يؤكد مطلعون على تحركات ومواقف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي انه أصبح يشعر بخوف شديد قاده الى قناعة راسخة من أن الدور سيأتي على نظام حكمه بمجرد ان تتمكن المعارضة السورية من الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ويشعر المالكي من خطورة هذه الانتفاضة السنية وجدية تهديدها لنظام حكمه الذي يوصف في العراق وعلى نطاق واسع بأنه حكم طائفي خاصة وانه كان قد حذّر من أن انتصار المعارضة في سوريا سيذكي حروبا طائفية في العراق ولبنان ويخلق ملاذاً جديدا لتنظيم “القاعدة”.
وقالت مصادر إعلامية مطلعة في بغداد إن مخاوف المالكي من اندلاع حرب “طائفية” في العراق تندرج في سياق الخشية من حصول انقلاب على حكومته بالتزامن مع سقوط نظام الأسد. واشارت الى أن “أوساطا مقربة من التحالف الشيعي سربت معلومات عن اجتماع سري عقد في منتصف شهر شباط المنصرم في منزل المالكي واقتصر حضوره على عدد محدود من القيادات السياسية في التحالف وعدد من القيادات العسكرية المقربة من المالكي لبحث التطورات السياسية في العراق”.
وأوضحت المصادر أن “المالكي أشار إلى أن ما يحدث في مناطق ومحافظات السّنّة حاليا هو تمهيد لانقلاب يجري الإعداد له بسرية بالغة لتقويض الوضع السائد في العراق وتدمير العملية السياسية وإسقاط حكومته، وأن الانقلابيين يتهيأون لتنفيذه في اليوم الذي يعلن إسقاط الأسد في دمشق”، مبينة أن ”المالكي يرى ضرورة أن تقوم القوات العسكرية والأمنية بعملية استباقية واسعة تبدأ في الأنبار لإنهاء التظاهرات والاعتصامات واعتقال الناشطين والمسؤولين عنها كمرحلة أولى وإفشال خطط الانقلاب”.
ويقول مراقبون إن المالكي من تفجير حروب طائفية في العراق ولبنان، في حال انتصار الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، تجسّد نظرية “المؤامرة” القائمة على أسس “طائفية”، والتي تؤكد النهج “المذهبي المتطرف” لطريقة إدارة الدولة العراقية واصطفافها مع موقف ايران الحليف الاستراتيجي للأسد.
وتثير المكاسب التي تحققها المعارضة السورية في معركتها مع الأسد مخاوف لدى المالكي من أن يكون الهدف المقبل بعد سقوط نظام دمشق، في ظل استمرار الاحتجاجات، تنديدا بسياسات إقصاء ”العرب السّنّة” الذين يستعدون اليوم للخروج في بغداد وخمس محافظات سنّية بتظاهرات في جمعة جديدة أطلق عليها اسم “العراق خيارنا” إذ لم تفلح كافة حملات التشويه والضغوط الحكومية واستمالة زعماء عشائريين من القضاء عليها.
وجدّد في تصريحات صحافية موقفه بأن “التدخل الأجنبي ليس حلا لإنهاء الأزمة في سوريا”، داعيا دول العالم إلى أن تكون “أكثر عقلانية حيال سوريا”، ومشيرا إلى أنه “إذا كان العالم لا يؤيد دعم الحل السلمي من خلال الحوار، فإنني لا أرى أي نهاية للنفق”. وأضاف المالكي أن “أيا من طرفي النزاع في سوريا لن يتمكن من الإجهاز على الآخر”، محذرا من أنه “إذا انتصرت المعارضة (على نظام الأسد)، فستندلع حرب أهلية في لبنان، وتحدث انقسامات في الأردن، وستشتعل حرب طائفية في العراق”.