19 أبريل، 2024 7:42 م
Search
Close this search box.

المتقلب الصدر ينقلب على حلفائه ويستحضر الطائفية بخطابات المنابر مهددا ” السنة ” لترك الحكومة لأتباعه المستقلين

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / بغداد – كتابات

مواقفه متغيرة لا تثبت على حال .. في لحظات تتبدل إن لم يتأكد أنه حقق الاستفادة الكاملة.. وسرعان ما يجد ما يُلبي طموحاته بالخروج إلى ساحة المعارك إما عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بتغريدات “الأزمة”، أو إن اقتضت الحاجة يحشد الجماهير طالبا الخروج للتظاهر والاعتراض متفاخرا بين من حوله بقدرته على الحشد وتأليب الشارع العراقي، فهو كما يمتلك فصيلا سياسيا يمتلك آخرا يحمل السلاح..

إشعال الأرض واستدعاء الطائفية

هذه المرة، خرج زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي علا شأنه في العراق مع مجيء الاحتلال الأميركي لبغداد في العام 2003.. خرج بتغريدات مطولة يوم السبت 13 تشرين / أكتوبر 2018 عنوانها استدعاء الطائفية… خلفياتها إشعال الأرض طالما لم يحصل على مآربه ويحقق استفادة السياسيين من دخول السياسة.. وهي الحصول على مصادر الدولة وحقائبها السيادية..

أطلق الصدر تصريحاته موجها رسالته لأبناء المكون السني وعينه على تأليب المكون الشيعي الذي هو أحد أركانه، تعمد الابتعاد عن خطاب الوطنية العراقية بمفهومها الأشمل، فنزل بكلماته إلى مستوى التحريض وإن كان ظاهر ما يدعو إليه هو الاصطفاف، لكن باطنه هو عين التفرقة..

عاير أهل اسنة

اتخذ الصدر في تغريداته الأخيرة لغة القبائل وخطابات المنابر… فراح يتحدث وكأنه يعاير أهل المناطق السنية بتحرير أراضيهم والوقوف معهم ويستحلفهم بما كان من أبناء المكون الشيعي من الدفاع عنهم وعن أراضيهم، بأن يتركوا “المحاصصة وتقسيماتها والطائفية وحصصها، وكأن الدفاع عن الأراضي العراقية شمالها وجنوبها، شرقها وغربها ليس مهمة كل عراقي!.

وأخذ يستطرد في القول بأن على أبناء المكون السني أن يقدموا المصالح العامة على المصالح الحزبية وأن ينظروا إلى قواعدهم التي زعم أن العنف هزها والتشدد وأن يبعدوا كل الفاسدين والطائفيين كما أبعدهم هو.

لا يمكن الوثوق في مواقفه .. الجميع بات يعلم ذلك

تناسى الصدر وهو يغرد أن هناك من يعلم ويدرك ويدرس جيدا خلفيات مواقفه السياسية وتصريحاته المتقلبة التي لا يمكن الوثوق بها لتكرار اتفاقاته السياسية ومن ثم الالتفاف عليها، وهنا فإن الرجل يعلم أن تحركاته وتغريداته من شأنها أن تصل في النهاية إلى إفساد الحكومة المرتقبة وتفخيخها وتفويت الفرصة على تشكيلها في الميعاد المحدد طالما لم يعين رجالاته الذين يدينون له ولفريقه بالولاء وإن كان ظاهرهم مستقلين.

انقلب على “الخنجر” رغم دعمه له إعلاميا على مدى أشهر

إن أبرز ما يظهر تقلبات “الصدر”، هو انقلابه حتى على صاحب القناة التلفزيونية “الفلوجة” والتي طالما مدحت وأشادت بمواقفه الوطنية بشكل شبه يومي وتحديدا في برنامج ستوديو التاسعة الذي كان يقدمه أنور الحمداني على مدى أشهر قبل الانتخابات العراقية، فظلت تلك القناة – المملوكة لـ “خميس خنجر” زعيم كتلة قرار في مجلس النواب –  تشيد بمواقف الصدر العراقية ونبذه للطائفية.

وفور انتهاء الانتخابات، بدأت التحالفات السياسية، فراح “مقتدى الصدر” ينضم إلى تحالف حيدر العبادي، ووقتها طلبوا من “الخنجر” الانضمام إليهم؛ لأنهم يدركون أن بانضمامه سيمتلكون هم الكتلة الأكبر..

توقع أن يغير مواقفه كالعادة

هنا رفض الخنجر قبول ذلك التحالف؛ وكأنه يقرأ المستقبل ويعلم مفاتيح شخصية “الصدر” غير مأمون الجانب والتقلبات، فقد خشي الرجل – الذي لم يطلب أي منصب في العراق – أن ينسحب الصدر من هذا التحالف ويخذلهم وبالتالي يخسروا خسارة كبيرة!.

وحدث ما توقعه الخنجر بالفعل، انسحب مقتدى الصدر من تحالف العبادي وانضم إلى ذاك التحالف الذي فيه الخنجر عضوا، ليستشعر الصدر أن انضمامه المتأخر للتحالف قد يضعفه، وهو أيضا ما حدث.

الدولة نفسها قائمة على المحاصصة والمستقلون يتبعون الصدر!

فما كان من الصدر إلا أن يطلب ويروج لضرورة أن تكون الحكومة المقبلة من المستقلين؛ بحجة أنه يعارض المحاصصة – رغم كون هيكل الدولة السياسي نفسه يقوم عليها.. فالرئاسة للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة مجلس النواب للسنة – .

ولأن أغلب من يعمل في السياسة لا بد له أن يتمتع بدهاء التعامل مع تقلباتها، علم هذا التحالف أن الصدر يمارس لعبة “خبيثة” معهم، فهو يطالب بحكومة ظاهرها مستقلة لكن أغلب مرشحيها ممن يدينون له بالولاء ومن معه.

اسألوا نائب رئيس البرلمان عن الاستقلال تحت عباءة الصدر!

ولنا هنا أن نذكر، كيف أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من السنة، لكن نائبه الحالي هو الأقوى في مجلس النواب، وهو أحد تابعي مقتدى الصدر المخلصين وإن كان يدعي أنه مستقل!.

هذه المواقف وغيرها، استدعت رفض “الخنجر” طرح “الصدر”، إذ يبدو أنه استشعر محاولة الأخير تجريدهم من مكاسبهم الانتخابية من وزارات بحجة رفضه المحاصصة، وهو ما يفسر استمرار ترديد عبارات ” نريد حكومة مستقلة من التكنوقراط” على لسانه وفريقه ومكونه، فهو يعلم أن المستقلين الذين تقدم بهم هم أغلبهم من أتباعه وفريقه!.

وفي النهاية فإن وضع كلمة “خنجر” واصفا إياه بالخيانة من جانب مقتدى الصدر الذي يجيد التواصل المعلن وغير المعلن مع السعوديين والأميركيين، في تغريدته مع مناشدة أهل السنة، محاولة منه لإبعاد خميس الخنجر عن دعمهم كي يستفرد بما يريد من حقائب وزارية ويهضم حصرا حقوق السنة في الحكومة المرتقبة، رغم ظاهر كلمات الثناء عليهم!.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب