لم تعلن الولايات المتحدة حتى الان عن رد فعل مباشر من جانب واشنطن على الهجمات الدورية على الأهداف العسكرية الأمريكية في العراق دون رد فعل من بغداد ، وهى الهجمات التي ظهرت أدلة على أنها كلها تمت بصواريخ أرض-أرض إيرانية في حوذة ميلشيات مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني، وقد شملت هذه الهجمات حتى الان إطلاق 30 صاروخ كاتيوشا روسي الصنع عيار 107 ملم على قاعدة معسكر التاجي العسكرية التابعة لحلفاء الولايات المتحدة شمال بغداد ، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة ، وما لا يقل عن 15 هجومًا آخر على الجيش الأمريكي وحلفاءها
ولكن مع ذلك فقد فسر مراقبون بأن إقدام الحكومة على التباعد عن الصين هو محاولة لإرسال رسالة لواشنطن للتفكير مليا قبل أن تظهر رد فعل غاضب تجاه عجز حكومة الكاظمي عن كفالة الأمن للعسكريين الأمريكيين، ومفاد هذه الرسالة : ” لا تغضبوا نحن في جانبكم” و اعتبر مراقبون وخبراء في الشأن النفطي أن السبب الحقيقي لإلغاء العراق الاتفاق النفطي السابق مع الصين الذي كان بمقتضاه يتم توريد النفط مقدما للتنين الأصفر بأسعار تفضيلية مدفوعة مقدما هو سبب سياسي وليس اقتصادي. وقال الموقع إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يعتقد أنه من الممكن أن يعطي إشارات للقادم الجديد في البيت الأبيض، جو بايدن، من خلال مثل هذا الإجراء، بأنه من الممكن أن يقف العراق إلى جانب واشنطن من الناحية الجيواستراتيجية في مواجهة التنين الصيني ولكن في المقابل فإن بغداد تنتظر المكافأة من الفيل الأمريكي. وعلى ذلك فإن الأسباب الحقيقية وراء إعلان العراق الأسبوع مؤخرا عن تعليق صفقة الدفع المسبق الضخمة والمثيرة للجدل للنفط مع شركة Zhenhua Oil الصينية المملوكة للدولة يقع على وجه التحديد في هذه اللعبة الراسخة مع الولايات المتحدة.
وهو ما ذهب له موقع oil price المتخصص في الشأن النفطي بقوله إنه لا يمكن فهم أقدام الكاظمي على إلغاء العقد المسبق الدفع مع الشركة الصينية على أرضية اقتصادية ولا يمكن تفسيره إلا من خلال رؤية سياسية أعمق، وذلك بالنظر إلى أن الكاظمي يحتاج إلى 10 مليارات دولار أمريكي على الفور لتغطية رواتب الموظفين شهريا، بالإضافة لمبلغ مماثل لتقديم الدعم للعوائل العراقية الفقيرة، فضلا عن مصروفات تشغيل الدوائر الحكومية، لذلك فإن إقدام الحكومة العراقية على إلغاء عقد سخي يضمن سيولة مقدمة مقابل النفط لا يمكن تفسيره إلا من منظور سياسي وليس لأسباب اقتصادية حتى لو ارتفع سعر النفط عالميا.