في محاولة للخروج من ورطته فقد وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعوة الى جميع الفرقاء السياسيين بالجلوس على طاولة حوار مباشر محذرا من حرب اهلية طائفية قال انها ستحرق جميع العراقيين .
وقال المالكي في كلمة متلفزة الى العراقيين اليوم على خلفية مهاجمة القوات العراقية الثلاثاء للمعتصمين بقضاء الفلوجة بمحافظة كركوك الشمالية انه يخاطب جميع العراقيين وخاصة ابناء المحافظات الغربية “السنية” محذرا من فتنة عمياء كالنار لا تميز بين احد وتحرق الاخضر واليابس ”فأتقوها لانها نتنة فنحن نريد ان نرى العراق قويا يعيش بسلام ويسهم ابناءه ببناء بلدهم بلا تمييز او تهميش او طائفية لانه امانة في اعناق الجميع”.
واضاف اننا بامكاننا اذا خلصت نياتنا بناء عراق قوي مستقر ينعم فيه الجميع بأمان بعيدا عن الاقتتال والفتن”. وقال ان عز العراق بجيشه لانه من يحفظ السيادة والكرامة وافراده هم “اخوانكم وابناءكم ولهم عوائل وابناء وزوجات ومن حقهم ان يعيشوا بكرامة ومهابة في العراق الذي يعاني حاليا تأثيرات الاحداث الاقليمية التي تعج بالفتن”.
وشدد المالكي بالقول “لن نسمح بالتجاوز على كرامة اي ماطن من قبل الاجهزة الامنية كما لا نسمح بالتجاوز على كرامة رجال الامن”. وقال “في هذه الازمة التي يعيشها العراق والمنطقة يجب الحذر من المتطرفين الذين يريدون الفتنة لحسابات معقدة .. ولهذا ندائي لكل العراقيين والى رجال الدين والعشائر والمثقفين ووجهاء القوم بالمبادرة الى مواجهة من يريدون من خلال الارهاب والاكراه ارجاع العراق الى الحرب الطائفية .. واقول ان مايحققه الحوار والجلوس على طاولة الشراكة لن يحققه الارهاب والتطرف انما المطالب تتحقق بالحوار وليس بالدعوات الطائفية المتطورة ولولا المخلصين في المناطق الغربية لدخلنا الحرب الاهلية الطائفية مجددا”.
واشار المالكي الى ان ماحصل في الحويجة “يدعونا للتدبر بدقة خشية التكرار في مناطق اخرى من التعرض للقوات المسلحة واشعال فتنة طائفية لو حصلت فان الجميع خاسرون فيها وستحترق اصابع من يشعلونها سواء كانوا من الداخل او الخارج”. وشدد على ان البعث والقاعدة هم اعداء العراق الذين اشعلوا نيران الفتنة”. وقال ان انفتاح الجميع بعضهم على بعض ووجها لوجه هو من يحل المشكلات ”وانا مستعد للانفتاح على الجميع لتجنيب البلاد الفتنة الطائفية.. وهناك الحكومة والبرلمان وهي مؤسسات الدولة التي تناقش فيها الملفات بالشراكة وليس بالمقاطعة .. وننطلق للحوار جميعا وسنتمكن من الوصول الى الامن ووأد الفتنة في ظل وحدة العراق”.
وجاءت هذه الكلمة في محاولة لمعالجة تداعيات اقتحام ساحة الاعتصام للمحتجين في الحويجة (55 كلم غرب بغداد) الثلاثاء حيث قتل 50 مدنيا واصيب 110 بجروح وهو ما اطلق شرارة اعمال عنف ضد قوات الامن في انحاء مختلفة من البلاد. فقد فجر الاقتحام قتالا بين القوات العراقية ورجال عشائر واخرين ينتمون إلى جماعة رجال الطريقة النقشبندية التي يقودها الأمين العام لحزب البعث المحظور عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين مما ادى خلال اليومين الماضيين إلى مقتل 128 شخصا واصابة 269 اخرين بجروح في اعمال عنف متفرقة من العراق.