27 ديسمبر، 2024 1:43 م

“الكاتب” الإيرانية ترصد .. “ترمب” بين صهريه اليهودي والعربي !

“الكاتب” الإيرانية ترصد .. “ترمب” بين صهريه اليهودي والعربي !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تحتدم المناقشات في أرجاء العالم حول سياسات؛ “دونالد ترمب”، المحتملة، وتزداد المناقشات احتدامًا في منطقة الشرق الأوسط. وتكتسب التصورات في “إيران” عن سياساته شكلًا “مروعًا” وأكثر صعوبة من فترته الرئاسية السابقة. بحسب ما استهل “صابر گل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) على تطبيق (تلغرام) الإيرانية.

بداية قلق “إسرائيل”..

وبينما شعر الكثيرون في “إسرائيل” بسعادة غامرة؛ بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، يسود منذ الأمس حالة من “عدم الطمأنينة” و”القلق”، حيال سياسات “ترمب” في فترته الرئاسية الثانية؛ لا سيما بعد تصريحاته عقب الفوز ووعوده للأوساط العربية والإسلامية في “الولايات المتحدة الأميركية.

وكان قد أثنى على العرب والمسلمين، وتجاهل اليهود (بسبب تصويت الأغلبية لصالح منافسته؛ كامالا هاريس)، والأسرى، وشدد على مبدأ الترفع عن الحرب.

وعبّر “دفنا لئيل”؛ المحلل بالقناة (12) الإسرائيلية، عن قلقه إزاء تصريحات “ترمب”، وقال: “رغم تفضيل الإسرائيليين (ترمب) على (هاريس)، لكن ينتابنا القلق حيال سياساته المستقبلية”.

وأوضح: “أولويات (ترمب) هي الاقتصاد والحدود، وتأكيده على مسألة الترفع عن الحرب، هو بمثابة رد فعل على توقعات إسرائيل بشأن قصف المنشآت النووية الإيرانية”.

في السياق ذاته؛ عبر “عوفير حدادر”، المحلل الإسرائيلي، عن قلقه إزاء يأس “ترمب” من يهود “الولايات المتحدة”، وتأثير ذلك على موقف حيال “إسرائيل”، ويعتقد أن سياساته الخارجية قد تختلف عن فترته الرئاسية الأولى.

وهو من حيث المعتقد ينتمي إلى الكنيسة البريسبيتارية؛ (فرع من البروتستانت)، وليس إنجيليًا (الصهيونية المسيحية المؤمنة في نهاية العالم)، بل يتخوف بعض يهود “الولايات المتحدة” من نزعات “ترمب” العنصرية وأنصاره من أصحاب نظرية تفوق العرق الأبيض.

ومن المنظور العقدي، فإن الرئيس الأميركي الحالي؛ “جو بايدن”، أكثر اعتقادًا في الصهيونية، حتى أنه وصف نفسه غير مرة: بـ”الصهيوني”، لكن علاقة “ترمب” بالصهيونية و”إسرائيل” هي في الغالب نتاج اتصال مصالح قوي مع الإنجيليين الموالين بشدة للكيان الإسرائيلية، والشبكات المالية والإعلامية الإسرائيلية المحيطة به. وأعداد المسيحيين في “الولايات المتحدة” كبيرة جدًا ويشكلون قواعد كبرى للمصوتين لصالح “ترمب”.

تأثيرات “كونشر” وإسرائيل..

والواقع أن السياسات والإجراءات الأميركية؛ (غير المسبوقة)، في فترة “دونالد ترمب” الرئاسية الأولى، من مثل نقل السفارة إلى “القدس”، وإبرام “الاتفاقيات الإبراهيمية”، بل و”ضغوط الحد الأقصى” على “إيران”، كلها نتاج هذا الاتصال ووعود “ترمب” للإنجيليين، وكذلك تأثير صهره اليهودي؛ “غيرارد كونشر”، والذي تربطه علاقات وثيقة مع المسيحيين الإنجيليين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، وتيار اليمين المتطرف في “إسرائيل”.

إلى جانب ذلك فقد لعبت شخصية “ترمب” ونرجسيته للقيام بأعمال “استثنائية” و”غير مسبوقة”، دورًا بالغ الأهمية، في اتخاذ مثل هذه القرارت.

لكن في “إسرائيل” هناك مخاوف من اختلاف فترة “ترمب” الثانية؛ لأنه لم يُعدّ بحاجة إلى أصوات الإنجيليين.

تأثيرات الجاليات العربية والإسلامية..

وفي هذا الصدد وتعبيرًا عن استيائه من يهود “الولايات المتحدة”، وعد المصوتين العرب والمسلمين بإنهاء الحرب. والمعروف أن دول الأقليات العرقية والدينية في “الولايات المتحدة”؛ مثل المسلمين، يكتسب الأهمية في الولايات المتأرجحة.

وكانت الأقلية العربية والإسلامية والتي اعتراها اليأس من سياسات “ترمب” الإسرائيلية؛ في فترته الرئاسية الأولى، ودعم إدارة “بايدن” للكيان الإسرائيلي، قد قررت العزوف عن المشاركة في هذه الانتخابات، إلا أن وعود “ترمب” بإنهاء الحرب في “غزة ولبنان”، دفع التاجر: “مسعد بولس”، والد “مايكل بولس”، صهر “ترامب” اللبناني، للقيام بدورٍ هام في تغيير موقف الكثير من أبناء الجالية العربية والإسلامية قبيل الانتخابات في الولايات المتأرجحة؛ وبخاصة “ميشيغان وجورجيا”. لذلك طالب “ترمب” غير مرة بوقف الحرب.

هذا التناقض لم يترك مجالًا كبيرًا للتفاؤل بين الكثير من أنصار “فلسطين” المعارضين للحرب، رغم بعض الآمال في الوفاء بوعوده.

ومن غير الواضح كيف سيفي بوعوده، وكيف سيفعل حتى لو أراد ؟ هل يتبع الطريقة الإسرائيلية أم يضغط على “نتانياهو” ؟

مع هذا وكما سبقت الإشارة، يتخوف البعض في “إسرائيل” من اختلاف سياسات “ترمب” عما كانت عليه في فترته الرئاسية الأولى. والآن يجب أن نرى هل ينحو “ترمب” في هذه الفترة باتجاه الإنجيليين وصهره اليهودي كما فعل من قبل، أم يتبع ولو جزئيًا صهره اللبناني ويفي بوعوده للأقليات الإسلامية والعربية، وتدفعه نرجسيته هذه المرة لوقف الحرب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة