الكربلائيون يثورون ضد “منع” السنة من دخول مدينتهم

الكربلائيون يثورون ضد “منع” السنة من دخول مدينتهم

في مواجهة حملة نظمها ناشطون لـ”منع” منع السنة من دخول مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة خلال مراسيم عاشوراء التي تبدأ الاثنين المقبل فقد رفض مواطنو المدينة بشدة هذه الحملة او الصاق تهمة الارهاب بالسنة مؤكدين غضبهم من اي محاولة لاثارة فتنة طائفية حيث تحولت معارضتهم الى الاعتداء بالضرب والسباب على منظمي الحملة.
 فقد نظم اربعة ناشطين شباب من ابناء المدينة حملة “وهمية” تنادي بمنع السنة من دخول مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) والتي تحتضن مرقدي الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب وأخيه العباس حيث قام اثنان منهما بوضع كاميرا خفية فيما حمل الاخران لافتة كتب عليها كلمة “السنة” وعليها اشارة المنع الحمراء حيث كان يوضح احدهما للمارة من المواطنين وهو يحمل سجلاً لجمع التواقيع خطورة دخول ابناء السنة الى كربلاء خلال شهر محرم الحرام وأيام عاشوراء حيث تجري مراسيم استشهاد الامام الحسين بمشاركة ملايين العراقيين والاخرين القادمين من مختلف الدول الاسلامية حيث يحاول الشابان تبرير حملة المنع بانها لتجنب حصول تفجيرات تسهدف الزائرين على اعتبار ان السنة ارهابيين ومسؤولين عن التفجيرات التي تحصل في مناطق متفرقة من العراق.    
لكن ابناء المدينة وكما اظهر شريط فيديو مدته حوالي 8 دقائق وصورته الكاميرا الخفية للناشطين الاربعة رفضوا بشكل قاطع منع ابناء السنة من دخول مدينتهم معبرين عن مشاعر وطنية ترفض الطائفية والمروجين لها وتعارض بشدة وصف السنة بالارهابيين.

فيديو حملة “منع السنة” من دخول كربلاء :
https://www.youtube.com/watch?v=CHrv5gYMJmI

ويُظهر الفيديو شابين على احد ارصفة شارع رئيسي في كربلاء احدهما يحمل لافتة تحمل شعار منع السنة من دخول المدينة فيما حمل الثاني اوراقا لجمع تواقيع المارة في الشارع لدعم الحملة الوهمية هذة.
وقد اجاب مواطن على طلب الناشط بتأييد الحملة بأن منع السنة من دخول كربلاء امر مستحيل وانه من الخطأ الصاق تهمة الارهاب بالسنة .. ثم يقوم بدفع الشاب واسقاطه على الارض ويحاول تمزيق اللافتة.
ومن جهتهم رفض مواطنون آخرون تاييد حملة المنع والتوقيع بالموافقة عليها .. وقد وجهت امرأة كلامها للشاب قائلة “أحنا نرفض لان هذه فتنة طائفية لانقبل بها”.
كما اكد شاب قدم نفسه على انه مهندس بانه عاش في بغداد اربع سنوات ولم يشعر بأي فرق بين شيعي او سني او مسيحي والجميع يعيشون بوئام .. وشدد على ضرورة منع الطائفية وأثارة نعراتها البغيضة.

استعدادات في كربلاء والنجف لاستقبال وضمان أمن ملايين الزائرين
وجاءت هذه “الحملة الوهمية” متزامنة مع اعلان مكتب المرحع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني اليوم ان الاثنين المقبل الثالث من اكتوبر المقبل هو اول ايام شهر محرم الحرام حيث بدأت محافظة كربلاء والمحافظات الاخرى المجاورة لها استعدادات أمنية مكثفة لتأمين وصول ملايين العراقيين من انحاء البلاد ومئات الالاف الاخرين من دول اسلامية اخرى الى المدينة واحيائهم لمراسيم عاشوراء بأمان.
وعادة ما يحيي ملايين الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب في واقعة الطف سنة 60 للهجرة على أرض كربلاء حيث تبلغ ذروة إحياء المناسبة في المدينة بالقرب من ضريح الإمام الحسين وأخيه العباس وسط المدينة حيث يتوقع تجمع الملايين لإحياء الذكرى في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وتستعد المحافظة لنشر أكثر من 25 الف من عناصر قوات الجيش والشرطة والأجهزة الامنية الاخرى تساندها المروحيات ومتطوعي الحشد الشعبي فضلا عن المئات من النساء لتفتيش الزائرات.
ولا تقتصر مراسم إحياء المناسبة على مدينة كربلاء وانما تشمل محافظة النجف التي تحتضن مرقد الامام علي بن ابي طالب حيث اعلن محافظها لؤي الياسري عن نشر اكثر من عشرين الف عنصر امني بمناسبة حلول شهر محرم الحرام. وقال في تصريح نقله مكتبه الاعلامي” ان الخطة الامنية ستستمر لغاية ذكرى وفاة النبي محمد (ص) في 28 صفر لتامين حركة المواكب الحسينية والزائرين الوافدين للمحافظة للمشاركة بالشعائر الحسينية وزيارة العتبات المقدسة”.
ودعا الياسري المواطنين الى المساهمة في انجاح الخطة الامنية من خلال تبليغ القوى الامنية عن اي حالة مشكوك بأمرها وتستهدف ارواح وممتلكات المواطنين وتفويت الفرصة على العابثين بأمن وسلامة المحافظة.
وغالبا ما يتعرض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء حيث قتل المئات من الزوار خلال الاعوام الماضية بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء في العاصمة ومناطق اخرى من قبل تنظيم داعش. 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة