خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
من خلال متابعات وسائل الإعلام الإسرائيلية والإقليمية على مدار عدة أيام، تبّين أن الجميع ينتظر رد (حزب الله) اللبناني على اغتيال أمين عام الحزب.
والجميع متفق تقريبًا على عدم استغلال (حزب الله)؛ حتى الآن، ورُغم الضربات الموجعة، مخزونه الاستراتيجي من الصواريخ، ولم يُكثف من قدراته القتالية بشكلٍ مؤثر. والبعض يرى أن هذه المسألة ربما ترتبط بتأثير الهجمات الإسرائيلية على بعض مواقع (حزب الله) الصاروخية، فيما يعتقد أغلب الخبراء العسكريين، أن (حزب الله) لم يتخذ حتى الآن قرار الاستفادة من قدراته الصاروخية الاستراتيجية، مع الأخذ في الاعتبار لاستمرار عمليات القصف الصاروخي على مستوى واضح في ضوء الأحداث الأخيرة. بحسب “صابر گل عنبري”؛ في مقاله التحليلي المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).
الجميع يرتقب..
لذلك يقول البعض بإمكانية أن يبدأ (حزب الله) اللبناني في الرد بقوة؛ ربما بعد انتهاء مراسم تشييع ودفن السيد “حسن نصر الله”، وأختيار أمين جديد للحزب.
والحقيقة أن بيانات (حزب الله)؛ (رغم خلو بيان تأكيد اغتيال “نصر الله” من التهديدات)، ماتزال تحظى بالاهتمام والثقل بين أوساط المحليين الإسرائيليين، وبعضهم يرى أن البيان الأخير يحمل معانٍ كثيرة رغم خلوه من التهديدات.
وعلينا الآن أن ننتظر ونرى ماذا سيكون رد فعل (حزب الله)؛ خلال الأيام المقبلة، من حيث الكم والكيف.
والحقيقة أن رد (حزب الله) المحتمل، هو إجراء مهم في تقيّيم حجم الضرر الذي لحق بقدرات الحزب الصاروخية والقتالية، وكذلك توقع مستقبل الحرب الراهنة.
تحديات أمام انتقام “حزب الله”..
كذلك تُجدر مراعاة أن (حزب الله) يواجه تحديات خطيرة في “لبنان”، وقد أفادت بعض المصادر أن حكومة “بنيامين نتانياهو”؛ قد هددت باستهداف “مطار بيروت” والبُنية التحتية في “لبنان”، حال هجوم (حزب الله) على “تل أبيب”. وهذا كان سببًا مؤثرًا في تجاهل (حزب الله) الرد على الاغتيالات السابقة.
أضف إلى ذلك، كثرة أعداء الحزب في الداخل اللبناني، وهذه الجبهة الداخلية تحولت إلى نقطة ضعف بالنسبة لـ”لبنان”، ومن غير المستبعد في حال احتدام الحرب واستهداف بُنية هذا البلد التحتية بهجوم موسع، أن يشهد “لبنان” حربًا أهلية.
سيناريوهات مرتقبة..
لكن في الوقت نفسه، يستبعد البعض قبول (حزب الله) تنفيذ القرار (1701) لوقف الحرب. وعليه يمكن القول:
أولًا: من المسُّتبعد أن يقبل (حزب الله) تنفيذ القرار، وأن يتقبل قطع الاتصالات مع جبهة “غزة”، وسحب القوات من الشمال إلى “نهر الليطاني”، لا سيما في ظل هذه الأوضاع وبعد تلك الاغتيالات.
ثانيًا: من غير المحتمل أن تتراجع “إسرائيل” بعد كل ذلك، وسوف تعتبر موقف الطرف اللبناني مؤشر على التأثير الكبير للحرب والاغتيالات.
كما أن “نتانياهو” نفسه يشعر حاليًا بالانتشاء بعد الاغتيالات الأخيرة، وتحدث عن مساعيه الرامية إلى تغيير الشرق الأوسط وخلق نظم جديدة، ومن المستبعد أن يتراجع بتراجع الطرف المقابل.
تصريحات إيرانية هزيلة..
مع هذا من المثير للتأمل، أنه بقدر انتظار المراقبون رد فعل (حزب الله)، فإنهم لا يعيرون الاهتمام نفسه للتهديدات التي صدرت عن “إيران”؛ خلال هذه الأيام القليلة، والتي هي محدودة جدًا مقارنة بالسابق.
وقد تابعت اليوم إحدى الفضائيات المعروفة بالمنطقة، وقد نشرت خبرًا عاجلًا بشأن تهديدات مسؤول إيراني بالرد على هذه الاغتيالات، مع هذا فقد شدد الخبراء الضيوف على ضرورة انتظار رد فعل (حزب الله). لكن وبالنظر إلى الأوضاع الخطيرة الراهنة، وتأثير الأحداث الأخيرة على مستقبل الحرب الحالية، وكذلك نفوذ وقوة (المحور)؛ تحت قيادة “إيران” في المنطقة.
ينتظر أغلب المراقبين والمحللين كيفية تعامل “إيران” مع التطورات الجديدة. وربما من المحتمل بقوة أن تبدي “إيران” رد فعل، وعلينا أن نرى على أي مستوى سيكون رد الفعل، وما سيكون تأثيره على الوضع الراهن، وماذا ستكون حسابات الطرف المقابل، وماذا سيكون رد فعل الطرفيين الأميركي والإسرائيلي.
أسئلة راهنة..
والسؤال الآن: هل سيتبلور من قلب هذا المسار السريع للتطورات الراهنة، دبلوماسية حقيقية وتوافقية ؟ أم هل يتسع نطاق الحرب بحيث يشمل المنطقة بالكامل ؟
وفي حال عدم اتساع نطاق الحرب، هل سيكون الوضع اللبناني في نهاية المطاف مثل “غزة” مغلقًا أمام “إسرائيل” ؟..
وستكون الإجابة على هذه الأسئلة أسهل بعد رد (حزب الله)، وكذلك رد “إيران” المحتمل، ومسار التطورات.