المالكي يدعم الإمارات ضد القرضاوي وينتقد السعودية و”يحسم” بالفلوجة

المالكي يدعم الإمارات ضد القرضاوي وينتقد السعودية و”يحسم” بالفلوجة

حب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم بقرارات السعودية معاقبة كل من يشارك من مواطنيها في اعمال قتالية خارج المملكة لكنه قال انها جاءت متأخرة واكد ان معركة الفلوجة هي الان على الابواب مشددا العزم على مواجهة الفساد الذي اعتبره آفة رديفة للارهاب.
وقال المالكي في كلمته الاسبوعية الى العراقيين الاربعاء ان السعودية قد تنبهت ايضا الى مخاطر الارهاب واصدرت مؤخرا قرارات جيدة لمواجهته “نرحب بها وان جاءت متأخرة”.  ووصف قرارات السعودية ضد المتورطين بالارهاب ب “الجيدة والصحيحة برغم تأخرها”.
وقال “ان السعودية انتبهت مؤخرا الى خطر الارهاب وخطأ موقفها السابق في السكوت عنه لذلك صدرت احكاما على المتورطين به داخلها وهذا يعتبر امرا جيدا وصحيحا لكنه جاء بشكل متأخر.
والاثنين الماضي قرر العاهل السعودي الملك عبد لله بن عبد العزيز معاقبة كل “من يشارك في اعمال قتالية خارج” المملكة بالسجن بين ثلاث سنوات وعشرين سنة وذلك انطلاقا من “سد الذرائع” ومنع الاخلال بالآمن و”الضرر بمكانة المملكة”. وينص القرار على “السجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشرين سنة” كل من شارك في “أعمال قتالية خارج المملكة, بأي صورة كانت” و”الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا”.
واضاف المالكي قائلا “كنا حذرنا سابقا من ان هذا الارهاب لا دين له وسيمتد الى دول ومناطق اخرى في المنطقة وهو ما انتبهت له ايضا الامارات التي ادركت خطورة فتاوى التكفير التي يطلقها رجال الدين الذين يروجون للفتنة فتحركت ضد فتاوى الشيخ يوسف القرضاوي التي تكفر المسلمين وتحرض على قتلهم. واشار الى ان مصر ايضا قد رفضت تدخل دول اخرى بشؤونها ودانت هذا التدخل في اشارة الى استدعاء الحكومة المصرية للقائم بالاعمال القطري في القاهرة امس الاول وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ضد احتضانها لمعارضين مصريين مدانين بالارهاب ورفض طلبات الانتربول لتسليمهم الى مصر.
وفي مجال التصدي الدولي للارهاب فقد بدأت في بغداد تحضيرات لعقد مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة الارهاب يومي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر المقبل بمشاركة دولية واقليمية واسعة. وكان المالكي قد دعا نهاية العام الماضي الى عقد هذا المؤتمر في العراق وتوحيد الجهود الدولية لمواجهته .. مؤكداً استعداد بغداد لاستضافته بغية تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم داعيا إلى التعجيل بتشكيل جبهة عالمية لمواجهة التهديدات الإرهابية باعتبار العراق اول دولة واجهت الإرهاب بشكل عنيف واستطاعت ان تكسر شوكته.
وستدعى الى المؤتمر كل من منظمة الامم المتحدة ممثلة بامينها العام بان كي كون ومنظمة الاتحاد الاوربي والجامعة العربية ومنظمات دولية واقليمية اخرى الى جانب مسؤولين امنيين عرب واجانب في مجال مكافحة الارهاب اضافة الى مختصين في مراكز البحثية عالمية لشؤون مكافحة الارهاب .
واعلنت السلطات العراقية تشكيل لجان تحضيرية وعلمية ومالية واعلامية وأمنية واخرى للتشريفات والاستقبال تمثل مكتب رئيس الوزراء والامانة العامة لمجلس الوزراء ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية وجهازي مكافحة الارهاب والمخابرات ومستشارية الأمن الوطني ونقابة الصحافيين وشبكة الاعلام العراقي ومركز النهرين للدراسات الاستراتيجية وعدد من الاكاديميين المتخصصين . 
وسيستمع المؤتمر الى رؤى  رؤساء الوفود المشاركة حول سبل التصدي للارهاب ومواجهة مخاطره على الأمن والاستقرار اضافة الى مناقشة بحوث واوراق عمل عن الارهاب ومنظماته.  

معركة الفلوجة على الابواب
واضاف المالكي ان المعارك التي تخوضها القوات العراقية بمشاركة العشائر في محافظة الانبار الغربية قد اثبتت انها تستهدف الارهاب وحده وليس اي مكون من مكونات الشعب العراقي “في اشارة الى السنة” كما يروج لذلك الطائفيون الذين يكذبهم قتال رجال العشائر وسقوط شهداء بينهم منهم امراتان . واوضح ان معركة الانبار قد شارفت على نهايتها بعد ان اكدت انها ليست لحماية ابناء المحافظة وحدهم فقط وانما ايضا جميع العراقيين في مناطقهم بأنحاء البلاد.
وقال ان العالم كله وقف مع العراق ضد الارهاب ومخاطره فيما وقف اخرون من عراقيين ودول في المنطقة الى جانب ارهاب دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” .  واضاف ان معركة العراق ضد الارهاب انتهت بدعم دولي ووعي عام لدى مسؤولي الامن في المنطقة والعالم كما تكاتفت فيها جميع مكونات الشعب العراقي التي افرزت بين الارهابيين في الجماعات المسلحة وبين المقاتلين المدافعين عن بلدهم وبين من يحاولون استغلالهم لمكاسب سياسية وانتخابية وحزبية.
وشدد بالقول ان معركة الفلوجة هي الان على الابواب “لكننا لانريد ايذاء ابنائها وانما تخليصهم من الارهابيين الذين امتهنوا كرامتهم”. وقال ان الفلوجة مطوقة الان من ابناء العشائر وستعلن الحكومة المحلية في محافظة الانبار خلال ايام عن مبادرة موحدة لحسم المعركة في الفلوجة والاستجابة للمطالب المشروعة لابناء محافظة الانبار البعيدة عن المزايدات الطائفية والانتخابية.
وفي وقت سابق اليوم اعلن مصدر عسكري ان القوات الامنية وبدعم من مسلحي العشائر تمكنت اليوم من اتمام تطويق الفلوجة والكرمة بمحافظة الانبار وان العمليات العسكرية باتت على مقربة من نهايتها . وقال المصدر ان معظم  العمليات العسكرية تخضع لتخطيط مسبق حفاظا على ارواح المواطنين وسلامة ممتلكاتهم وان القوات الامنية تضطر في بعض الحالات الى الطلب من المواطنين في الانبار الخروج من مساكنهم والابتعاد عن منطقة العمليات حفاظا على ارواحهم .
واكد المصدر تحرير منطقة الملعب بمدينة الرمادي بالكامل ومقتل ابرز قيادات تنظيم القاعدة خلال هذه المواجهة . وقال ان المجاميع المسلحة باتت تعاني من شدة الضربات التي وجهتها لها القوات الامنية وابناء العشائر ونتيجة كثرة الخسائر التي منيت بها وتحاول الهروب مع العوائل النازحة والبعض من عناصر هذه المجاميع يخرج مع هذه العوائل بهويات مزورة بحكم امتلاك هذه المجاميع لاجهزة تزوير متطورة.. مشيرا الى قيام بعض عناصر المجاميع المسلحة بابتزاز المواطنين من ابناء الانبار وتهديدهم واتخاذهم دروعا بشرية عند مواجهة القوات الامنية . واوضح ان هناك خلافات حادة بين قادة تنظيمي القاعدة ودولة العراق والشام الاسلامية “داعش” بعد اعلان الظواهري بعدم وجود اية علاقة او تنسيق عمل بين القاعدة وداعش وان هذه الخلافات قد تؤدي الى اصطدام مسلح بين الطرفين بعد الضربات الموجعة التي وجهتها لهما القوات المسلحة المدعومة من قوات العشائر في الانبار .

الفساد والموازنة العامة
وشدد المالكي في كلمته الاسبوعية العزم على مواجهة الفساد الذي قال انه الافة المقابلة للارهاب .. واقر بوجود فساد كبير سيدمر البلد اذا لم تتم مواجهته بقوة.
واشار الى ان تعاون المواطنين مع اجهزة الدولة لمواجهة هذا الفساد قد تطور في الفترة الاخيرة واصبح الكثير من العراقيين يتقدمون لكشف الفساد والمفسدين. واكد الاستمرار بضرب الفساد والمفسدين بقوة كلما توفرت الوثائق والمعلومات الدالة عليه .. واكد بالقول “سنتعامل بحزم لمكافحة الفساد والقضاء عليه”.
وحول الموازنة العام للعراق للعام الحالي 2014 فقد دعا المالكي مجلس النواب الى المصادقة عليها لتتمكن حكومته من تنفيذ القوانين المالية المهمة التي تستجيب لمطالب واحتياجات المواطنين . وحذر من الاستمرار في الجدل حول هذه الموازنة واثقالها بمطالب وقوانين تعيق تنفيذها في اشارة الى مواقف الاكراد ومطالبهم منها.
وكانت الحكومة قد ارسلت الى مجلس النواب مؤخرا مشروع قانون الموازنة العامة البالغ قيمتها حوالي 145 مليار دولار هي الاكبر في تاريخ العراق من اجل المصادقة عليها.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة