29 ديسمبر، 2024 4:16 ص

“الكاتب” الإيرانية ترقب .. إسرائيل والتحدي اليمني !

“الكاتب” الإيرانية ترقب .. إسرائيل والتحدي اليمني !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بعد وقف إطلاق النار؛ (الأُحادي)، في “لبنان”، ووقف الهجمات من “العراق”، ما يزال “اليمن” الطرف الإقليمي الوحيد من الكتلة المعروفة باسم: (محور المقاومة)، المستمر في العمليات ضد “الكيان الإسرائيلي”. بحسّب ما استهل “صابر ﮔل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

صحيح أن القصف الصاروخي اليمني لا ينطوي على خسائر كبيرة، لكن مؤخرًا استيقظ فجأة ملايين الصهاينة الذين كانوا يغطون في النوم على صفارات الإنذار التي تدوي دون توقف، ونزلوا جميعًا إلى المخابيء والملاجيء، وكذلك تعطل البعض عدة ساعات في مطار “بن غوريون الدولي”؛ في “تل أبيب”.

لكن الاستيقاظ في منتصف الليل والنزول إلى الملاجيء؛ نتيجة اطلاق صاوخ أو اثنين، تسبب في ضغوط نفسية كبيرة على الصهاينة، وكذلك ألقى بظلاله الثقيلة على تصريحات؛ “بنيامين نتانياهو”، حول المنطقة.

استعداد صاروخي..

وغني عن القول أن جماعة (أنصار الله)؛ نفذت القصف بصورايخ فرط صوتية، استعدادًا للمواجهة العسكرية المحتملة مع “إسرائيل”؛ لا سيّما وأن العمليات الأخيرة شهدت استخدام أنواع من هذه الصواريخ ذات رؤوس حربية خفيفة وثقيلة، وكلها ذات تأثير كبير من حيث السرعة والدقة.

وفي رد فعلها على هذه العمليات، نفذت “إسرائيل”؛ حتى الآن، عدة حملات جوية مكثفة على “اليمن”، وقبل ذلك نفذت “الولايات المتحدة وبريطانيا” كذلك هجمات مشابهة. وبلا شك فقد كان الهجوم الإسرائيلي الأخير أوسع نطاقًا وطال منشآت حيوية وبُنيى تحتية مثل “مطار صنعاء”.

تحديات يواجهها الكيان الصهيوني في “اليمن”..

والواقع أن هذه الهجمات كانت بالغة الضرر بالنسبة لليمنيين المعدمين بالأساس، وتُفرض عليهم خسائر اقتصادية لا يمكن إصلاحها في ظل هذه الأوضاع الصبعة. مع هذا ما تزال (أنصار الله) تصَّر على عمليات ضد “إسرائيل”، وهو ما يثَّير تعجب واستغراب المراقبين والمتابعين؛ ومن بينهم الإسرائيليين أنفسهم.

وحقيقة الأمر أن “الكيان الصهيوني” يواجه تحديات حقيقية في الملف اليمني لم تكن موجودة في الملف اللبناني أو الجبهات الأخرى بالمنطقة، أحدها: أن “اليمن” لم يكن قبلًا ضمن أولويات الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية، ولذلك يفتقر “الكيان” إلى امتلاك معلومات أمنية كافية عن هذا البلد، ويعدم النفوذ الأمني فيه. ولذلك فشل حتى الآن في تنفيذ عمليات اغتيال في “اليمن”؛ مشابهة لما جرى في “لبنان” وغيرها.

وهذا الأمر مستبعد أيضًا مستقبلًا، لكن انعدام المعلومات الاستخبارتية والأمنية سواءً فيما يخص عمليات الاغتيال أو أماكن إخفاء الصواريخ وغيرها يمَّثل مشكلة للعميات الجوية المؤثرة والدقيقة، ودفع “إسرائيل” إلى قصف البُنى التحتية للضغط على “صنعاء” لوقف هجماتها.

ويتعلق التحدي الثاني ببُعد المسافة بين “إسرائيل” و”اليمن”، وهو ما يجعل من الصعب تنفيذ عمليات جوية مستمرة ويومية على “اليمن” مثلما كان يحدث في “لبنان”، وهذه العمليات المتتالية من هذه المسافة البعيدة ينطوي على مشاكل خاصة.

ويكمن التحدي الثالث في أن تنفيذ عمليات جوية دون اسناد بري قوي، لن يُحقق النتائج المرجوة؛ لا سيّما وأن “صنعاء” وغيرها من المناطق تحت سيطرة (الحوثيين) اعتادت مثل هذه الهجمات من جانب “السعودية والإمارات”؛ منذ العام 2015م، والمسألة الأخرى التي يمكن الحديث عنها أن اليمنيين بشكلٍ عام سواء المواليين لـ (الحوثيين) أو المعارضين من أكثر شعوب المنطقة عداءً لـ”الكيان الإسرائيلي”، وهذا ما يجعل (الحوثيين) يظهرون كجبهة داخلية متحدة في إطار الاستمرار في هذه العمليات وتحمل تداعياتها الثقيلة.

أحتمالية تحريك أميركي للسعودية والإمارات..

ومن غير المستبَّعد أن تتحرك “الولايات المتحدة” مستقبلًا على مسّار تقوية معارضي حكومة “صنعاء”؛ بغرض الإجهاز على هذه الحكومة؛ لكن هكذا مخطط يتطلب تدخل “السعودية” وكذلك “الإمارات” من جديد، ومن المستبَّعد أن تتورط “الرياض”؛ التي تُركز على المُضى قدمًا في طموحاتها الاقتصادية، في الملف اليمني من جديد؛ لا سيّما وأن القصف المستمر على “إسرائيل” يثَّير صدى مقلق في “السعودية والإمارات” خوفًا من التعرض إلى هجمات مشابهة حال العودة إلى الأساليب العسكرية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة