27 أبريل، 2024 4:55 ص
Search
Close this search box.

المتابعة القضائية لاغتيال “سليماني” .. إيران الخاسرة وتُعرض العراق لمسؤوليات تجاه أميركا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تكشف من جديد، لـ”واشنطن”، مدى عمق التقارب “الإيراني-العراقي” الذي لن تتمكن من إيقافه، وقعت “إيران” و”العراق”، أمس الأول، اتفاقية بشأن المتابعة القانونية والقضائية لقضية اغتيال قائد (فيلق القدس)، “قاسم سليماني”، ونائب رئيس (الحشد الشعبي)، “أبوالمهدي المهندس”، ورفاقهما، عن طريق قصف جوي أميركي في “مطار بغداد الدولي”.

وحسب وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، (إرنا): “اتفقت اللجنة القانونية والقضائية العراقية، مع نائب وزير العدل للشؤون الدولية وحقوق الإنسان في إيران، على المتابعة القانونية والقضائية لقضية اغتيال، سليماني والمهندس، من خلال اقتراح تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين”.

وأشار مساعد وزير العدل الإيراني للشؤون الدولية وحقوق الإنسان، “محمود عباسي”، إلى العلاقات العريقة والتعاون الثنائي، على مدار الأعوام الماضية، بين شعبي “إيران” و”العراق” على أساس المكونات الثقافية والحضارية والدينية المشتركة، والتي تمتد إلى العلاقات القانونية والقضائية.

يُحمل العراق المسؤولية لوقوفها بجانبه..

وأضاف أن: “إيران، حكومة وشعبًا، وقفت دومًا إلى جانب الشعب والحكومة العراقية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، مثل (داعش)، وتحملت تكاليف باهظة جراء دعمها، بما في ذلك استشهاد الفريق، قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، نائب (الحشد الشعبي) في العراق”، مشيرًا إلى أن: “هذه الجريمة هي عمل خطير إرتكبته الإدارة الأميركية في وضع كان فيه الشهيد، سليماني، ضيف رسمي على العراق كدولة مستقلة ذات سيادة”.

وأكد مساعد وزير العدل الإيراني على؛ أن: “اغتيال الشهيدين البارزين سيتم متابعته قضائيًا من قِبل إيران والعراق في المحافل الدولية”، مقترحًا إنشاء مركز للتحكيم والوساطة لتطوير العلاقات التجارية وحل النزاعات بين تُجار البلدين.

كما قال نائب مساعد المدعي العام العراقي، “ضاهي جابر فرهود”، إن: “الجهاز القضائي العراقي، تابع ومنذ الوهلة الأولى؛ موضوع التحقيق بخصوص اغتيال سليماني ورفاقه، وأن اقتراح مساعد وزير العدل الإيراني بتشكيل لجنة مشتركة، قابل للنقاش والمتابعة”.

فيما أعرب المدير العام لحقوق الإنسان والتعاون الدولي بوزارة العدل العراقية، “كامل أمين هاشم”، عن إرتياحه لزيارة “الجمهورية الإسلامية”، قائلًا: “يمكن متابعة إجراءات الإدارة الأميركية بشأن اغتيال اللواء، سليماني وأبومهدي المهندس، في المحاكم الأوروبية ومجلس الأمن، كما أن هذا العمل إجرامي ويمكن مقاضاته بموجب القانون المحلي الأميركي”.

إقامة دعوى قضائية بطهران..

في سياق متصل؛ أعلن رئيس السلطة القضائية الإيرانية، “إبراهيم رئيسي”، إقامة دعوى قضائية وتشكيل ملف خاص باغتيال، “قاسم سليماني”، في مكتب المدعي العام بالعاصمة، “طهران”.

وقال “رئيسي”، في تصريحات للصحافيين؛ عقب وصوله إلى محافظة “كرمان”، جنوب شرق “إيران”، مسقط رأس “سليماني”، إنه: “تم إقامة دعوى قضائية وتشكيل ملف خاص للتحقيق باغتيال، قاسم سليماني، في مكتب المدعي العام بطهران، وإن السلطات القضائية الإيرانية على اتصال دائم مع السلطات العراقية لمتابعة عملية الاغتيال”.

وأوضح أن: “السلطات العراقية وعدت بمتابعة القضية، وتم تكليف القضاة بالعمل مع مسؤول القضاء الدولي في وزارة العدل ووزارة الخارجية الإيرانية”، مجددًا تأكيد بلاده على: “الثأر لدماء سليماني ورفاقه، ولن يكون لدينا أي شك في هذا”.

إيران ستكون الخاسر..

خبير القانون الدولي العراقي، “سامي محمد”، قال معلقًا لموقع (الحرة)؛ يقول إن: “اللجوء للقانون أمر جيد دائمًا، وهو أفضل من اللجوء إلى القوة”.

إلا أنه يرى أن “إيران” ستكون الخاسرة إذا ما لجأت للقانون الدولي؛ لأن: “الولايات المتحدة تقول إنها تمتلك أدلة على تورط سليماني، الذي كان يزور العراق، وفصائل الحشد باستهداف منشآت ومصالح أميركية في العراق، على الرغم من الاتفاقيات مع الحكومة العراقية”.

وكانت الإدارة الأميركية قد دعت، “العراق”، في أكثر من مناسبة؛ إلى القيام بمهامه التي ينُص عليها القانون الدولي والمتعلقة بحماية المنشآت الدبلوماسية والمصالح الأميركية في البلاد، خاصة أن وجود القوات الأميركية تم بطلب من الحكومة العراقية.

وتعتبر “بغداد” و”طهران”، “سليماني”، “الضيف الرسمي” للعراق، حيث كان يجري زيارات دورية لبحث سُبل مواجهة الاحتجاجات الشعبية العارمة التي إجتاحت شوارع المدن العراقية للمطالبة برحيل الطبقة السياسية وإنهاء النفوذ الإيراني.

يُعرض العراق لمسؤوليات..

وبالنسبة لـ”العراق”، فإن اللجوء إلى القانون الدولي في مقتل “سليماني” قد يعرضه لمسؤوليات، حيث يقول “محمد”: أن العراق “سيجد نفسه مطالبًا بدفع تعويضات للولايات المتحدة عن استهداف ضيفها، سليماني، وقواتها الأمنية الممثلة بالحشد، للمصالح الأميركية الموجودة في العراق بصورة رسمية وشرعية”.

دوافع “ترامب” لاغتيال “سليماني”..

ونشر “البيت الأبيض”، الجمعة، الرسالة التي قدمها إلى “الكونغرس” الأميركي لشرح الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، لقتل قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”.

وجاء في الرسالة أن “ترامب” أمر بالضربة التي قتلت “سليماني”، الشهر الماضي، ردًا على هجمات وقعت في الماضي استهدفت المصالح الأميركية وعرضت أرواح المواطنين للخطر.

ولكن هذا لا يبدو أنه يهم “إيران”، التي تعتبر إن الضربة “عمل خطير إرتكبته الإدارة الأميركية في وضع كان فيه سليماني ضيفًا رسميًا على العراق كدولة مستقلة ذات سيادة”، بحسب ما نقلته وكالة (إرنا) عن “عباسي”.

إيران مستمرة في استخدام “سليماني” بشكل سلبي..

ويقول الصحافي العراقي، “سلام كويش”: “لا أعتقد إن سليماني كان يزور العراق بصفة رسمية أو اعتيادية، ولا أتصوره يدخل من بوابة المطار الرسمية مثل غيره من المسؤولين ويستخدم جواز سفره أو يُقام له استقبال رسمي”.

ويضيف “كويش”، لموقع (الحرة)؛ أن “سليماني” كان يلعب دورًا سلبيًا في “العراق” في حياته، ويبدو إن “إيران” مستمرة باستخدامه بنفس الإتجاه حتى بعد مقتله.

لدفع واشنطن للعودة للمفاوضات..

ويقول الصحافي العراقي، “أحمد السهيل”، في حديث مع موقع (الحرة)؛ إن: “إيران باتت تعمل بشكل صريح في العراق كمنطقة نفوذ معلنة، ليس الآن بل منذ تشكيل حكومة، عبدالمهدي، (المستقيلة)، وعودة العقوبات الأميركية، وتريد إرسال رسالة إلى أميركا بأنها أحكمت سطوتها على السياسة العراقية بشكل عام”.

ويضيف “السهيل”: “هي تستغل كل الملفات الممكنة، سواء ملف مقتل سليماني أو أي ملف آخر”، مبينًا قوله: “كانت خارطة نفوذ إيران تتعلق ببعض القوى الشيعية، وباستطاعتها جمع أغلبية داخل الشيعة فقط، لكنها بعد أن نجحت في توسيع هذا النفوذ حتى بات يشمل قوى سُنية عديدة وبعض القوى الكُردية”.

لكن “السهيل” يعتقد إن: “كل تلك القضايا، التي تُركز عليها طهران، لا تخرج عن إطار دفع الولايات المتحدة للعودة للمفاوضات”.

ويؤكد: “لا أعتقد أنها ذاهبة بإتجاه تصعيد أو صدام مباشر، بل إنها تُريد استخدام كل ما يمكن في سياق إعادة أميركا للمفاوضات، والتي تبدو متعنتة وتتصرف من مركز قوة ولم تُعد تُصغي للتهديدات الإيرانية”.

وتصاعد التوتر بين “واشنطن” و”طهران”، عقب إعلان “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، فجر الجمعة 3 كانون ثان/يناير الماضي، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من “مطار بغداد الدولي”، أسفرت عن مقتل “سليماني”، و”أبومهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، وآخرين، وفي 8 كانون ثان/يناير، شنت “إيران” هجومًا صاروخيًا على قاعدتين عسكريتين في “العراق”، إحداهما قاعدة (عين الأسد)، التي تضم نحو 1500 جندي أميركي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب