خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
رغم مُضي ثلاثة عشر عامًا على إعدام الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، وإسقاط نظام حكمه، إلا أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار لا تزال هي السمة الغالبة في المشهد العراقي. إلى جانب ذلك، فإن محور الصراع بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”إيران” يتخذ منحى جديدًا، بحسب مقالٍ نشره “المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة” في “إسرائيل”.
وتناول المقال تداعيات الهجوم الأميركي الأخير، الذي استهدف قواعد تابعة لميليشيات لـ (الحشد الشعبي) في “العراق”، وهي الميليشيات المدعومة من “إيران”. مشيرًا إلى تهديدات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للنظام الإيراني وتحميلة مسؤولية تحريض المتظاهرين العراقيين على إقتحام مبنى “السفارة الأميركية” في العاصمة العراقية، “بغداد”.
الحرس الثوري يُحرِّض العراقيين !
وفقًا للمقال، الذي نشره المركز الإسرائيلي، فإنه بعد أكثر من شهرين، ظلت خلالهما “المنطقة الخضراء” بالعاصمة، “بغداد”، مُغلقة في وجه المواطنين العراقيين – بسبب استمرار المظاهرات احتجاجًا على النفوذ الإيراني وتفشي الفساد في المؤسسات الحكومية العراقية – فقد تمكن آلاف المتظاهرين الشيعة الموالين لـ”إيران”، من الوصول إلى مقر “السفارة الأميركية” في “بغداد”.
وأخذ المتظاهرون يرددون هتافات معادية لـ”الولايات المتحدة الأميركية” ولـ”المملكة العربية السعودية”. وتم إقتحام مقر “السفارة الأميركية”، بعد البيان الذي أصدره (الحرس الثوري) الإيراني؛ وفيه أدان الهجوم الأميركي الذي استهدف قوات (كتائب حزب الله) العراقي، ودعا جماهير الشعب العراقي بالرد العملي على ذلك الهجوم الأميركي.
واشنطن تُوجه إنذارا للحرس الثوري..
فيما قال المحلل العسكري الإسرائيلي، “يوسي كوبرفاسر”، إن الهجوم الأميركي الأخير، الذي استهدف (كتائب حزب الله) العراقي؛ يُعد بمثابة إنذار لـ”الحرس الثوري” الإيراني، مضيفًا أن “إسرائيل” ربما تكون هدفًا في المستقبل القريب للميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لـ”إيران”.
يرى “كوبرفاسر”؛ أن النظام في “طهران” يتبنى أسلوب حرب الاستنزاف ضد “الولايات المتحدة” لإقناعها بالتراجع عن العقوبات التي فرضتها على “إيران”. وتستخدم “إيران”، الميليشيات الشيعية المسلحة، في استهداف القوات الأميركية داخل الأراضي العراقية، حتى تدرك إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أن “العقوبات الاقتصادية الأميركية” لم تُرغم “إيران” على الإستكانة والإستسلام.
الميليشيات العراقية ذراع إيران !
ولفت “كوبرفاسر”؛ إلى أن هناك جهات إيرانية متشددة، تود تنفيذ عمليات أشد قسوة ضد الأهداف الأميركية في المنطقة، وهناك جهات إيرانية أخرى معتدلة، لا تريد مزيدًا من التصعيد ضد “الولايات المتحدة”، لكن القرار المُتفق عليه في “طهران”، هو استخدام الميليشيا المسلحة العراقية، باعتبارها ذراع “إيران”، لشن عمليات عسكرية بالوكالة ضد القوات والبعثات الدبلوماسية الأميركية.
وربما تود “إيران” أن تتخذ مزيدًا من التصعيد لتوجه ضربات أكثر قوة لـ”الولايات المتحدة”، ولكن يبدو أن المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، لا يود ذلك حاليًا.
استهداف إسرائيل.. غير مُسبعد..
وعلى الجانب الآخر؛ فقد يُقدِم الإيرانيون على استفزاز “الولايات المتحدة”، عبر توجيه ضربة لـ”إسرائيل”. إذ من الممكن أن تقوم القوات الإيرانية المتواجدة في “سوريا” بتوجيه ضربة موجعة لـ”إسرائيل”، لتكون بمثابة رسالة قوية لـ”الولايات المتحدة”.
يضيف المحلل الإسرائيلي؛ أنه يتواجد الآن بالفعل داخل الأراضي السورية، ميليشيات شيعية كثيرة مدعومة من “إيران” وتتمركز على مقربة من الحدود الإسرائيلية. وعلى أية حال فإنه في ظل الصدام “الأميركي-الإيراني”، لن يكون مُستبعدًا على الإطلاق، أن تتعرض “إسرائيل” هي الأخرى للإعتداءات غير المباشرة من جانب “إيران”.