“الكاتب” الإيرانية تقرأ مستقبل .. إيران وسورية قديمًا وحديثًا !

“الكاتب” الإيرانية تقرأ مستقبل .. إيران وسورية قديمًا وحديثًا !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

الآن وبعد سقوط نظام “الأسد”؛ في “سورية”، باعتباره حليف لـ”الجمهورية الإيرانية”، يُطرح تساؤل بشأن تأثير هذه التطورات على مستقبل ومكانة “طهران” الإقليمية ؟ وكيف ستكون “سورية” ما بعد “الأسد” ؟.. بحسّب ما استهل “صابر ﮔل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

فقد همزة الوصل بين إيران والمقاومة..

والواقع كما كان للتدخل الإيراني في الأزمة السورية دعمًا لأحد الأطراف، مع الأخذ في الاعتبار لتناقض الموقف الإيراني ومعظم الدول والشعوب العربية والإسلامية تجاه هذه القضية، تداعيات خاصة على القوة الإيرانية الناعمة في المنطقة، فإن سقوط “الأسد” سيوجه للوهلة الأولى ضربة قوية للنفوذ الإيراني الإقليمي، وبالتبعية الكتلة التي تدخلت فيما بعد تحت مسمى: (محور المقاومة)، وأخيرًا فصل همزة الوصل بين “إيران” و”المقاومة”؛ وأعني “دمشق”.

وعلى كل حال؛ كانت “إيران” تعتبر وجودها في “سورية” ومكانتها في (محور المقاومة) مسألة كرامة نوعًا ما؛ ومن هذا المنطلق فسيكون للإطاحة بـ”الأسد” تداعيات روحية كذلك بخلاف التبعات الجيوسياسية.

إيران خسرت باندلاع الحرب الأهلية..

فقد كانت “إيران” تُقدم سياساتها ووجودها في “سورية”، لا سيما خلال الثلاثة عشر عامًا الأخيرة في إطار المواجهة مع “الكيان الإسرائيلي”، وبناء “قناة آمنة” تتَّيح إيصال السلاح إلى (حزب الله) اللبناني.

لكن؛ وبغض النظر عن التغييّر الجيوسياسي لـ”الشام”، وانقطاع الاتصال البري بين “إيران” والمحور (العراقي-السوري-اللبناني)، فالواقع أن “سورية” قد خسرت باندلاع الحرب الأهلية، واطلاق يد “الكيان الصهيوني” في البلاد، مكانتها السابقة؛ ليس فقط في معارضة هذا النظام، بل تحولت إلى كعب أخيل “الجمهورية الإيرانية” و(محور المقاومة)؛ بحيث لم يُعدّ ممكنًا إرسال السلاح إلى (حزب الله) عبر القناة السورية، بل أصبح وجود “إيران” و(حزب الله) العسكري في هذا البلد هدفًا للهجمات الإسرائيلية والأميركية المستمرة.

كما خسرت بالوقت نفسه؛ إمكانية الرد على هذه الهجمات نتيجة متطلبات الوضع الداخلي للأزمة السورية، وانعدام رغبة حكومة “الأسد”، والقيود الروسية.

دور الهجمات الصهيوأميركية..

تلك الهجمات كانت صورية في البداية؛ لكن أضحت القيادات الإيرانية رفيعة المستوى تدريحيًا وبمرور الوقت هدفًا للهجمات الإسرائيلية، وبلغ الأمر حد تحول هذه الهجمات إلى قضية روتينية أدت إلى تغييّر الفهم الإسرائيلي؛ وكذلك الأميركي، لـ”الجمهورية الإيرانية”، وكان من نتيجة ذلك اغتيال قائد (فيلق القدس) سابقًا؛ اللواء “قاسم سليماني”، في “بغداد”، ثم رئيس المكتب السياسية لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، بقلب “طهران”.

ونتيجة لذلك؛ كان الوجود الإيراني في “سورية” باهظ التكلفة من الناحية المادية والبشرية، وأتاح في المقابل فرصة للمعارضة للتأهب وتجديد القوة استعدادًا للأيام الحالية.

بخلاف ذلك تمكنت؛ “إسرائيل”، من خلال رصد تحركات قوات “إيران” و(حزب الله) في “سورية”، من إنشاء بنك معلومات كبير شوهدت آثاره في اغتيال زعماء وقيادات (حزب الله) في بداية الحرب على “لبنان”.

بدائل فرضتها الأوضاع الأمنية الجديدة..

لكن وبغض النظر عن الوضع الأمني الهش في “سورية”، وانتهاء الحرب على “لبنان” وتداعياتها، جعل أولوية “إيران” وحليفها اللبناني إعادة إعمار الضاحية وجنوب “لبنان”، وتنظيم شؤون (حزب الله) الداخلية مجددًا، والمحافظة على مكانته في “لبنان”، هذا إلى جانب أن انعدام الأمن غير المسبّوق لقناة (حزب الله) اللبناني البرية في “سورية”، ونية “إسرائيل” و”أميركا” قصف أي أسلحة مرَّسلة إلى الحزب عبر تفعيل القرار رقم (1701)، أدى إلى اتجاه “إيران” إلى تطوير قدرات (حزب الله) لتصنيع “السلاح محليًا”.

لكن التطورات الراهنة في “لبنان وسورية”، واحتمالات وقف الحرب على “غزة”؛ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، واحتمال سريان نفس الأمر في “اليمن والعراق”، قد يمَّكن “إيران” من تجاوز هذه المرة ولو مؤقتًا، ويدفعها باتجاه إعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية، وتدعيم علاقاتها مع الأطراف الحكومية في المنطقة.

في السيّاق ذاته، تهيأت في ظل هذه الظروف فرصة للحكومة الإيرانية للتركيز بشكلٍ أكبر على تقوية الجبهة الداخلية، والقضاء على مشكلاتها، والتفاوض لإلغاء العقوبات.

وحتى ذلك؛ ليس مستبعدًا أن تحصل “إسرائيل” على ضوء أخضر أميركي للقيام بأي إجراء ضد البرنامج النووي الإيراني، بغض النظر عن الأهداف الرئيسة المتعلقة بهذا البرنامج، وقد يكون هناك هدفًا آخر يتمثل في سلب “إيران” نفوذها النووي بهدف الحصول على امتيازات في المفاوضات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة