“الكاتب” الإيرانية تجيب .. إيران وأميركا .. كيف سينتهي الأمر ؟

“الكاتب” الإيرانية تجيب .. إيران وأميركا .. كيف سينتهي الأمر ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

في سياسة ترهيب وترغيب؛ “دونالد ترمب”، تجاه “الجمهورية الإيرانية”، يبُرز عنصر التهديد والعصا الأكثر غلظة، ويمكن القول: لم تشهد أي من مراحل توتر العلاقات بين البلدين، على مدار العقود الخمسة الماضية، باستثناء حالات نادرة، استخدامًا صريحًا لذلك النوع من التهديد باللجوء إلى خيار الهجوم العسكري. بحسّب تحليل “صابر گل عنبري”؛ المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

وقد اقترن الخطاب العسكري الأميركي بتصاعد وتيرة التحركات في قاعدة (دييغو غارسيا) بالمحيط الهندي، والقواعد الأمريكية في الخليج. والسؤال: هل تؤدي التوترات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، في فترة (ترامب) الرئاسية الثانية، إلى صراع عسكري وتسوية نهائية، أم قد تنتهي باتفاق؟

ويبدو أن طهران تسعى في إطار التعامل بجدية مع التهديدات، إلى السيطرة على هذا التوتر غير المسبوق نسبيًا والسيطرة عليه عبر توليفة من التكنيكيات المختلفة، والمحتمل بقوة أن تهدف عبر الكشف عن مدن صاروخية، وزيارة مضيق هرمز، وغيرها من الإجراءات العسكرية، إلى التأثير على حسابات الأطراف المقابلة. كذلك فإن نوعية تعامل إيران مع رسالة (ترامب) والرد عليها بشكل رسمي، وكذلك رفع العلم الأمريكي عن أرضية مداخل المدن الصاروخية الجديدة، وفتح مسار التفاوض غير المباشر بعد المعارضة للمفاوضات المباشرة، كلها جزء من التكنيكيات الإيرانية في إدارة التوتر.

بالمقابل، يبدو أن (ترامب) يتعجل؛ حيث يعتبر أن الحل السريع للملف الإيراني بمثابة جزء من مساعيه لإحياء (عظمة) الولايات المتحدة الأمريكية في العالم والشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، يبدو أن سرّ السيطرة والتأثير الأكبر على اللاعبين الإقليميين الآخرين مثل السعودية وتركيا، وضمان أمن إسرائيل ودمجها في النظام الإقليمي، وتعزيز (الاتفاقيات الإبراهيمية) يتمثل في السعي لتحقيق نتائج سريعة من خلال سياسة الضغط الأقصى على طهران. لكن هل تنتهي ضغوط الحد الأقصى في ظل التهديدات المتزايدة المبنية على استخدام الخيار العسكري إلى صراع عسكري وحرب؟ للإجابة خلصت إلى أنه من غير المرجح اندلاع حرب تقليدية واسعة النطاق، وإنما قد تتعرض المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية للهجوم. وسيقع هذا الهجوم (الذي يعتبر في جوهره حربًا محدودة الأهداف) فقط إذا توصل (ترامب) وفريقه إلى قناعة بإمكانية اتخاذ هذا الإجراء في حال لم يفض إلى حرب مكلفة في المنطقة. وهو في الواقع، نفس التقييم الذي دفع (ترامب) إلى إصدار قرار اغتيال “قاسم سليمان” أرفع مسؤول عسكري إيراني، وإذا تبلورت نفس القناعة تجاه فكرة تنفيذ هجوم منخفض التكلفة على المنشآت النووية، فسيفعل، سواء قامت الولايات المتحدة نفسها بالهجوم أو أرسلت إسرائيل للأمام لأسباب معينة.

حاليًا يبدو أن (ترامب) يركز بشكل أكبر على التهديد باستخدام القوة بدل اللجوء إليها بالفعل؛ ويهدف من خلال هذا الضغط إلى إجراء مفاوضات والوصول على الأقل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، يحقق النتيجة ذاتها التي قد تترتب على أي هجوم محتمل على المنشآت النووية. واللعب على حافة الحرب هو أسلوب (ترامب) التفاوضي؛ حيث يعتمد طرح الحد الأقصى من المطالب، بالتوازي مع فرض الحد الأقصى من الضغوط السياسية والاقتصادية في أجواء عسكرية متوترة، بما في ذلك إغلاق كافة منافذ التصدير الإيرانية، وفي المقدمة تصفير صادرات النفط الإيرانية، وإرسال معدات حربية إلى المنطقة؛ بحيث ينتهي الأمر بالوصول إلى اتفاق أو صفقة يكون فيها الطرف الأمريكي في الموقف الأقوى، حتى لو لم يحقق جميع مطالبه.

لكن في هذا السياق، هناك متغيران سيؤثران بشكل كبير (سلبًا وإيجابًا) على طبيعة سياسة (ترامب) تجاه إيران خلال الأشهر المقبلة؛ الأول: التطورات الداخلية في إسرائيل وبقاء (نتنياهو) في السلطة من عدمه، في ظل أسوأ أزمة سياسية وقانونية داخلية غير مسبوقة. الثاني: مصير الحرب في أوكرانيا سواء باتجاه التوصل لاتفاق سلام أو استمرار القتال. ذلك أن دخول (بوتين) كوسيط جاد بين أمريكا وإيران مرتبط بانتهاء هذه الحرب. في الوقت نفسه، هناك عدة قنوات تعمل حاليًا بهذا الصدد وتتبادل الرسائل، لكن لم يبدأ بعد أي تفاوض غير مباشر جاد. ويبقى أن نرى إلى أين ستصل دبلوماسية الخطابات في النهاية. لكن من غير المرجح، في الوقت الراهن، أن تؤدي هذه الدبلوماسية والمفاوضات غير المباشرة إلى أي انفتاح حقيقي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة