المالكي يهاجم مرسي ويتهم الاخوان المسلمين بالطائفية ‏

المالكي يهاجم مرسي ويتهم الاخوان المسلمين بالطائفية ‏

انتقد رئيس الوزراء نوري المالكي، اليوم الأربعاء، “رئيس دولة كبيرة يقول اذهبوا في سوريا للقتال ‏فانتم مجازون”، في اشارة إلى الرئيس المصري محمد مرسي، وحذره من ان ” اشاعة العنف ونصرة ‏الارهاب واصدار الفتاوي التكفيرية ستلتف عليكم” مؤكدا ان “السلاح الذي تجهز به المعارضة ‏السورية يستخدم في العراق ولبنان وسيستخدم في تركيا”، وفيما طالب الازهر بـ”الارتقاء إلى مستواه ‏التاريخي والوقوف بوجه التطرف”، اكد “كنا نحب الاخوان المسلمين ونتعامل معهم والان تصدر ‏منهم وصف الشيعة بالانجاس الارجاس”.‏

وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة خلال حفل نظمة المؤتمر العام للكرد الفيليين، بمناسبة ‏ولادة الامام المهدي، أن “الانسان ليامل ان يكون في بطن الارض وليس فوق ظهرها وهو يرى ان ‏المسلمين انفسهم بحق بعضهم البعض، وهي الظاهرة التي يتعرض اليها اتباع اهل البيت بالدرجة ‏الاولى”، مضيفا أن ” انا اعجب رئيس دولة كبيرة يقول اذهبوا وقاتلوا في سوريا وانتم مجازون ‏علانية وبشكل صريح يجمع الفقهاء ويصرحون بالقتال في سوريا بل اقتلوا الشيعة”.‏
وكان الرئيس المصري محمد مرسي، أعلن في (الـ15 من حزيران 2013 الحالي)، خلال كلمة ألقاها ‏أمام آلاف الحاضرين في مؤتمر “لنصرة سوريا” بالصالة المغطاة بملعب القاهرة، عن قطع العلاقات ‏‏”تماماً” مع النظام السوري، ودعا لعقد قمة طارئة لنصرة الشعب السوري، كما طالب المعارضة ‏السورية بالوحدة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة، ووصف ما يجري في سوريا بـ”الإبادة الجماعية”، ‏وتعهد بالتواصل مع الدول العربية والإسلامية من أجل تنظيم مؤتمر لنصرة سوريا، داعياً المجتمع ‏الدولي إلى فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا لوقف نزيف الدم فيها، كما طالب حزب الله اللبناني ‏بمغادرة الأراضي السورية، وأكد أن بلاده تقف ضد الحزب في “عدوانه” على الشعب السوري.‏
وأضاف المالكي في كلمته أن “المسلمون يمرون بماس وجرائم وضعف وتمزق صنع بعضه بعضنا، ‏وصنع البعض الاخر والاكثر اعدائنا”، متسائلا ” ماهذا الذي يجري في سوريا لماذا هذا التحشيد لماذا ‏هذه العلانية يقولون اقتلوهم، وماذا تنتظرون هل سيكون الفرج عندكم حينما يقتل الشعب السوري ‏كاملا ام حينما تمزق سوريا وتصبح دويلات”.‏
ومضى المالكي في تساؤله الذي يبدو موجها للرئيس المصري “لماذا جيشتم الجيوش وبشكل صريح”، ‏مضيفا “ماذا نقول لاخوان كنا نحبهم ونعتبرهم من الذين يمتلكون خلفية ثقافية واعتدالا واذا هم ‏يريدونها حربا طائفية”، واوضح “الاخوان المسلمون كنا نحبهم ونحترمهم ونتعاون معهم ونتعامل ‏معهم ونعتقد بوسطيتهم واعتدالهم واذا بهم يغذون الحرب الطائفية”.‏
وتساءل المالكي مرة اخرى “هل كنا في غفلة والان وعينا على الحقائق، الاخوان المسلمون الذين ‏احببناهم تصدر منهم هذه الكلمات التي يقولون فيها على 300 مليون مسلم شيعي انهم انجاس ‏وارجاس”.‏
وحذر المالكي الاخوان المسلمين قائلا  “لم تقرأوا التاريخ ولم تعرفوا المستقبل انها عملية ارتدادية ‏اشاعة اجواء الارهاب ودعم القاعدة والنصرة والمتطرفين سيرتد عليكم”، مبينا ” انهاكرة ثلج تتصاعد ‏وتكبر، نار تكبر وستلدغكم جميعا”.‏
ووجه المالكي كلامه للازهر قائلا “اذا كان القرضاوي شانه ان يدعو للقتال في سوريا وقتل الشيعة ‏فلماذا الازهر الشريف الذي عرف بتاريخه المعتدل تاريخه الوسطي لكل رجاله وعلمائه وهو عبر ‏التاريخ ملتقى المذاهب وهو الأول بالاعتراف بالمذاهب الخمسة للمسلمين كيف ينزلق بهذا المنزلق ‏الخطير وماذا بقي لنا ان انزلق الازهر الشريف في هذه المزايدات”، داعيا “الازهر بتاريخه ان يقول ‏لا يقول كفوا لا ان يسكت عن تصريحات ربما تؤجج النار اكثر”.‏
وتابع المالكي في خطبته “تنهار المواقف والفتوى حينما يصبح صوت السيف اعلى في العراق ‏وسوريا ولبنان والاردن من الذي يجني ثمار هذه الفوضى العارمة”، مؤكدا ” سوف لن نقف الا مع ‏الشعب السوري ولكن ليس عبر التسليح والتجهيز”.‏
وكشف المالكي خلال الكلمة عن معلومات قال انها تؤكد أن ” السلاح الذي تجهز به العصابات ‏الارهابية في سوريا يصل إلى العراق وتجهز به القاعدة ويصل إلى لبنان وسيستخدم اخيرا في تركيا ‏وغير تركيا”، مشيرا إلى أن “نحن إلى الان لاندري إلى اين نمضي وبكل صراحة اقول هناك دول ‏استخدمت كل مواردها ونفطها ومائها في تاجيج الفتنة”.‏
من جهة اخرى اكد المالكي ان “الكرد الفيليون هم شريحة مظلومة لسببين قوميا ومذهبيا”، مشيرا إلى ‏ان “شعبنا يتعرض لظاهرة غريبة، ظاهرة الطائفية ظاهرة الاستهداف الذي يتعرض اليه اتباع اهل ‏البيت بالدرجة الاولى”.‏
واكد المالكي ان “العراق سيخرج اقوى حينما ترفع عنه احكام البند السابع القاسية التي اضرته كثيرا ‏واضرت سيادته”.‏
يذكر أن وجود الكرد الفيليين في العراق يتركز بالمدن والقرى الحدودية المتاخمة للأراضي الإيرانية، ‏وكذلك في بغداد في مناطق مثل الصدرية وباب الشيخ والدهانة والشورجة، وقد نزح المئات منهم الى ‏جنوبي العراق خلال حقب مختلفة هرباً من الاضطهاد السياسي وبحثاً عن العمل.‏
وكان النظام الصدامي قد بدأ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، بحملة كبيرة ‏لتهجير الكرد الفيليين، وسحب الجنسية العراقية منهم ومصادرة ممتلكاتهم بحجة كونهم إيرانيين، كما ‏ورد في قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم (518) الصادر في نيسان من عام 1980، وغيرها من ‏القرارات التي تم على إثرها تهجير الآلاف من الأسر الفيلية واعتقال عدد كبير من أفرادها وإعدامهم ‏خلال الثمانينات بحسب ما أعلنت منظمات إنسانية ودولية عقب سقوط ذلك النظام في التاسع من نيسان ‏‏2003.‏
ولا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الكرد الفيليين في العراق، خاصة في ظل الظروف التي تعرضت ‏لها هذه الشريحة من عمليات التهجير وإسقاط الجنسية وعدم الاعتراف، إذ يقطنون في مناطق جلولاء ‏وخانقين ومندلي شمالاً إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة وجصان والكوت والنعمانية ‏والعزيزية، كما يسكن الفيليون بمناطق عدة من بغداد منها منطقة (عكد الاكراد في منطقة الكفاح وسط ‏بغداد، ومدينة الصدر وشارع فلسطين شرقي بغداد).‏
‏ ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة