4 مارس، 2024 5:58 ص
Search
Close this search box.

المالكي لا يمانع في رحيل الأسد وطهران ترفع اليد عن نظامه

Facebook
Twitter
LinkedIn

اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه يؤيد “خيارات الشعب السوري في اختيار النظام البديل” لنظام الرئيس بشار الاسد، في تطور مفاجئ لموقفه من نظام ظلّ يدافع عنه إلى وقت قريب. وقال المالكي في مقتطفات من مقابلة تلفزيونية نشرها الخميس موقع رئاسة الوزراء “نحن مع الشعب السوري دون تحفظ”. واضاف خلال المقابلة التي اجرتها معه قناة “العربية” الفضائية “اننا مع خيارات الشعب السوري في اختيار النظام البديل طبقا لإرادته”.

ويقول مراقبون إن المالكي لا يمكن له يغيّر موقفه من النظام السوري بمثل هذه الحدّة، لو لم يتلق إشارة الموافقة من طهران حليفته، وحليفة بشار الاسد الذي تساند بكل وسائل القوة المادية والمعنوية.
وارتبط موقف حكومة المالكي من الأزمة السورية إلى حد كبير بموقف إيران التي ترفض التخلي عن حليف تجمعه بها شراكة ترتقي إلى وصفها بالاستراتيجية.
ورفضت بغداد على امتداد النزاع السوري أي تدخل خارجي لإسقاط نظام الأسد وعارضت بقوة فرض عقوبات اقتصادية عربية ودولية عليه أو تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.
واستقبلت سوريا المالكي على اراضيها لسنوات عديدة، وسمحت له بإدارة نشاطاته المعارضة لنظام صدام حسين من دمشق التي عاد منها الى العراق بعد الغزو الأميركي العام 2003.
وكانت علاقة المالكي بالاسد قد شابها بعض الفتور في السنوات الماضية وقبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا.
واتهم المالكي النظام السوري في اكثر من مناسبة بالمسؤولية عن أعمال العنف التي اجتاحت العراق في نهاية عام 2009. وذهب الى حد مطالبة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة المتورطين في تلك التفجيرات من اركان النظام السوري. غير ان تطورات الوضع السوري التي تثير رعبا بين النخب   الحاكمة في بغداد، جعلت المالكي يستدرك موقفه ويعجل بإعلان دعمه لدمشق في أزمتها.
ويرى مراقبون أن تعبير المالكي عن استعداده لقبول نظام بديل لنظام الأسد، لا يخرج عن عدد من الاحتمالات المحدودة أهمها أن موقفه لن يثير غضب طهران التي لا يقدر على مخالفتها في ما يتعلق بأي خطوة قد تهدد تحالف “الهلال الشيعي” غير المعلن، بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله. ويعتقد هؤلاء المراقبون أن الموقف الطارئ القادم من بغداد، ليس متخارجا عن موقف سياسي شيعي عام ومتطور من الأزمة السورية، أعد له بعناية في طهران وينتظر تعميمه على باقي القيادات الشيعية التابعة في العراق ولبنان على وجه الخصوص.
وتشير تسريبات قادمة من العاصمة الإيرانية إلى أن الساسة الإيرانيون يعدّون في الايام القليلة المقبلة لإعلان رفع أيديهم عن النظام السوري، بعدما تأكدوا وفيا للمعطيات الجارية على ميدان المواجهات في سوريا، من أن مواصلة تأييد الاسد وهو في هذا الوضع قد تكون مضارها المستقبلية أكثر من منافعها.
وكان تقرير إيراني حصل “ميدل ايست اونلاين” عليه من مصدر دبلوماسي غربي رفيع، كشف أن طهران قلقة للغاية على مصير النظام السوري، وإنها باتت محبطة بسبب عدم اتباع بشار الأسد نصائح القيادة الايرانية حول كيفية التعاطي مع هذه الأزمة.
وجاء في التقرير الذي حصلت عليه سفارة دولة غربية كبرى في طهران “أن القوات الايرانية الموجودة في سوريا أصبحت محبطة على نحو متزايد، بسبب عدم استماع قيادات الجيش السوري لنصائحهم، وأن الوضع في سوريا يخرج عن نطاق السيطرة”. ولم يوضح التقرير ماهي النصائح التي قدمتها طهران الى دمشق، ولم تعمل بها القيادات العسكرية والرئيس السوري بشار الأسد.
ويؤكد خبراء في شؤون المنطقة أن إيران قد تكون تفطنت إلى التكاليف الباهظة التي يمكن أن تتكبدها سياستها في المنطقة إذا سقط نظام الأسد، قبل أن تتدارك موقفها منه وعلاقاتها به، فقررت أن تقفز من سفينته قبل فوات الأوان لعلها تقدر على استثمار هذا الموقف المتأخر كثيرا في علاقات مستقبلية مع القوى السورية المعارضة التي نجحت في نيل اعتراف دولي لا باس به.
ويذهب هؤلاء الخبراء إلى أن المالكي وايران، ربما أصبحا متيقنين من أن المعركة السورية ستكون لها تداعيات إقليمية، وتحديدا في العراق أو لبنان أو في البلدين معا، وذلك كنتيجة للتدافع الطائفي القوي الذي تعيش على وقعه المنطقة والذي أسهم في تأجيجه الشيعة بشكل قوي. ومن هناك قد يكون الساسة في بغداد وطهران أصبحوا متقتنعين بأن محاولة اللحاق بالأحداث وإعطاء إشارة إيجابية للسنة في سوريا، ولو متأخرا ستكون افضل من عدم اللحاق بها مطلقا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب