خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
حظيت اليوم بفرصة للقيام بجولة في شوارع “طهران”. وقد انتهينا بعد (17) عامًا من لافتات البلدية التي تؤكد انتهاء نصف العمل بغضون (17) شهرًا، وكأننا فقدنا نصف أعمارنا خلال الأعوام الـ (17) الماضية بسبب الإدارات الفاشلة، وربما كان لسان حال المحافظ: “أخذت البقية” ! كانت لافتة مرعبة، ليس لدي أدنى شك في أنها كانت فارغة. بحسّب ما استهل “رحیم قمیشي”؛ تقريره التحليلي المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية، على تطبيق (تليغرام).
الدراجون النساء في شوارع طهران..
وعلى عكس هذه اللافتات التي تحمل صور كبيرة كثيرة؛ للشهيد “إسماعيل هنية”، التي احتلت مكان صور المرحوم “إبراهيم رئيسي”، التي حلت بالطبع مكان صور سابقة، كانت هناك حالة من الإثارة بالمدينة.
بعبارة أخرى؛ رُغم كل الافتات التي تصرخ بالموت والحرب، كانت حالة المجتمع تحكي شيئًا آخر. ولا أعني أن الناس سعيدة جدًا، ويقولون إنهم يضحكون، لأننا نسينا منذ سنوات الحياة الواقعية، إلا أن رؤية الدراجون النساء في الشوارع كان بالفعل أمرًا مثيرًا.
وكان رئيس المرور قد صرح قبل سنوات: “لا نرد على طلبات استصدار رخصة قيادة للنساء، لأن القانون يمنعنا، ولم نصدر أي رخصة” ! وهم اليوم يأتون، ولا يملكون رخصتكم ! هل تجرأون على الوقوف أمام النساء، لن يقبل أفراد شرطتك بهذا أساسًا، وهل نحن أموات ؟
رغم الفقر وشبه الفوضى !
وفي إحدى أقصى جنوب “طهران” لم أصدق، أن زوجتي ضمن عدد قليل من النساء اللائي يرتدين الحجاب !.. أعلم أن “طهران” ليست كل “إيران”، لكن هل يمكن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل نصف عام أو عام بمليون شرطي ؟.. هم يجلسون في البرلمان يُحددون الغرامة، ويخطرون ويتوعدون.
لكن النساء أنهين العمل ! أثبتن أن صراخ النظام ذهب أدراج الرياح، وأن أصوات طبولك جوفاء. وقال تجار البازار المستائين من أحوال السوق: “افتضح اقتصاد الدولة، وتنعدم قدرة المواطنيين على الشراء. وهذا أمر شديد السوء”.
قلوب الكثيرين منهم تحترق لأجل هؤلاء المواطنين، لكن ماذا كان عليهم أن يفعلوا ؟.. وبنفس مقدار فقر الشعب والمشكلات الاقتصادية، شعرت أن مستوى ثقافة شعبنا يرتفع سريعًا. ليس فقط النساء، وإنما الرجال أيضًا يراعون الاحترام في مصادماتهم. ويلتزم الكثير من قادة السيارات بالقوانين. وقلما تجد زبالة خارج الصناديق المخصصة. ولم يكن الأطفال كما كانوا عليه في السابق، وكأن جميعهم دخل في مرحلة من الأدب والحضارة؛ بحيث لا يمكن مقارنتهم بأطفال جيلنا !
أثر سقوط رجال الدين عن رأس السلطة..
لقد شعرت اليوم بكل وجودي، أن هذا الشعب لن يقبل مجددًا أي سلطة فاشلة أو تستخدم القوة. شعرت أن الناس قد أعدوا أنفسهم للاحتفال حتى قبل سقوط رجال الدين عن رأس السلطة !..
والموضوع ليس حجاب النساء والفتيات أو لا، وإنما في الشجاعة التي يمكن مشاهداتها في سلوكياتهم. ولعل من آثار ذلك أن الناس انتبهوا إلى حقيقة أنه لا يجب عليهم انتظار الحكام والأحزاب الرسمية، وأن “إيران” سوف تتحرر بالتكاتف معًا، بإرادتنا معًا مهما حاول الحكام تأخير ذلك لفترة.
فالمسار للأمام، وكل شيء يتحسن، في حال كانت معاييرنا عن التقدم والتحسن عملية ومنطقية !