اغتالت يد الاجرام وبسلاحها كاتم الصوت صوت الاعتدال والحوار في محافة كركوك مرشح القائمة العراقية مازن ابو كلل.
وقتل القيادي في حركة الوفاق الوطني مسؤول محور الشمال مازن عبد الجبار أبو كلل الليلة الماضية بتفجر عبوتين ناسفتين استهدفا مقر الحركة في منطقة حي تسعين، وسط كركوك، وأديا ايضا إلى إصابة حارسين بجروح خطرة.
ومازن ابو كلل بالإضافة إلى منصبه السياسي هو رئيس مهندسين بشركة نفط الشمال ومن للمؤسسين للمجلس السياسي العربي في كركوك وعرف عنه وسطيته وقيادته بنجاح للقائمة العراقية خلال العام 2010 حينما حصلت على ستة مقاعد برلمانية في كركوك، وهو من دعاة الحوار بين جميع مكونات كركوك وله نشاط سياسي منفتح على جميع القوى السياسية من دون تمييز، وكان صوتا واضحا ضد الإرهاب والتدخل الإقليمي بالشأن العراقي وتحميل الجانب الإيراني مسؤولية الاضطرابات في العراق.
وقد أعتبر زعيم القائمة العراقية اياد علاوي اغتيال مرشح القائمة في محافظة كركوك الشمالية محاولة لاسكات الاصوات المناهضة للظلم والفساد والتسلط.
ودان علاوي ” باشد عبارات الشجب والاستنكار جريمة الاغتيال الآثمة التي طالت مرشح القائمة في كركوك مازن ابو كلل”. واضاف في بيان اليوم الاثنين ان “هذه الجريمة تعد استهدافا سافرا للرموز الوطنية لاسيما ان عدد الشهداء الابرياء عن قائمة ائتلاف العراقية وبالذات من مرشحي حركة الوفاق الوطني بلغ عددهم منذ الانتخابات ولغاية الان 18 شهيد وهي محاولة واضحة لاسكات الاصوات المناهضة للظلم والفساد والتسلط”.
وحمل علاوي الحكومة العراقية تكرارالخروقات الامنية وعمليات الاغتيال الممنهجة وطالب الاجهزة الامنية في كركوك فتح تحقيق عاجل واعطاء نتائج سريعة وبيان اسباب عدم قدرتها على حماية المواطنين والرموز الوطنية.
كما دان محافظ كركوك نجم الدين كريم اغتيال أبو كلل وعد مقتله “استهدافا” للاصوات المعتدلة والوسطية، فيما أكد ضرورة محاربة “الإرهاب” لضمان الأمن والسلام. وقال نجم الدين كريم في حديث الى (المدى برس)، إن “يد الإرهاب الأعمى وعصاباتهم تمتد مرة اخرى باتجاه أبناء كركوك من خلال استهداف القيادي في حركة الوفاق الوطني مسؤول محور الشمال مازن عبد الجبار أبو كلل الذي يعد واحدا من الأصوات التي عرف عنها الاعتدال والوسطية وحبه لجميع مكونات كركوك”، مبينا أنه “في الوقت الذي نعلن فيه باسم أبناء المحافظة وأدراتها عن إدانتنا الشديدة نستنكر هذا الفعل الإجرامي”.
واكد كريم ضرورة “العمل لمحاربة الإرهاب وملاحقته لضمان الأمن والسلام لأهالي كركوك”، داعيا إهالي كركوك الى “مزيد من التماسك والعمل المشترك لمواجه قوى الشر التي لا تريد الخير لنا جميعا”.
وشهدت محافظة كركوك عقب حادثة اقتحام قوات الجيش العراقي في الـ23 من نيسان 2013، ساحة اعتصام الحويجة غرب المحافظة والتي أسفرت، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 163 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين، اضطرابات ومواجهات واسعة النطاق بين رجال العشائر والقوات الحكومية في كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى، استهدفت قوات الجيش العراقي والشرطة العراقية على حد سواء.
وتعتبر محافظة كركوك، التي يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة، من أبرز المناطق المتنازع عليها، والمشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، فضلاً عن كونها من بين أهم المناطق العراقية الغنية بالنفط، وتشهد خلافات مستمرة بين مكوناتها فضلاً عن أعمال العنف شبه اليومية التي تطال المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.