15 نوفمبر، 2024 6:00 م
Search
Close this search box.

“الكاتب” الإيرانية تقرأ رسائل .. “ترمب” وإدارة الحرب ورعب الحد الأقصى !

“الكاتب” الإيرانية تقرأ رسائل .. “ترمب” وإدارة الحرب ورعب الحد الأقصى !

خاص : ترجمة- د. محمد بناية:

بعد الإعلان عن الأسماء المرشحة لمناصب مستشار الأمن القومي، ووزير الدفاع، ورئيس الـ (سي. آي. إيه)، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، اتضحت تقريبًا ملامح فريق عمل “دنالد ترمب” في مجال السياسة الخارجية. بحسّب ما استهل “صابر گل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

ولا داعي للقول إن كل أعضاء هذا الفريق أشد تطرفًا من بعضهم البعض. ويشترك أعضاء الفريق المطروح تقريبًا في ثلاثة أشياء؛ الحب المتشُّدد لـ”الكيان الإسرائيلي”، والعداء المفرط لـ”الجمهورية الإيرانية”، والمواقف المتشُّددة تجاه “الصين”.

في غضون ذلك، ورُغم مواقف بعض هذه الوجوه المعادية للجانب الروسي سابقًا، إلا أنها لا تعرف بمعاداة “روسيا”.

رسائل متناقضة تربك جميع الأطراف..

وهذه الخيارات للوهلة الأولى؛ تنطوي على رسائل متناقضة ومتداخلة للأطراف المختلفة في الداخل الأميركي، والإسرائيلي، والفلسطيني، وحتى “إيران، والصين، وروسيا”، بل وأطراف أخرى كـ”المملكة العربية السعودية”.

على سبيل المثال، اختيار حاكم “أركنساس” السابق؛ “مايك هاكابي”، سفيرًا لـ”الولايات المتحدة” في “إسرائيل”، بينما مواقفه كإنجيلي فيما يخص “القضية الفلسطينية” وضم “الضفة الغربية” معروفة ! وهو أول شخصية غير يهودية تُنتخب لذلك المنصب منذ (13 عامًا)، وهذا في حد ذاته قد يؤشر إلى استياء “ترمب” من اليهود الأميركيين بعد تصويت: (79%) منهم لصالح منافسته الديمقراطية؛ “كامالا هاريس”.

كما يمُثل هذا الخيار ترضية للإنجيليين الذين صوت أكثرهم لصالح “ترمب” حرصًا على مصالح “إسرائيل”.

لكن اختيار صديقه اليهودي ورفيقه في الغولف؛ “استيفن ويتكوف”، مبعوثًا أميركيًا للشرق الأوسط، يأتي في إطار استمرار مبدأ: “إسرائيل أولًا” في السياسات الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط.

حكومة حرب.. هل يسعى “ترمب” لاشعالها ؟

والحقيقة أن فريق “ترمب”؛ وإن كان مقياس هام للتعرف على نهج الإدارة الأميركية الجديدة المحتمل تجاه “إيران” والشرق الأوسط، لكن نفس هؤلاء المختارين يختلفون في تفاصيل صغيرة؛ (رغم الاتفاق لا سيّما فيما يخص إيران)، تسترعي الانتباه، على سبيل المثال يعتقد مستشار الأمن القومي الجديد؛ “مايكل والتز”، بعكس بعض مستشاري “ترمب” الآخرين، أنه لا يجب على “أميركا” توريط نفسها في الشرق الأوسط، وأن عليها إنهاء الحروب في “غزة وأوكرانيا” سريعًا، والتركيز على مواجهة “الصين” في “المحيط الهاديء”.

وبشكلٍ عام؛ يبدو فريق “ترمب” الجديد أشبه بحكومة حرب. والسؤال: هل يسعى “ترمب” للحرب سواءً مع “إيران” أو “الصين” ؟.. إجابتي سلبية، لأنه الأكثر من بين الرؤساء الأميركيين تفكيرًا في التكلفة الاقتصادية للحرب، بما لها من تداعيات خفيفة وثقيلة على التجارة والاقتصاد.

وقد كان هذا السبب الرئيس للاتفاق مع (طالبان) والانسحاب من “أفغانستان”، وسيجري العمل من هذا المنطق على إنهاء الحرب الأوكرانية والوصول إلى اتفاق مع “كوريا الشمالية”. لذلك فإن أحد دلائل وعود “ترمب” بإنهاء الحرب في “غزة” و”لبنان”، ربما العمل على إطفاء النيران التي قد تفضي إلى اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط، وتوريط “الولايات المتحدة”.

والحقيقة إن “ترمب” قد يتمادى وصولًا إلى حافة الحرب، لكن من المستبعد أن يبدأ حربًا؛ إذ تمنعه بخلاف تكلفة الحرب على الاقتصاد الأميركي، وسياسته الاقتصادية ونزعته الانطوائية مع تعريفه الخاص لعقيدة: “أميركا أولًا”، تكلفة الحرب الباهظة على مكاسبه الشخصية واستثماراته الهائلة، وغيره من الأثرياء الذين أحاط نفسه بهم أمثال؛ “إيلون ماسك”، في أسواق المال العالمية.

رسائل عنيفة لإيران والصين..

إذًا ما أهداف “ترمب” من اختيار؛ “بعض دعاة الحرب”، في فريقه الجديد ؟.. برأيي هذا الاختيار ذكي، وهادف، وربما يقدم صورة “أكثر جنونًا وعنفًا”. وهو يسعى بهذه الاختيارات؛ (منذ الآن وحتى قبل أداء اليمين)، إلى خلق حالة من (رعب الحد الأقصى) ضد “إيران والصين”، والتأثير على حسابات البلدين برسالة مفادها إن إدارة “ترمب” الثانية ستكون أكثر جنونًا من الأولى.

والمعروف أنه كان قد مضى على نفس المنوال في فترته الرئاسية الأولى؛ لكن على مستوى آخر وذلك باختيار شخصيات مثل؛ “مايك بومبيو” و”جون بولتون”، حتى أن بعض المراقبين كان قد رأى في هذه الخيارات مقدمة للحرب في الشرق الأوسط، لكن نهج “ترمب” في هذه الفترة كان مخالفًا للتوقعات، واضطرت هذه الوجوه الداعية للحرب، في النهاية إلى تنفيذ خطط “ترمب” في قالب غير عسكري.

ويبدو أن نهج “ترمب”؛ فيما يخص سياسة “الولايات المتحدة” للشرق الأوسط تجاه “إيران” هو: “ضغوط الحد الأقصى” وصولًا إلى حافة الحرب؛ لا سيّما في الفترة الأولى من فترته الرئاسية الثانية، لكن من المحتمل أن يحُاول إنهاء الحربين في “غزة ولبنان” أولًا للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب، وكذلك تهيئة أجواء تطبيع العلاقات “الإسرائيلية-السعودية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة