بعد اسبوعين من نشر (كتابات) مقالا تفضح في التجاوزات المالية التي يشهدها المصرف التجاري العراقي فقد اضطر رئيس الوزراء نوري المالكي الى اقالة رئيسة المصرف حمدية الجاف وتعيين عباس الطباطبائي الملحق التجاري في لندن خلفا لها.
وكانت الكاتبة هايدة العامري اكدت في مقال نشره (كتابات) في 15 من الشهر الماضي ان قضايا الفساد الاداري والاخلاقي التي أطلعت عليها وكتبت عنها لم تر مثل هذا الفساد الذي يتجسد في سيدة المفروض عنها أنها بعيدة عنه واشارت الى انها ستكتب عن حمدية وتنتظر منها أن ترد على ماكتبت وان تقوم بمقاضاتها أن كانت مخطئة بحقها . واشارت الى ان حمدية بابا هي حمدية محمود فرج الجاف وعملت في مصرف الرافدين ولكن بزغ اسمها في التسعينات من القرن الماضي فبحكم انها متزوجة من شخص محترم وصاحب سمعة جيدة يعمل في بورصة شارع الكفاح ويدعى كريم فرمان فكانت تساعده في تسهيل أموره الصيرفية وبالقدر الممكن ولكنها ما أن استلمت فرع الحارثية فقد بدأت بالعمل المصرفي خارج القوانين والانظمة فكانت معروفة بأنها تتقاضى الرشوة وتسهل عمل المقاصات في الصكوك وغيرها من الامور وقد عوقبت مرة بسبب قيامها بتسليم مبلغ ضخم لزبون دون أن يكون الشيك نازلا في حسابه .
واشارت الكاتبة الى ان حمدية قد تركت العمل لفترة وأختفت ولكنها ظهرت فجأة بعد دخول القوات الاميركية الى بغداد حيث تم تكليفها لفتح الفرع المحترق والمدمر لمصرف الرافدين في الحي العربي في المنصور لكنها اتت بالقوات الاميركية واخذت البناية بالقوة علما ان فرع المصرف كان مستغلا من قبل ديوان الرئاسة ودوائره كحسابات مصرفية وكذلك الحسابات الشخصية الخاصة لعائلة صدام حسين وعندما استلمت ا حمدية المصرف وجدت مفاجأة كبيرة فقد وجدت حائطا مبنيا في مكان المفروض انه يؤدي الى الخزينة الارضية وبحكم خبرتها عرفت ان الموضوع غير طبيعي فطلبت من القوات الاميركية تهديم الحائط وحينها كانت المفاجأة الكبرى أذ تم العثور على كافة مقتنيات العائلة من الذهب وكافة الساعات الموجودة في ذمة ديوان الرئاسة والتي كان صدام يوزعها كهدايا وكذلك السيوف الذهيبية وكافة أشرطة الفيديو التي توثق نشاط صدام حسين منذ كان نائبا للرئيس ولحين التاسع من نيسان 2003 أضافة الى عدد من النفائس والهدايا التي كان يتم أهدائها لصدام وحينها كان الذين سرقوا المصرف قبلها بفترة يظنون انهم لم يبقوا شيئا فيه ولكنهم فوجئوا بهذا الكم من النفائس والعملات الاجنبية وسبائك الذهب والساعات والسيوف وفعلا تم نقلها بعد أن أخذت حمدية ماتود أخذه من عملات ولكن بطريقة ماخف وزنه وغلا ثمنه . واوضح الكاتبة هدية اعامري في مقالها انه بعد فتح الفرع وبدأت حمدية بمزاولة نشاطها المصرفي فقد بدأت معها عمليات أستبدال العملة القديمة بالجديدة وخصص فرع السيدة حمدية ضمن الفروع التي يتم فيها أستبدال العملة وهنا بدأت الجولة الجديدة من النهب فقد كانت تضع الكثير من العملة المزورة وتستبدلها بالعملة الجديدة التي تتداول الان وكان زوجها يودع الاموال في حسابه وحسابات عدد من أصدقائه الذين فتحوا حسابات في نفس الفرع وعندما أصبح السيد الخيون مديرا عاما لمصرف الرافدين تم أسنادها بقوة لكونها من الرفاق القدامى له وفجأة ظهرت السيدة حمدية الجاف كمديرة بالوكالة للمصرف العراقي للتجارة وقد صدر أمرها وأوصلها وسلمها المصرف السيد علي العلاق الامين العام لمجلس الوزراء وهنا الكارثة الكبرى والتي تحولت فيها حمدية الى سمكة قرش كبيرة تبتلع كل شئ.
واضافت ان حمدية سافرت يوم السادس والعشرين من نيسان العام الماضي ومعها ابنها شوان وزوجته الى تركيا ومعها في نفس الطائرة السيد انور عبد اللطيف وبامكان من ينكر ذلك اللجوء الى سجلات مطار بغداد ليتأكد من ذلك ومن أسماء المسافرين ووصلت الى أسطنبول وتم نزولها في جناحين في فندق كراند حياة جناح خاص لها وجناح لابنها شوان وزوجته وطبعا السيد أنور نزل في نفس الفندق والمواطن العراقي الطيب يقول قد أخذت أبنها وزوجته لغرض العلاج أو للسياحة ولكن الحقيقة المعروفة أنها أخذت أبنها لغرض فتح حساب مصرفي له في مصرف بريطاني هو (أج أس بي سي) وبقيت هناك أربعة أيام وعادت الى العراق محر وهناك سفرة اخرى ذهبت فيها الى دبي وعلى متن طائرة فلاي دبي يوم الاول من أب العام الماضي وكان معها السيد أنور عبد اللطيف كان الموضوع لغرض أيداع أموال لها في حسابها وهناك عدة أسئلة منها من أين أتت السيدة حمدية بثمن شقة في الصويفية في عمان ومن أين لها الاموال التي لها في حسابها المصرفي في عمان ومن أين لها الاموال التي ستشتري بها الشقة الاخرى في بيروت والتي تسافر دائما لها مع صديقاتها وتنزل في الفور سيزن والموفمبيك وغيرها من فنادق الخمسة نجوم وهناك في بريوت التقت مع أحد النواب المقربين من رئيس الوزراء والذي أنتهى بعقد صفقة تثبيتها في منصبها مقابل منح قرض بعشرات ملايين الدولارات لاحد الاشخاص المتعاقدين مع وزارة النفط وبدون ضمانات عقارية أو بنكية معتبرة.
وكان قد تم الاعلان في بغداد امس ان المالكي قد اقال مديرة المصرف حمدية الجاف من منصبهاوتعيين الملحق التجاري في السفارة العراقية في لندن صاحب عباس محمد الطباطبائي مديرا جديدا للمصرف خلفا لها.
يذكر ان رئيسة المصرف التجاري العراقي حمدية الجاف التي كانت تعمل بدرجة خبير في مصرف الرافدين، تم تكليفها في 18 تموز عام 2011 من قبل المالكي لمهام رئاسة المصرف خلفاً لمديره السابق حسين الأزري الذي هرب الى خارج العراق بعد اتهامه بالفساد المالي والأداري في المصرف وصدرت فيما بعد مذكرة اعتقال بحقه بتهم فساد.
وكان المالكي قد أعلن في الثاني من أيلول الماضي عام 2011، إن مجلس الوزراء باعتباره المسؤول المباشر عن البنك التجاري العراقي قرر تشكيل لجنة تحقيقية مشتركة من هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ووزارة المالية وخبراء حيث قدمت تقريرا عن وجود مخالفات في البنك العراقي التجاري، وأن التقرير أحيل إلى الجهات القضائية المسؤولة للنظر فيه.
لمن فاته قراءة مقالة الكاتبة هايدة العامري اليكم رابطه ادناه :
http://www.kitabat.com/ar/page/15/08/2013/15533/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%85%D8%AF%EF%BB%BF%D9%8A%D8%A9%EF%BB%BF-%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-1.html