20 مايو، 2024 5:06 ص
Search
Close this search box.

“الكاتب” الإيرانية تكشف .. أسرار الانتقادات الأميركية للكيان الإسرائيلي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

هاجم “جاك شومر”؛ زعيم الأغلبية الديمقراطية بـ”مجلس الشيوخ” الأميركي؛ “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطاب غير مسّبوق عن الحرب في “غزة”، واتهمه بالحيلولة دون الوصول إلى اتفاق سلام وترجيح المصالح الشخصية وبقائه في السلطة على مصالح “إسرائيل”، وحذر من تداعيات ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين على عزلة “إسرائيل”؛ وقد تتحول إلى دولة منبوذة عالميًا في ظل الحرب في “غزة”. بحسب ما استهل “صابر ﮔل عنبري”؛ تقريره التحليلي المنشور على قناة (الكاتب) على تطبيق (تليغرام).

مدى أهمية تصريحات “شومر”..

وتختلف تصريحات “شومر”؛ عن السناتور “برني سندرز”، المعروف بانتقاد “تل أبيب”؛ حيث تكمن أهمية تصريحاته غير المسّبوقة في أنها صدرت أولًا: عن أرفع مسؤول يهودي أميركي، ثانيًا: مؤيد قوي لـ”الكيان الإسرائيلي” في “الولايات المتحدة”، وهي المرة الأولى التي تفتح فيها هذه الشفاه بالنقد.

والسؤال الرئيس في ضوء انتقادات “شومر”، وأحيانًا الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، وعدد من المسؤولين بالإدارة الأميركية، هل تنُّم هذه المواقف عن تغيّر في السياسة الأميركية تجاه “إسرائيل” للحيلولة دون انهيار مكانتها في السياسة الخارجية لذلك البلد ؟.. الإجابة سلبية.

ولا شك في وجود اختلاف خطير بوجهات النظر بين “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” حول عدد من القضايا، لكن الأفضل لفهم العلاقة بين الطرفين ومستقبلها، البحث في جذور هذه الخلافات.

طبيعة العلاقات “الأميركية-الإسرائيلية”..

الحقيقة أن العلاقات الإيديولوجية، والجيوسياسية، والسياسية، والأمنية بين “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” ما تزال على قوتها، واختلاف وجهات النظر الأميركية لا تنّبع عن دفاع “البيت الأبض” على الفلسطينيين، وبصّدد التخلي عن “تل أبيب”، وإنما الأمر ينبّع في الغالب عن نوع من (رأفة) و(قلق) حيال مستقبل “إسرائيل”.

بعبارة أخرى؛ وصلت إدارة “بايدن”، لا سيما بعد هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر، إلى نتيجة تُفيد بأن مستقبل “إسرائيل” مهّدد بشكلٍ أكبر من أي وقتٍ مضى، نتيجة سياساتها خاصة بعد توحيد السلطة في يد اليمين المتطرف، وفي ظل وجودها بمحيط جغرافي غير آمن ومضطرب؛ وهو ما عبر عنه السيناتور “شومر” بقوله: “يبدو أننا الآن بحاجة لنقاش جديد حول مستقبل إسرائيل”.

لذلك تعتبر “الولايات المتحدة” نفسها؛ (في ضوء الحرب الراهنة)، مُلزمة من جهة بتقديم كل أنواع الدعم العسكري، والسياسي، والأمني لـ”الكيان الإسرائيلي”، ومن جهة أخرى تنتقد في الظاهر؛ (بينما تتماهى في الباطن مع رؤيتها العامة للمصالح الإسرائيلية ومستقبل هذا الكيان وأمنه)، سياسات “نتانياهو” وشركائه في السلطة، وتُعتبره سبب في أخطار وأضرار استراتيجية لمستقبل وأمن “إسرائيل”.

تخدير للرأي العام الداخلي وتجميل وجه أميركا خارجيًا..

الحافز الآخر للانتقادات الأميركية، ينبع عن الخوف من السّقوط الشديد للمكانة الإسرائيلية العالمية، لا سيما بين الرأي العام الأميركي نتيجة تراجيديا “غزة”؛ بحيث تحدث زعيم أغلبية “مجلس الشيوخ” الأميركي عن: “تحول إسرائيل إلى قوة منبوذة عالميًا”. وهذه المخاوف لا تنبع فقط عن تداعيات “حرب غزة” على مكانة “الولايات المتحدة” العالمية، وإنما حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في “غزة”، والدعم “الأميركي-الغربي”، ليس له ما يبرره ويزيد من صعوبة عمل اللوبي اليهودي الموالي لـ”الكيان الإسرائيلي” وشخصيات رئيسة مثل: “جاك شومر”.

في غضون ذلك؛ تُشكك الإدارة الأميركية في “إسرائيل”، خوفًا من انهيار مكانتها بشدة، وتوجه سّهام انتقاداتها إلى شخص “نتانياهو”، وبعض شركائه، وتُطالب نوعًا ما بتغيّر الحكومة في “إسرائيل” وبالتوازي في “فلسطين”، وتقف إلى جانب رحيل “نتانياهو” و”أبومازن”.

التأثير داخل إسرائيل..

ورُغم تأثير حسابات “نتانياهو” الشخصية على تعقيد آفاق الحرب الراهنة، لكنه رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب، وتحظى سياساته حيال الفلسطينيين بدعم أغلبية المجتمع الإسرائيلي، الذي يُعارض حاليًا السلام مع الفلسطينيين، وتحول تيار اليسار والمؤيد للسلام إلى أقلية سياسية غير مؤثرة.

على سبيل المثال؛ لا يختلف موقف “بني غانتس”؛ عضو حكومة الحرب، والذي يحظى بحسّب استطلاعات الرأي بفرصة أكبر لخلافة “نتانياهو” وزار “الولايات المتحدة” مؤخرًا للتعبير عن معارضة الحكومة الإسرائيلية، عن موقف “نتانياهو” تجاه الحرب الراهنة؛ حيث شّدد على ضرورة تنفيذ هجوم “رفح” بينما تعتبر الإدارة الأميركية هذا الهجوم بمثابة: “خط أحمر”.

ثانيًا لن يُساهم تغييّر “نتانياهو”؛ بسبب اتسّاع دائرة اليمين المتطرف في المجتمع الإسرائيلي، ولا تغييّر “محمود عباس”؛ على خلفية تراجع شعبيته ومكانة حكومة السلطة بين الفلسطينيين بسبب السياسات الإسرائيلية، في حل الأزمة وإنما المأزق الحالي هو نتاج الدعم الأميركي غير المحدود لـ”الكيان الإسرائيلي” على مدار السنوات الأخيرة، ما تسبب في تحولها إلى طرف لاعب استثنائي وفوق القانون في آتون السياسة الدولية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب