف “الوقف السُني العراقي”، الذي هدد بمقاضاة عارضة الأزياء، “جيهان هاشم”، وذلك في بيان أصدره الديوان عقب نشر العارضة للقطات على تطبيق (إنستغرام) من جلسة تصوير قامت بها في مسجد “نداء الإسلام”.

إعتذار وتأكيد على البراءة..

وتعليقًا على بيان ديوان “الوقف السُني”، قالت “جيهان هاشم”، في تديونة على (إنستغرام)، إنها تحترم “الوقف السُني” وجميع المراجع، مؤكدًة على أن ما قامت به لا تقصد منه الإساءة إلى أي طرف.

وأفادت في التدوينة التي أرفقتها بصورة من الجلسة الاستعراضية، بأنها أرادت أن تبعث برسالة للعالم من خلال متابعيها، أن العراق بلد آمن وتبين أيضا أن الإسلام دين تسامح ودين محبة

وقالت: “هل الآذان يُرفع بعد إنتهاء الدوام.. شكرًا يالله لأنك دائمًا معي؛ وأنا أحتفظت بهذا الڤيديو، وهو من أنقذني لكي أثبت به براءتي أنني كنت متواجدة في مسجدك عند صلاة المغرب”.

رعب من مصير الإغتيال !

مخاوف تجددت من متابعي ومحبي “الهاشم”؛ من الغلو في مهاجمتها الذي قد يصل للإغتيال كما حدث مع عارضة الأزياء، “تارة الفارس”، وخبيرة التجميل، “رفيف الياسري”، والناشطة، “سعاد العلي”، اللاتي أطلق عليهم متطرفون لقب عاهرات وناشرات للعري حتى تم إغتيالهن.

وحول إمكانية عودة الإغتيالات؛ أو تعرضها للإغتيال كزميلاتها السابقات، قالت “الهاشم”: “كل ذنبنا في الحياة أننا مشاهير، لقد كرهت حياة الشهرة”، كما طالبت الحكومة العراقية بحمايتها لأن حياتها مهددة بخطر القتل من أشخاص لا يعرفونها.

الإغتيال.. سيف على رقاب المشاهير..

وتشهد عروض الأزياء تراجعًا ملحوظًا في “العراق”، منذ الغزو الأميركي والاضطرابات التي تبعها انتشار للإغتيالات السياسية ونشر السلاح في أيدي الميليشيات المسلحة، وقد لقيت “تارة الفارس” مصرعها، يوم الخميس الموافق 28 أيلول/سبتمبر 2018، بعد إطلاق أعيرة نارية عليها من قِبل مجهولون. وطبقًا لـ”وزارة الصحة” العراقية فقد قُتلت، “تارة الفارس”، برصاصات في الرأس والجسد، ووصلت إلى مستشفى “الشيخ زايد”، وبداخل جسدها أعيرة نارية. وكانت “تارة الفارس”، من مواليد 1996، لأب عراقي وأم لبنانية، توجهت في بداياتها لنشر المقاطع القصيرة على موقع (يوتيوب)، واختيرت “ملكة للجمال” في “نادي الصيد العراقي”، عام 2015، ثم انتقلت إلى “أوروبا” لفترة قبل أن تعود إلى “العراق”؛ متنقلةً بين “أربيل” و”بغداد”.

حادث مقتل “تارة الفارس”، جاء بعد ساعات قليلة من اغتيال الناشطة العراقية، “سعاد العلي”، وتلقي عدد من مشاهير “العراق” رسائل تهديد بالقتل، الأمر الذي أثار حالة رعب كبيرة بينهم.

متهمات دائمًا.. المجتمع يتبدل !

وتواجه عارضات الأزياء نظرة مريبة من مجتمع غالبًا ما يقرن عارضات الأزياء بالسمعة السيئة، وتقول إحدى عارضات الأزياء، التي تدعى “حنين”: “أعمل عارضة أزياء منذ خمسة سنوات في دار الأزياء التابعة لوزارة الثقافة، والتي غالبًا ما يقتصر عملها في إطار عروض محدودة وأزياء تقليدية، ومع ذلك أنا لا أخبر أحد أنني عارضة أزياء، حتى أبي يعتقد أنني أعمل موظفة في دار الأزياء؛ ولا يعرف أنني أقدم عروض، فقط أمي من تعلم، لأن لا أحد يتقبل فكرة أن أكون عارضة أزياء، الجميع يربطونها بأفكار سيئة لا يعرفون أنك تتحدى وتجازف بحياتك كعارضة أزياء”.

وخلال العقود الماضية، كان معتادًا، في “بغداد”، رؤية نساء يرتدين تنانير قصيرة وملابس أقرب إلى الأسلوب الأوروبي المتحرر. إلا أن هذه العادات تبدلت مع تزايد التشدد الديني ودخول البلاد في حروب ودوامات عنف ومعاناتها من حصار اقتصادي خانق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب