أكد رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، منذ قليل، أن المشاكل يجب أن تحل بالحوار ثم الحوار، لافتًا إلى أنه سيدعو غدًا إلى حوار وطني عراقي لكل قادة البلد؛ لحل الأزمة الحالية، وموضحًا أن الموازنة لم تتوفر إلا لـ6 شهور فقط.
وذكر الكاظمي، في كلمة خلال الجلسة الاعتيادية لمجلس الوزراء اليوم: “للأسف ما زلنا نعيش التحديات السياسية والانسداد السياسي وانعكاساته على أداء الحكومة”، مردفًا أن: “الحكومة ليست طرفًا في الصراع السياسي، لكن هناك من يحاول أن يحملها مسؤولية هذه الأزمة ويهرب من المشكلة، وأن يحول كل المشاكل باتجاه الحكومة”.
وتابع: “أزمتنا ليست الوحيدة في هذا العالم، هناك تجارب كثيرة مرت قريبًا من تجربتنا، وقد تكون أكثر تعقيدًا، لكن باستخدام الحكمة والقادة العقلاء نجحوا في أن يعبروا تلك المرحلة، وبعض هذه الدول تحولت إلى تجارب ناجحة”.
ولفت إلى أن: “سنغافورة مثلًا، كانت نموذجًا للدولة الفاشلة، ونراها اليوم تحولت إلى واحدة من أهم الدول في العالم. وفي راوندا بأفريقيًا، كانت هناك حرب أهلية ومجازر لكنها تحولت اليوم إلى دولة مهمة في أفريقيا، فمن غير المعقول في العراق، هذا البلد المؤسس للحضارة الإنسانية وبعمر يقارب 6 آلاف سنة، وما زلنا نتعاطى مع المشاكل بطريقة كسر الإرادات”.
وأضاف: “المطلوب هو الحكمة والوفاء لهذا البلد فقد أعطانا الكثير، وأعطانا التأريخ والكثير مما نتباهى ونفتخر به، ويجب أن نرد جزءًا من هذا الجميل إلى بلدنا ووطننا وإلى شعبنا”.
وتابع الكاظمي: “لقد كان قرارنا في هذه الحكومة هو ألا نتورط بالدم العراقي، لا اليوم ولا غدًا، الدم العراقي غالٍ، والمشاكل يجب أن تحل بالحوار ثم الحوار، ولهذا غدًا سوف أدعو إلى حوار وطني عراقي لكل قادة البلد؛ من أجل المساهمة في إيجاد حل، والتفكير في حل هذه القضية”.
ووجه رسالة إلى قادة البلد، بالقول: “الكل زائل والتأريخ هو الحكم، يجب أن نكون بمستوى التحدي. والتضحية من أجل العراق ليست عنصر ضعف وإنما عنصر قوة، ولا يتصور البعض عندما يقدم تنازلاً إلى أخيه كأنما هو في موقف ضعف. هذا خطأ؛ التنازل هو عنصر قوة حقيقي”.
وبشأن الموازنة، قال الكاظمي: “لا تستطيع حكومة أن تعيش بدون موازنة، مضت سنتان بدون موازنة، لكننا أدرنا البلد، ففرصة النجاح ممكنة إذا تكاتفنا وتعاملنا بروح فريق العمل الواحد وبروح الانتماء للعراق”.
وقال: “هذه الحكومة جاءت في ظروف استثنائية ونجحت في عبور جميع التحديات، لكن من المؤسف له أن عمر الحكومة قارب على 28 شهراً، ولحد هذه اللحظة لم تتوفر الموازنة إلّا لستة شهور فقط”.
ولفت إلى أن: “الناس تتساءل وتطلب كل شيء، وهو أمر من حقّها، من حق الناس أن يطلبوا شوارع مبلطة ومياه ومدارس ورعاية صحية، لكن كل هذا يجب أن تتوفر معه الموازنة؛ كي تقوم الحكومة بدورها”.
واختتم رئيس مجلس الوزراء قائلًا: “الانسداد السياسي انعكس على تشكيل الحكومة وعلى غياب الموازنة، وقبلنا بجميع التحديات وحاولنا تذليلها، وكنا دائمًا نجابه الاتهامات والافتراءات والظلم بالصمت من أجل العراق، ومن أجل شعبنا الذي يستحق حياة أفضل مما يعيشها حاليًا”.