20 سبتمبر، 2024 10:18 م
Search
Close this search box.

“الكاتب” الإيرانية ترصد .. دلالات وقف إطلاق النار في “غزة” !

“الكاتب” الإيرانية ترصد .. دلالات وقف إطلاق النار في “غزة” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية:

بعد مرور 48 يومًا على بداية الحرب في “غزة”؛ دخل صباح يوم الجمعة 24 تشرين ثان/نوفمبر، هدنة مؤقتة تستمر مدة أربعة أيام، ومن الأفضل مع سّريان وقف إطلاق النار تقديم تصور عن حالة الحرب، ومكانة الطرفين، وكذلك الآفاق. بحسب تقرير “صابر گل‌عنبري”؛ المنشور على قناة (الكاتب)؛ على تطبيق (تلغرام).

مطلب للطرفين..

كان الطرفين بحاجة إلى وقف إطلاق النار. فالأولوية بالنسّبة إلى “غزة” و(حماس) التي تُعاني أزمة إنسانية غبر مسّبوقة وحصار شامل تجديد القوى.

على الجهة الأخرى؛ كان “الكيان الصهيوني” وحكومة “بنيامين نتانياهو”؛ في حاجة إلى الهدنة، لأن استمرار الحرب فترة طويلة تسبب في اختلال العجلة الاقتصادية والحياة اليومية، وزيادة الضغوط الداخلية؛ لا سيما فيما يخص ملف الأسر، وكذلك مضاعفة الضغوط الدولية.

الفائز والخاسر من وقف إطلاق النار..

تحديد الإجابة منوط بمنظورنا للحرب؛ ثم وقف إطلاق النار؛ حيث انتصرت “فلسطين” في كل الأحوال، بينما تلقى “الكيان الإسرائيلي” هزيمة موجعة من منظور تحقيق الأهداف.

بينما انتصرت “إسرائيل” وخسّرت “فلسطين” من منظور الرؤية المنحازة؛ لا سيما بعد انهيار توازن القوى في “غزة” للأبد. فإذا كان المعيار خسائر الطرفين، فلا مجال للمقارنة؛ حيث الفائز معروف. فقد بلغت الخسائر الفلسطينية: 12 ضعف الخسائر الإسرائيلية، واتضح للجميع حقيقة القضاء التام على البُنية التحتية في “غزة”.

لكن هذا الأمر تحقق لـ”الكيان الصهيوني”؛ في الأسبوع الأول للحرب، وبالتالي لم يُعد من سبب منطقي للاستمرار الإسرائيلي في الحرب؛ إلا أن الحرب استمرت ولم تنجح في إحياء الردع أو الوصول إلى أهدافها.

ورُغم انعدام أواجه المقارنة بين الخسائر البشرية في الحرب على “أوكرانيا” و”غزة”؛ حيث خسرت “أوكرانيا” على مدار عامين حوالي: 10 آلاف مدني؛ بينهم: 500 طفل، في حين بلغت خسّائر “غزة” حوالي: 15 ألف فلسطيني؛ بينهم: 07 آلاف طفل بغضون 48 يومًا، لكن إذا كان منطق التلافيات معيار للحكم على نتائج الحرب، فستكون “أوكرانيا” هي الخاسر؛ لأن ضحاياها، لا سيما من المدينيين، أضعاف “روسيا”، ناهيك عن تدمير البُنية التحتية في الكثير من المدن والمناطق الأوكرانية؛ بينما لم تتعرض البُنية التحتية الروسية للخسائر، أضف إلى ذلك احتلال القوات الروسية أجزاء واسعة من الأراضي الأوكرانية. لكن الخسائر ليست المعيار؛ ولذلك لا يمكن إعلان “أوكرانيا” كطرف خسار لأن “روسيا” لم تنجح حتى الآن في تحقيق أهدافها.

ومؤخرًا تحولت الحرب الأوكرانية إلى أخرى تقليدية بين جيشين وبلدين، لكن الحرب في “غزة” هي مواجهة غير متكافئة، ومعايير الفوز والخسارة في هذه الحرب منوط بتحقق اهداف الطرف الأقوى من عدمه.

فالخاسر هو من لم يستطيع تحقيق أهدافه. فإذا ننظر من هذا المنطلق، إلى وقف إطلاق النار المؤقت يمكن القول: إن هذه الهدنة ببنودها الواضحة هي نتاج المفاوضات بين طرفي الحرب تلاها اتفاق، وهذا في حد ذاته ينطوي على دلالات، من مثل:

01 – لا تزال (حماس) الطرف المُسّيطر في “غزة”؛ وإن كان جزء من القطاع يقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا الاتفاق في ذاته يعني عدم اعتراف “الكيان الصهيوني” بهذا الاحتلال.

وبالتالي ينفى الاتفاق مع (حماس) ووقف إطلاق النار سقوط (حماس) في “غزة”.

02 – اتفقت “إسرائيل” مع طرف المفاوضات التي سبق وأن أعلنت هدفها بالقضاء عليه تمامًا، وهذا يعني أن هذا الهدف على الأقل لم يتحقق.

03 – هذا الاتفاق وتبادل الأسرى؛ وإن كان حاجة فلسطينية، لكنه نابع عن تراجع إسرائيلي كذلك. فلطالما أكدت حكومة “نتانياهو” عدم القبول مطلقًا بوقف إطلاق النار قبل الإفراج عن كامل الأسرى الإسرائيليين، ولن تسمح بدخول الوقود إلى “غزة”، لكن بعد مرور 48 يومًا على الحرب؛ وافقت على استعادة عدد: 50 أسيرًا إسرائيليًا فقط في مقابل الإفراج عن: 150 أسير فلسطيني، وإدخال الوقود والمواد الغذائية والأدوية إلى “غزة”، مع حظر طيران المقاتلات والمُسيّرات الإسرائيلية فوق القطاع، وتحديد خطوط ميدانية لوقف إطلاق النار، وكل ذلك في إطار الاتفاق الثنائي.

ختامًا؛ فإن قرار وقف إطلاق النار في ظل تواجد القوات الإسرائيلية داخل “قطاع غزة” لا يصب في صالح “إسرائيل”؛ لأن هذه القوات لا تستطيع أولًا التحرك وفق الاتفاق، بينما لا ينطبق هذا الأمر ثانيًا على قوات (حماس)، وهذه فرصة هامة بالنسبة للمقاومة يمكن من خلالها رصد وتتبع أماكن القوات الإسرائيلية، والتنقل عبر الأنفاق، وتنفيذ هجمات على هذه القوات الإسرائيلية بمجرد انتهاء قرار وقف إطلاق النار، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي الانسحاب اليوم من هذه المواقع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة