خاص : ترجمة – آية حسين علي :
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الجيش الأميركي قام بتسريع المناورات والتدريبات منذ عدة أسابيع إستعداداً لشن هجوماً محتملاً ضد “كوريا الشمالية”، وفقاً لتوجيهات وزير الدفاع، الجنرال “جيمس ماتيس”.
وأفادت الصحيفة بأن عدد من الطائرات من طراز (بي 2) و(بي52) وصلت، أو سوف تصل، خلال الأيام المقبلة إلى قاعدة “غوام”، التي تعد واحدة من أبرز النقاط الأساسية التي من شأنها توفير دعماً جوياً ضد أي عملية قد تشنها في شبه الجزيرة الكورية.
وتنضم هذه التصريحات إلى تسريبات نشرتها جريدة (وول ستريت جورنال)، التي تشير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تقيّم إمكانية قيامها بشن هجوم عسكري محدود ضد كوريا الشمالية دون بدء حرب مفتوحة.
ورغم أن المصادر، التي حصلت من خلالها هذه الصحف على المعلومات، لم تؤكد على أن “ترامب” قد أتخذ قراراً بهذا الشأن، إلا أن صحيفة (يوميوري) اليابانية ذكرت أن طوكيو بدأت في تجهيز خطة لإجلاء مواطنيها المقيمين في كوريا الجنوبية، وعددهم 60 ألف شخص، ما يشير إلى توقع إغلاق المنافذ الجوية بسبب المواجهات المحتملة.
يشار إلى أن تسريبات مشابهة نُشرت أيضاً خلال الأشهر التي سبقت الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لكنها أعتمدت وقتها على معلومات ثبت بعدها عدم صحتها.
حالة من الهدوء بين بيونغ يانغ وسيول..
تأتي هذه الأخبار، غير المؤكدة، بينما تشهد العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية حالة من الهدوء، إذ قررا الاجتماع من أجل وضع اللمسات الأخيرة بشأن إرسال “بيونغ يانغ” لجنة موسعة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تقام في كوريا الجنوبية “بيونغ تشانغ”.
وعقب اللقاء الأخير بين الزعيمان الكوري الشمالي والجنوبي، ألقى الجانبان خطاباً أعلنا فيه أن “بيونغ يانغ” سوف ترسل واحدة من الفرق الأكثر شهرة للمشاركة في فعاليات الدورة.
ورغم التغير الذي شهدته العلاقة بين “بيونغ يانغ” و”سيول” إلا أن التوتر الذي تسببت فيها التهديدات التي أطلقها الزعيم الكوري الشمالي، “كيم جونغ أون”، من جانب والرئيس “ترامب” من جانب آخر، لا تزال قائمة, وزادته حدة الإنذارات الخاطئة بوصول صواريخ “باليستية” ظن الجميع أن بيونغ يانغ هي من أطلقتها إلى مدينتي “هاواي” و”طوكيو” خلال الأيام الماضية.
وأتهمت وكالة أنباء كوريا الشمالية، واشنطن، بأنها تعزز قواتها في المنطقة بهدف تجميد حالة تحسن العلاقات التي تشهدها الكوريتان، وتهديد إقامة الألعاب الأولمبية، وهو ما يعد تحدياً لرغبة الشعوب في أن يعم السلام شبه الجزيرة الكورية.
مرحلة للإستطلاع والحرب باتت وشيكة..
كتب الدبلوماسي الروسي السابق، “ألكسندر فورونتسوف”، على موقع (38 نورث)، عقب الإلتقاء بدبلوماسيين من كوريا الشمالية، أن المواطنين يرون أن الحرب باتت وشيكة، وأن المناورات المتكررة التي قامت بها الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية كانت مجرد مرحلة للإستطلاع إستعداداً لشن عملية عسكرية ضد شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف “فورونتسوف”: “السكان في كوريا الشمالية يرون مؤشرات متزايدة تشير إلى أن واشنطن مستعدة لإمكانية إزهاق الكثير من الأرواح بسبب الحرب، بينما لا يزال المواطنون في كوريا الجنوبية يعتقدون أن ترامب لن يقوم ببدء الحرب”.
وأشار دبلوماسيون بكوريا الشمالية إلى أن قيام بلدهم ببدء الهجوم على الولايات المتحدة يعد “إنتحاراً”، وإذا تم ذلك باستخدام أسلحة نووية سيكون آخر يوم للبلد الآسيوي.
الصين تهدد بدعم بيونغ يانغ في حالة الحرب..
ذكرت هيئة الإذاعة الوطنية الأميركية، في آب/أغسطس الماضي، أن مصادر من داخل إدارة “ترامب” صرحت بأن الصين أبلغت واشنطن بأنه في حالة قيامها ببدء تنفيذ هجمات ضد كوريا الشمالية فإنها سوف تدعم بيونغ يانغ، وهو ما قد يضيف بعداً جديداً للصراع.
يشار إلى أن بكين وبيونغ يانغ وقعا اتفاقاً للدفاع المشترك منذ عام 1961.