المالكي يبرر وجود مسلحين عراقيين بسوريا : خارج ارادتنا  ‏

المالكي يبرر وجود مسلحين عراقيين بسوريا : خارج ارادتنا  ‏

أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان بلاده لم تسمح لشخص واحد أو قطعة سلاح واحدة ان ‏تذهب الى سوريا إلا خارج سيطرة الدولة وقرارها الرسمي وقال “نحن قلقون لما يجري هناك وقلوبنا ‏على سوريا ولا نعتقد ان أحدا يمكنه التنبؤ بما يمكن ان يحصل في سوريا مستقبلا”.

واضاف المالكي اليوم الاحد ان الخلافات والمشاكل القائمة في المنطقة لايمكن حلها إلا في الإطار ‏الوطني  حيث لاتوجد حلول دولية عبر مجلس الأمن أو إسلامية عبر منظمة التعاون الاسلامي أو ‏عربية عبر الجامعة العربية. واشار في تصريحات وزعها مكتبه وقال انها ستعرض في احدى القنوات ‏العربية لاحقا الى ان سياسة العراق ماتزال ترفض التدخل بالشأن السوري والانخراط في عملية ‏التسليح لأي طرف كان. 
وشدد المالكي على ان العراق لم يسمح لشخص واحد أو قطعة سلاح واحدة ان تذهب الى سوريا إلا ‏خارج سيطرة الدولة وقرارها الرسمي .. وقال “نحن قلقون لما يجري وقلوبنا على سوريا ولا نعتقد ان ‏أحدا يمكنه التنبؤ بما يمكن ان يحصل في سوريا مستقبلا”. واوضح ان السلاح الذي يطلبه العراق من ‏الدول الاجنبية هو سلاح دفاعي لمكافحة الإرهاب أو لحفظ السيادة الوطنية من التجاوزات الخارجية.‏
يذكر ان العراق رفض اكثر من مرة دعوات من دول عربية بأن يترك الأسد ‏السلطة كما امتنع عن ‏التصويت في ‏الجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا وعارض دعوات بفرض عقوبات عليها.‏ ‏وتقول الحكومة العراقية إنها لا تؤيد طرفا بعينه في الحرب وتدعو إلى تسوية عن طريق ‏التفاوض ‏بينما  ترد القوى الغربية بإن بغداد تسمح لطائرات إيرانية تنقل السلاح لقوات الأسد بالمرور ‏في ‏المجال الجوي العراقي وهو اتهام تنفيه بغداد.‏
وكان اجتماع الدوحة لاصدقاء سوريا قد طالب العراق ولبنان امس بتامين حدودهما لمنع تسرب ‏المقاتلين والاسلحة الى سوريا. فقد دعت الدول ال11 الاساسية الداعمة للمعارضة السورية السبت في ‏ختام اجتماعها في الدوحة العراق ولبنان بتأمين حدودهما لمنع تسرب المقاتلين والسلاح الى سوريا ‏وتاجيج النزاع فيها. كما اعتبرت المجموعة انه يجب منع عبور المقاتلين والميليشيات المؤيدة للنظام ‏السوري الى الاراضي السورية.‏
وقال البيان الختامي للاجتماع “لقد شدد الوزراء على ضرورة ان يقوم العراق ولبنان بتأمين حدودهما ‏بشكل فعال لمنع المقاتلين والاسلحة من تصعيد التوترات الحالية” في سوريا. واكد البيان انه “يجب ‏منع عبور المقاتلين والميليشيات الداعمة للنظام السوري والضالعة في نشاطات وعمليات عسكرية ‏على الاراضي السورية” حيث يشير بذلك خصوصا الى مقاتلي حزب الله اللبناني الذين يقاتلون بشكل ‏علني الى جانب القوات النظامية السورية والميليشيات العراقية المؤيدة للنظام السوري.‏

مسؤول عراقي يهدد بارسال مقاتلين شيعة الى سوريا
وجاءت تصريحات المالكي هذه بعد ساعات من تحذيرات اطلقها هادي العامري زعيم منظمة بدر ‏وزير النقل العراقي من ان “آلاف الشيعة في العراق وخارجه سيحملون السلاح في وجه “وحوش” ‏تنظيم القاعدة في سوريا إذا تعرض الشيعة أو أضرحتهم لهجوم جديد”. وقال “تريدون أن نظل ‏جالسين. الشيعة يعتدى عليهم ونحن نظل جالسين وأنتم تساعدون المقاتلين السنة بالمال والسلاح ‏وأميركا تساعدهم بالمال والسلاح.” ومنظمة بدر وهي حركة سياسية انبثقت عن ميليشيا مدججة ‏بالسلاح دربتها إيران وكثير من أعضائها أفراد في قوات الأمن العراقي حاليا. وقد وحاربت ميليشيا ‏بدر إلى جانب إيران في حربها مع العراق بين عامي 1980 و1988. ‏
واشار الى ان الشيعة غضبوا لمقتل نحو 60 شخصا من أبناء طائفتهم على يد مقاتلين سنة في قرية ‏بمحافظة دير الزور في شرق البلاد في وقت سابق هذا الشهر. وأضاف “قبل أسبوع التقيت بنائب ‏وزير الخارجية الأميركي وقلت له بصراحة نحن لا نشجع أحدا بالذهاب إلى القتال في سوريا ولكن ‏بكل صراحة إذا صار مثل هذا التعدي الذي صار على القرية الشيعية في دير الزور أو إذا لا سامح الله ‏صار تعدي على مرقد زينب سوف لن يذهب واحد أو اثنان بل آلاف بل عشرات الآلاف من الشباب ‏الشيعة  سيذهبون ويقاتلون إلى جانب النظام السوري ضد القاعدة وضد من يدعم القاعدة”. ‏
وقال الوزير “هل تريدوننا أن نظل جالسين. الشيعة يعتدى عليهم ونحن نظل جالسين… وأميركا ‏والبقية يساعدونهم بالمال والسلاح. ماذا تتوقعون؟”. وأضاف أن الشبان العراقيين المتطوعين يذهبون ‏إلى سوريا عبر بيروت أو ينتقلون جوا من بغداد إلى دمشق. وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة ‏العراقية ترعى مقاتلين شيعة عبر الحدود شبه العامري تدفق المقاتلين الشيعة من العراق بتدفق ‏المسلحين السنة من تونس وليبيا ومصر وبعض الدول العربية الأخرى. وقال “الحكومة العراقية ليس ‏لها دخل. مثلما هم يقولون إن الحكومة التونسية والليبية والمصرية لا تدري… أيضا نحن في الحكومة ‏العراقية لا ندري”. ‏
وقال العامري “أنا رفعت السلاح ضد صدام حسين أكثر من 20 عاما. قاتلت في الجبال والأهوار وفي ‏كل المناطق. والله لو خيرت بين القاعدة وبين صدام حسين لقاتلت إلى جانب صدام حسين ضد القاعدة ‏لأنه لا يوجد أسوأ من القاعدة.‏
‏ ومن جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الخميس الماضي إن بلاده تتعرض لضغوط ‏من طرفي الصراع الدائر على الجانب الآخر ‏من الحدود في سوريا وإن سياسة بغداد الرسمية المتسمة ‏بالحياد اصبحت مهددة مع تحول الصراع إلى ‏حرب بالوكالة في المنطقة بأسرها.‏
‏ واضاف زيباري في تصريح نقلته رويترز “نبذل ما في وسعنا للحفاظ على موقف ‏محايد لكن ‏الضغوط هائلة وإلى متى يمكننا الصمود أمر يتعلق بتطور الاحداث في سوريا.” ‏واشار زيباري ردا ‏على حركة مقاتلين شيعة عراقيين عبر الحدود قائلا “حسب معرفتنا بديناميكية ‏الصراع الدائر في ‏سوريا اتخذنا موقفا اكثر حذرا. ليس حبا في النظام… ولكن بدافع من مخاوف كبيرة ‏على المصالح ‏الوطنية العراقية.”‏ وقال   “لا أحد يسيطر على زمام الأمور لا النظام ولا المعارضة وهذا هو المقلق ‏في الأمر… ‏وليس هناك توافق دولي.” واكد قائلا “لا أحد يسيطر على زمام الأمور لا النظام ولا ‏المعارضة وهذا ‏هو المقلق في الأمر… وليس هناك توافق دولي.” وحذر قائلا “ما لم يبذل المجتمع ‏الدولي ومجلس ‏الأمن جهودا جادة -لنكن صرحاء- للتدخل سيستمر هذا الحال لفترة طويلة لأن أيا من ‏الطرفين لا يمكنه ‏أن يحقق النصر.”وقال ان “العراق في أصعب موقف وسط هذه الاضطرابات ‏الاقليمية والصراع في ‏سوريا أصبح صراعا اقليميا بكل المعايير.”‏
وشدد زيباري على ان “هناك مبالغة بشأن الألوية أو الوحدات العراقية التي تقاتل في سوريا… ‏حقيقة ‏فإن عددا محدودا من المتطوعين ذهب إلى هناك دون إذن أو موافقة أو دعم من الحكومة او ‏النظام ‏العراقي أو الزعماء السياسيين.”‏
‏ ويقول قادة المسلحين الشيعة إن الجماعات الشيعية الثلاث الرئيسية في العراق وهي جيش ‏المهدي ‏وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ترسل كلها متطوعين الى سوريا بعد أن اشتعل غضبها ‏بسبب ‏تقارير عن نبش بعض مقاتلي المعارضة لمواقع دينية شيعية.‏ وتشير تقديرات إلى ان المقاتلين ‏العراقيين الشيعة في سوريا يتراوح عددهم بين 600 واكثر من الف ‏مقاتل في حين يقول قادة ‏الميليشيات إن نحو 50 مقاتلا فقط يعبرون الحدود كل اسبوع ويعملون ‏بالتناوب.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة