كتب / علي القريشي : تطل الأزمات المتلاحقة على العراق المتعب من الانقسامات والتجاذبات العنيفة في ظل وضع إقليمي صعب على العراق بينما رياح التغيير تمضي متعاكسة مع تطلعاته. “أزمة تلد أزمة لكي يظل الخصم السياسي منشغلاً وحائراً في الدفاع، فاقداً للحركة الهجومية وليس مهماً ان نوفر الخدمات او الكهرباء أو الأمن الكامل فهذه يمكن الصبر عليها لمن صبر ١٠ سنوات لحد الان”.
هذه هي فلسفة المالكي وطريقته في الحكم مادامت هذه الأزمات توفر تخندقاً وشعبية مؤقتة وشعور طائفي يسجل رصيداً انتخابياً له وليس مهما أيضاً ان يسجل على الشيعة بأنهم ليسوا رجال للحكم بل للطم والنواح فهذه تخرصات أعداء ولم يكن حزب الدعوة وقياداته الحالية مهتماً بسمعة الشيعة طيلة فترة حياتهم فهم زعماء الانقسام والانشطار وقد سجل على حزب الدعوة بأنه الاكثر انقساماً فهم قد انقسموا لحد الآن الى ستة أقسام وهناك بيئة خصبة لهذه الانشطارات مستقبلاً.
مسلسل خلق الأزمات سيلازم المالكي وفترة حكمه المأسور بهاجس المؤامرة منذ اليوم الاول الذي وصل فيه للحكم عن طريق الصدفة التي لا تتكرر، صناعة الأزمات يبررها حاشية المالكي ومناصريهم بأنها ضرورة حيث يعجز الحكم ورجاله عن تقديم أي منجز ذو قيمة مقنعة لمكونات العراقيين والمواطن البسيط الفقير، فالاكراد قد توحدوا خلف البارزاني وحتى جلال طالباني قد خسر الورقة التي كان يلوح بها وهو التحالف مع المالكي وحزبه، والسنة أيضاً اندفعوا عاطفيا للتوحد بعد استهداف الهاشمي والمطلك والعيساوي. وكذلك الشيعة ومراجعهم الذين وجدوا أنفسهم يدعمون حكم حزبي منغلق ينعزل إقليميا وداخلياً بصورة سريعة وكانوا يحلمون بتعايش ملفت مع السنة مما حدا بمرجعهم الاعلى السيد السيستاني ان يوجه بالقول لزواره وأتباعه بأن السنة هم انفسنا وليس إخواننا وانتهى بهم الامر لحكم معزول ووزراء طائفيين تبرأ منهم كل مراجع الدين.
لقد استخدم الدعاة “وهذا الاسم المفضل استخدامه عندهم” الحيلة والمكيدة مع الشركاء بكل كفاءة وقدرة وسجل الشركاء من التحالف الوطني والعراقية والأكراد وحتى دولة القانون الكثير من المكائد والدهاء بحقهم من المالكي وحلقته الصغيرة في سرقة كل السلطة والحكم بل تجاوز الامر لسرقات ٍلا حدود لها في قطاعات عديدة آخرها صفقة المدرعات الأوكرانية التي يحاول المالكي وبعض مقربيه من التغطية عليها برمي التهم لصفقة السلاح الروسية على ناطقه الرسمي ووزير دفاعه بينما اللص هو من داخل البيت ومتنفذ وقادر وواكب المفاوضات خطوة بخطوة حتى انكشف أمره بتفاصيل دقيقة فما كان منه إلا ان بحث عن كبش فداء ليلبسه تهمة يصعب تصديقها، فكيف لوزير دفاع لا ظهر ولا سند له ان يتفق على عمولة بهذا المبلغ دون غطاء من سيده ورئيس وزرائه فإذا كان هناك ضالع بها فالمالكي شريكه وخليله. وكيف لناطق رسمي للحكومة ان يمتلك هذه القوة السحرية ليتفاهم مع بوتين وطواقمه التفاوضية على صفقات بهذا الحجم.
هذه السيناريوهات المفتعلة هي جزء من صناعة الأزمات للتغطية وخلق أزمة جديدة، ومعلوم عند الطبقة السياسية بان هناك الكثير من عقود فساد كبرى يديرها ابن المالكي وأقرباءه وسكرتيره الشخصي بحيث اصبح الدخول للعقود الكبيرة معروفا للجميع وليس خفياً من هذه البوابات المفتوحة لكل من يدفع ومستعداً للتفاهم.