20 أبريل، 2024 8:23 ص
Search
Close this search box.

اللاجئون تحت المقصلة “الأميركية-الأوروبية” .. فهل من مُنقذ ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يواجه اللاجئون حول العالم أزمة كبيرة بسبب تصاعد موجة رفض استقبالهم.. وفيما ينقسم الأوروبيون على أنفسهم في هذا الموضوع، يقود الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حملة لتعديل “قانون الهجرة” بالولايات المتحدة، لكي يفصل أطفال اللاجئين عن آبائهم، وهو الأمر الذي واجه موجة من الانتقادات الشديدة التي جعلته يتراجع عن مسعاه.

لهذا عاد الجمهوريين لتأجيل النظر في “قانون الهجرة” حتى، شهر تشرين ثان/نوفمبر 2018، وكتب “ترامب” على صفحته في موقع (تويتر): “يجب على الجمهوريين أن يتوقفوا عن إضاعة وقتهم في قانون الهجرة إلى أن نختار المزيد من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس في تشرين ثان/نوفمبر. الديمقراطيون يلعبون ولا ينوون القيام بأي شيء لحل هذه المشكلة. يمكننا اعتماد قانون ممتاز بعد، “الموجة الحمراء”، (الموجة الحمراء هي زيادة في عدد الجمهوريين في مجلس الشيوخ والكونغرس)”.

الجدير بالذكر؛ أن الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب اقترحت، في 21 حزيران/يونيو 2018، قانونين للهجرة دفعة واحدة، أحدهما فشل على الفور خلال التصويت، وتأجل النظر في الثاني بسبب عدم وجود أصوات. ولسنوات عديدة لم تكلل محاولات الكونغرس لحل العديد من المشاكل في مجال الهجرة بالنجاح. وتبنى مجلس الشيوخ إصلاحًا ليبراليًا للهجرة في عهد الرئيس، “باراك أوباما”، لكن مشروع القانون “أجهض” على يد الجمهوريين، في مجلس النواب.

الديمقراطيون يهاجمون “ترامب”..

في الوقت ذاته؛ هاجم أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي وبشدة الإجراءات التي إتخذتها الإدارة الأميركية مؤخرًا، وتقضي بتفريق عائلات المهاجرين بطريقة غير شرعية، ولا سيما الأبناء عن الآباء، وذلك في مواجهة نادرة من نوعها في أروقة الكونغرس بين مشرعين والرئيس “دونالد ترامب” الذي تلقي سياسته لمكافحة الهجرة السرية معارضة شديدة من قبلهم.

وصرخ النائب الديمقراطي، “خوان فارغاس”، بينما كان “ترامب” يغادر اجتماعًا مع الجمهوريين؛ قائلاً: “السيد الرئيس لديكم أبناء !.. لديكم أبناء !.. هل تحبون فصلكم عن أطفالكم ؟”.

وفي المقابل؛ اكتفى “ترامب” بالإلتفات إليه وإلقاء التحية وهو يبتسم أمام الكاميرات وراء نحو ٦ مشرعين ديمقراطيين رفعوا صور أطفال يبكون ولافتات كتب عليها: “العائلات يجب أن تكون معًا”، وقال مشرع آخر: “أوقفوا فصل الأطفال !”.

وجاء ذلك لدى مغادرة “ترامب” اجتماعًا إستغرق حوالي ٣ أرباع الساعة مع الغالبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي؛: للبحث عن تعديل في قوانين الهجرة يواجه صعوبة كبيرة في تمريره.

وفي النهاية؛ لا ينوي الرئيس الأميركي التراجع في مواجهة الجدل الذي أثارته إجراءات تفريق عائلات المهاجرين، لكنه يدفع الجمهوريين الذين يأملون في وقف سيل الروايات المحزنة حول أطفال تم فصلهم عن ذويهم، إلى تقديم نص يمكن أن يسمح بتسوية هذا الوضع، مع تفهم مطالبه، وخصوصًا تمويل بناء جدار على الحدود.

هجوم على وزيرة الأمن الداخلي..

وفي الشأن نفسه، قطع محتجون من “منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين” الأميركية، وبصخب، عشاء أقامته، “كريستن نيلسن”، وزيرة الأمن الداخلي الأميركي في مطعم مكسيكي بواشنطن، وهم يرددون هتاف: “عار عار عار عليك !”، وذلك تعبيرًا عن احتجاجهم على سياسة الهجرة التي تم بموجبها فصل أكثر من 2300 طفل عن آبائهم المهاجرين بطريقة سرية.

وأظهر مقطع فيديو أحد هؤلاء المحتجين وهو يقول للوزيرة: “كيف يمكنكم الإستمتاع بتناول طعام مكسيكي، بينما تقومين بإبعاد وسجن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جاءوا ليطلبوا اللجوء إلى الولايات المتحدة، كما تأمرين موظفيك بإنتزاع فتيات صغيرات من أمهاتهن وصبية صغار يبكون من آبائهم ؟”، بينما كانت “نيلسن” تخفض رأسها في الظل.

وتزامنًا مع موعد إنعقاد الاجتماع الطاريء للقادة الأوروبيين في “بروكسيل”، تصاعدت حدة الانقسام الأوروبي أكثر من أي وقت مضى؛ بشأن “أزمة المهاجرين” في القارة الأوروبية.

وكانت مسودة بيان مشترك، قد أظهرت أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تأثرًا بالهجرة سيلتزمون اليوم الأحد، بتكثيف الجهود لكبح الهجرة إلى أوروبا وتقييد حركة من يطلبون اللجوء، حيث أفاد النص: “نحن عازمون على تحقيق تقدم في سبيل مواصلة تقليص أعداد الوافدين غير القانونيين إلى الاتحاد الأوروبي، ولا سيما من خلال وسائل تعزيز حماية الحدود الخارجية وإجراءات لجوء مشتركة ومتناغمة وتعزيز التعاون مع دول العبور ودول المنشأ”.

رفض إيطالي..

فترفض “إيطاليا”، بشكل قاطع، استقبال أي لاجيء، بعدما رفضت استقبال السفينة “أكواريوس”، التي كانت تقل على متنها أكثر من 600 شخص، واستقبلتهم “إسبانيا” بعد أن دخلت “فرنسا” على الخط واتهمت “إيطاليا” بأن رفضها استقبال اللاجئين عمل غير مسؤول وغير أخلاقي.

تعنت نمساوي..

وفي كل جانب تتباين المواقف؛ ويظهر موقف المستشار النمساوي، “سيباستيان كورتس”، الذي يقود نهجًا متصلبًا، يسعى إلى تشديد سياسات الاتحاد الأوروبي إزاء الهجرة غير النظامية، وفقًا لـ (يورو نيوز).

وكانت حالة من الهلع الدبلوماسي قد سادت خلال الأيام الأخيرة، الفضاء الأوروبي، في محاولة لمواجهة الأزمة.

وينتظر أن يترأس اجتماع، اليوم الأحد، رئيس المفوضية الأوروبية، “جون كلود يونكر”، ولكن لن يحضر القادة الأوروبيون جميعهم الاجتماع، بينما يظل المهاجرون في أنحاء أوروبا ينتظرون بأنفاس متقطعة، أخبارًا بشأن مستقبلهم.

الدول تسيس المسألة..

وكان رئيس الوزراء الإيطالي، “غوزيبي كونتي”، قال الخميس، إن مشروع اتفاق أوروبي يتعلق بالهجرة قد تم سحبه، بعد خلاف بين المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، فيما قرررت أربع دول من أوروبا الوسطى مقاطعة الاجتماع، متهمة دولاً أخرى في الاتحاد بتحويل أسباب المسألة إلى سياسات البلدان الداخلية.

وتعترض “إيطاليا” على مادة تقضي بأن يعود طالبو اللجوء إلى البلد الأوروبي الذين تقدموا فيه أولاً بالطلب، وهو ما يعني العودة لإيطاليا.

وكانت “إيطاليا” قد استقبلت 650 ألف قارب من قوارب المهاجرين على مدى السنوات الخمس الماضية، ما أثار تنامي شعور بمعاداة المهاجرين، وغذى صعود “رابطة اليمين المتطرف” في البلاد، والتي إنخرطت في حكومة تحالف هذا الشهر.

مطالب بحل الأزمة..

مدير المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، (أوفبرا)، “باسكال بريس”، أكد الخميس، على الحاجة الطارئة للتعامل مع أزمة المهاجرين التي تشهدها أوروبا.

وقال المسؤول الفرنسي، في مقابلة اليوم مع إذاعة (أر. تي. إل)، إنه من المُلح تقييم مدى الأزمة التي تضرب أوروبا في ظل عدم وجود قاعدة تسمح بتنظيم مشكلة المهاجرين بشكل صحيح، داعيًا إلى إيجاد حلول في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين “فرنسا” و”إيطاليا” بعد رفض السلطات الإيطالية استقبال السفينة، (إكواريوس)، التي كانت تقل على متنها نحو 630 مهاجرًا.

كما شدد على ضرورة فصل طالبي اللجوء عن المهاجرين الاقتصاديين؛ مثلما طالب، “ديدييه ليتشي”، مدير عام المكتب الفرنسي للهجرة والإندماج، (أوفي).

وأضاف أن هناك موظفين لمكتب (أوفبرا)؛ متواجدين حاليًا في منطقة الساحل للتأكد من أن طالبي اللجوء مستوفين الشروط.

واعتبر مدير المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية أنه يتعين أن يكون بمقدور “فرنسا” و”أوروبا” إيجاد حل للأزمة الراهنة حفاظًا على المجتمعات الأوروبية ووحدة أوروبا.

فرنسا لن تتبع النموذج الأميركي..

من جانبه؛ صرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، “بنيامين غريفو”، أن “فرنسا” لن تتبع النموذج الأميركي في مسألة المهاجرين؛ ولا تتفق مع قيم “الولايات المتحدة الأميركية”.

وقال “غريفو”، عبر آثير القناة التليفزيونية (فرانس-2): “أنا ابن أوروبا، ونشأت مع أوروبا. بالنسبة لي أوروبا هي العالم، الرخاء والقدرة على المشاركة والانفتاح. جيلي مسؤول عن حماية هذا، وحماية التضامن الأوروبي من الشعبوية”.

وأضاف المتحدث: “لا أريد أن يحدث في أوروبا ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية، ليس لدينا مثل هذا النموذج للثقافة، نحن لا نتفق مع هذه القيم”.

لا حل في القريب العاجل..

هذا وأستبعدت المستشارة الألمانية، “إنغيلا ميركل”، إمكانية التوصل إلى “حل” أوروبي حول المهاجرين فى “قمة الاتحاد الأوروبي”، والمقررة في 28 و29 حزيران/يونيو 2018، علمًا بأن بقاءها السياسي يعتمد على هذا الحل.

وقالت “ميركل”، خلال زيارة إلى لبنان، “نعرف أنه لن يتم التوصل إلى حل على مستوى الدول الـ 28 الأعضاء من أجل حزمة شاملة حول مسائل الهجرة” خلال قمة “بروكسل”، وما زالت مختلف البلدان الأوروبية منقسمة حول المسألة.

وشددت “ميركل” على ضرورة التوصل بالتالي إلى “اتفاقات ثنائية وثلاثية ومتعددة الأطراف” خلال القمة المصغرة، اليوم الأحد.

وأضافت المستشارة الألمانية: “الأحد سيكون المناسبة لأول تبادل مع الدول المعنية”، مشيرة إلى عقد اجتماع عمل وإلى أنه لن يصدر بيان ختامي.

يرسي بسياساته دعائم الفاشية..

صحيفة (الإندبندت) البريطانية، نشرت مقالاً للكاتب البريطاني والسياسي المخضرم، “هاري ليزلي سميث”، تحت عنوان: “بلغت من العمر 100 عام تقريبًا وشاهدت أزمة اللاجئين عام 1945، ويجب أن ينصت الناس لتحذيري”.

“سميث”؛ علق قائلاً: “لا أستطيع بعدما بلغت هذه السن أن أجلس على مقعدي مستريحًا؛ بينما العالم الذي بناه جيلي يقع بين أيدي حفنة من المتعصبين والمتشددين الذين يلعبون على العاطفة الوطنية لدى الناس”، وفقًا لموقع (مونت كارلو).

كما أوضح أن العالم الآن يُحرم اللاجئين من حقهم الطبيعي في ممارسة الحياة بعيدًا عن الحروب والحرمان والفقر، مضيفًا: أنه “ربما سنه المتقدم وإدراكه أنه سيموت قريبًا هما ما يقودانه لعدم السكوت والتنفيس عن غضبه بهذه الطريقة !”.

“سميث”؛ أمد القراء بلمحة من الماضي في إشارة إلى فترة الكساد العظيم وما تلاها من حرب عالمية ثانية، جعلا الصورة الآن واضحة بالنسبة له، حيث قال: “دونالد ترامب، يرسي بسياساته دعائم الفاشية في الولايات المتحدة والتضليل في أوروبا وآسيا، وهو ما لا ينبغي أن يمر من دون معارضة”.

وطالب الكاتب والسياسي المخضرم، جيل الشباب؛ ألا يكرروا نفس الأخطاء التي إرتكبت بحق اللاجئين على مدى القرن العشرين الذي عاصره، مضيفًا أن كل البشر من حقهم أن يعيشوا بحرية وبعيدًا عن الإضطهاد والخطر.

“سميث”؛ كتب: “إن الولايات المتحدة تقوم بحبس الأطفال المهاجرين مع أسرهم في أقفاص”، واعتبر ذلك الفعل “غير إنساني وأن الولايات المتحدة تمارس سياسات مماثلة لسياسات النازية وتشكل إنتهاكًا لحقوق الأعراق المختلفة”، معتبرًا أن ذلك هو نفسه السلوك الذي أدى إلى المذابح التي شاهدناها في “رواندا”.

يصعب تجاوز الخلافات والانقسامات..

كما قال المحلل السياسي، “حسين الوائلي”، إنه من الصعب تجاوز أوروبا مسألة الانقسامات والخلافات بشأن مسألة الهجرة غير الشرعية، لأن أوروبا الشرقية بالفعل ترفض تقاسم أعباء المهاجرين، وذلك إن لم تُقدم “ألمانيا” و”فرنسا” مجموعة من التنازلات؛ أو على الأقل تقدم مجموعة من الحلول لدول “أوروبا الشرقية”.

مضيفًا أن “ألمانيا” و”فرنسا” ربما يقدمان مجموعة من البرامج التنموية للدول التي تعترض تقاسم أعباء أزمة المهاجرين، وكذلك إغراء هذه الدول بمجموعة من البرامج التحفيزية المتعلقة بالاقتصاد.

وتابع “الوائلي”؛ أن “أوروبا الشرقية” تعتقد أن تقاسم الأعباء هو القبول بتغيير ديموغرافي ثقافي وديني أيضًا بالنسبة للمهاجرين الذين يأتون من الشرق الأوسط أو من دول عربية إسلامية، وبالتالي أنه في غاية الصعوبة أن يجدوا حلًا لأزمة المهاجرين، وأعتقد أن الدول الغنية في “أوروبا الغربية” هي من ستتحمل أعباء هذه الأزمة.

لن يستطيع تمرير القانون..

وقال “ماك شرقاوي”، المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي، إن الرئيس الأميركي لن يستطيع تمرير “قانون الهجرة” من خلال الكونغرس في ظل معارضة شديدة من قبل أعضاء في “الحزب الجمهوري” لتلك السياسات، مشيرًا إلى أنه “فجر هذه الفقاعة للتأثير على أعضاء الكونغرس والديمقراطيين منهم لإبتزازه للموافقة على فرض 25 مليار دولار قيمة بناء السور الذي وعد به في حملته الانتخابية”.

صعود حكومات اليمين يعقد الأزمة..

وأشار الكاتب والمحلل السياسي، “سفيان بن فرحات”، إلى أن “أوروبا في وضع اقتصادي صعب، مع صعود لأقصى اليمين في القارة مثل إيطاليا وبريطانيا، ومع وجود ترامب في الولايات المتحدة، والذي عبر عن أزمة الرجل الأبيض في أميركا، والصور المخيبة لآمال العالم”.

وأوضح أن “فرنسا” أيضًا رفضت استقبال سفينة “إكواريوس”؛ في ظل انتقادها لـ”إيطاليا”، مشيرًا إلى أن “هذا يعتبر نفاقًا على العالم، ولم تقبلها سوى إسبانيا، التي غيرت حكومتها اليمينية منذ فترة، لذلك قبلت دخول السفينة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب