19 أبريل، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

القمة “الروسية-الصينية” .. تحدٍ واضح للصراع الذي تشنه واشنطن على مستوى العالم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة ستسبب قلقًا أميركيًا، وصل الرئيس الصيني، “شي جينبينغ”، الأربعاء الماضي، إلى “روسيا” في زيارة تهدف إلى فتح “حقبة جديدة” من الصداقة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين؛ في سياق تبادل عقوبات وحرب تجارية بين “بكين” و”واشنطن”.

وأعلن “شي”، لدى وصوله إلى مطار “موسكو-فنكوفو” الدولي، حيث استقبل بحفاوة: “أنا واثق من أن هذه الزيارة ستؤتي ثمارها”. وأضاف أن هذه الزيارة تأتي في إطار “التشجيع على تطوير العلاقات (الروسية-الصينية)، وعلى شراكة شاملة وتفاعل إستراتيجي في حقبة جديدة”، حسبما أفادت وكالات أنباء روسية.

وأكد مستشار الكرملين، “يورى أوشاكوف”، الإثنين الماضي، أن: “هذه الزيارة حدث حاسم بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية”، مذكرًا بأن الاتحاد السوفياتي “كان أول بلد يعترف بجمهورية الصين الشعبية غداة إعلانها”، في عام 1949.

نجاح في المجال الاستثماري..

خلال مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيسين، عقد في أعقاب محادثاتها في “موسكو”، أكد “بوتين” أنه و”شي” تناولا القضايا المتعلقة بالتعاون الاقتصادي بين الدولتين بصورة مفصلة.

وذكر أن التبادل التجاري بين “روسيا” و”الصين” بلغ، في العام الماضي، مستوى قياسيًا، (108 مليارات دولار).

كما أشار “بوتين” إلى نجاح ملحوظ حققته الدولتان في المجال الاستثماري، كاشفًا عن حوالي 30 مشروعًا استثماريًا تنفذ حاليًا بمشاركة رؤوس الأموال الصينية، ويبلغ إجمالي قيمتها 22 مليار دولار. ولفت إلى أن جزءًا كبيرًا من هذا المبلغ، (3.5 مليار دولار)، خصص لتمويل المشاريع في مناطق الشرق الأقصى الروسي.

من جانبه؛ نوه “شي جين بينغ” بأن التعاون بين البلدين يشهد تطورًا نوعيًا، الأمر الذي يجد إنعكاسه في نجاح المشاريع المشتركة بين البلدين في مجالات الطاقة والاستثمارات والفضاء والطيران.

وذكر أنه و”بوتين” اتفقا على أن “روسيا” و”الصين” ستواصلان العمل لتحقيق التطابق بين المبادرة الاقتصادية الصينية المعروفة باسم “حزام واحد طريق واحد”، والتعاون الاقتصادي الأوراسي، وذلك في إطار تطوير التكامل الاقتصادي الإقليمي.

واتفق الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ونظيره الصيني، “شي جين بينغ”، على تركيز الجهود لزيادة التبادل التجاري بينهما بالعملات المحلية.

ووجدت مسارات التعاون الاقتصادي بين البلدين إنعكاسها في نص أحد الإعلانين المشتركين الموقعين من قِبل زعيمي البلدين، ألا وهو الإعلان المشترك عن “تطوير علاقات الشراكة الكاملة والتعاون الإستراتيجي في العهد الجديد”.

هواوي” تجد طريقًا لها في روسيا..

وفيما بدا أنه تحدِ للصراع الذي تشنه “واشنطن” ضدها على المستوى العالمي، وقعت شركة “هواوي” الصينية مع شركة “إم. تي. إس” الروسية، اتفاقية شراكة لتطوير وإطلاق شبكات الجيل الخامس من الإنترنت في “روسيا”.

وجرى توقيع الاتفاقية بين “هواوي” و”إم. تي. إس”؛ خلال حفل حضره الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ونظيره الصيني، “شي جينبينغ”، وعدد من الشخصيات الروسية والصينية، عشية إنطلاق فعاليات “منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي” الذي تشهده “روسيا” حاليًا.

جاء ذلك فيما منحت “وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات” الصينية، أمس الأول، تراخيص الاستخدام التجاري لتكنولوجيا الجيل الخامس إلى 4 شركات. وتوقعت “هواوي” أن تقود شبكة (G5) الصينية العالم قريبًا.

ومن خلال هذه الخطوة تكون “الصين” قد قطعت شوطًا كبيرًا في مسعاها؛ لأن تصبح الرائدة في العالم في تكنولوجيا الاتصالات، وسط منافسة شديدة من “الولايات المتحدة”.

في غضون ذلك؛ أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، الأربعاء، أنه سيقرر بعد “قمة مجموعة العشرين”، في نهاية حزيران/يونيو الحالي، في “أوساكا” باليابان، ما إذا كان سينفذ تهديده بفرض رسوم جمركية مشددة على كامل الواردات القادمة من “الصين”، موضحًا: “سألتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ، وسنرى ما سيجري”.

وكان “ترمب” قد هدد بزيادة الرسوم الجمركية على بضائع مستوردة من “الصين”؛ بقيمة تزيد على 300 مليار دولار.

دعم “روسي-صيني” لإيران..

والأمر الذي قد يزيد استفزاز “واشنطن”، أنه في ختام الاجتماعات، أعرب بيان مشترك لـ”روسيا” و”الصين” عن دعمه لـ”إيران”؛ وأشاد بتنفيذ “إيران” لمتطلبات خطة العمل الشاملة المشتركة أو “الاتفاق النووي” الإيراني مع القوى العالمية، حسبما ذكرت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية.

وأكد البلدان إلتزامهما بالحفاظ على علاقات جيدة مع “إيران”، وقال البيان: “يؤكد الطرفان على ضرورة حماية تعاونهما التجاري والاقتصادي متبادل المنفعة مع إيران؛ ويعارضان بشدة فرض عقوبات من جانب واحد من قِبل أي دولة تحت ذريعة تشريعاتها الوطنية”.

ودعا الجانبان، “إيران”، إلى الإمتناع عن خطوات لاحقة متعلقة بالتخلي عن إلتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة، ويدعوان بقية أطراف الاتفاق إلى الإلتزام بتعهداتهم.

يُذكر أن “الولايات المتحدة” قد أعلنت، في آيار/مايو عام 2018، انسحابها من الاتفاق حول برنامج “إيران” النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، وأعادت فرض العقوبات على “طهران”. وردًا على ذلك؛ أعلنت “الجمهورية الإسلامية”، في آيار/مايو الماضي، عن تعليق تنفيذ بعض إلتزاماتها بموجب “الاتفاق النووي”.

تطابق حول معظم القضايا الدولية..

وذكر “بوتين” أن هذه القمة أكدت أن مواقف البلدين متطابقة أو قريبة جدًا حول معظم القضايا الدولية الملحة.

وبَين أن الطرفين شددا، عبر إعلان مشترك موقع أمس، حول تعزيز الاستقرار العالمي الإستراتيجي في العقد المعاصر، على الموقف المبدئي لـ”روسيا” و”الصين” حول رفضهما تدمير نظام الاتفاقات العامل حاليًا في مجال السيطرة على الأسلحة ونزعها ومنع انتشارها.

ولفت “بوتين” إلى: “تطابق مواقف البلدين حول تقديم الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية”، موضحًا: “يجري العمل على تطبيق خارطة الطريق الخاصة بالتسوية في المنطقة”.

وتابع “بوتين”: “إننا ننطلق من أنه لا بديل للتسوية السلمية والسياسية الدبلوماسية لقضايا المنطقة، بما في ذلك النووية. سنواصل العمل مع الشركاء الصينيين لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز الأمن في آسيا الشمالية الشرقية بشكل عام”.

كما أكد “بوتين” أن: “روسيا والصين تعملان لإيجاد تسوية سلمية في سوريا، وتدعوان إلى إرساء الاستقرار للأوضاع في فنزويلا”.

تبتعد عن السوق الأوروبية في إتجاه السوق الصينية..

المحلل الروسي، “ألكسندر غابوييف”، يلاحظ أن “روسيا” التي تلقي اقتصادها ضربة قاسية إثر العقوبات الأوروبية والأميركية، في عام 2014، على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم “القرم”، تحاول “الإبتعاد عن السوق الأوروبية في إتجاه السوق الصينية”.

وباتت “الصين”، أيضًا؛ “مستثمرًا مهمًا جدًا” في الاقتصاد الروسي ومانحًا للقروض إلى “روسيا” في وقت إنسحب فيه لاعبون دوليون آخرون خصوصًا بسبب العقوبات، بحسب “غابوييف”؛ لوكالة (فرانس برس).

من جهة أخرى؛ يبدو أن التفاهم السياسي بين هذين العضوين الدائمين في “مجلس الأمن الدولي”، اللذين غالبًا ما يصوتان بشكل مماثل في اجتماعاته، مستقر.

توقيتها هام للغاية..

من جانبها؛ قالت الدكتورة “نادية حلمي”، خبيرة الشؤون الآسيوية، إن القمة “الروسية-الصينية” المشتركة، جاءت في توقيت هام للغاية، وهو التوقيت الذي تخوض فيه “الصين” حربًا تجارية مع “الولايات المتحدة الأميركية”، منذ أن فرضت “واشنطن” حواجز جمركية على بعض المنتجات الصينية.

وأضافت “حلمي”؛ أن الصحف الصينية الصادرة من “بكين”، في الأيام القليلة الماضية، قد هددت “الولايات المتحدة” بإيقاف تصدير بعض المعادن الثمينة وبعض المعادن النادرة التي تدخل في تصنيع التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، وهو ما زاد من المخاوف الأميركية.

تستهدف خلق منظومة جديدة..

وحول أهمية تطور العلاقات الإستراتيجية بين “روسيا” و”الصين”، يقول المحلل السياسي، “تيمور دويدار”: “إن الصين وروسيا يبحثان خطة مهمة للغاية، وهي التبادل بالعملات المحلية وخلق منظومة جديدة”.

وتابع “دويدار”: سوف تحاول “الولايات المتحدة” الهيمنة ضد القطب الجديد بين الروسي الصيني، وكل ما يهم “روسيا” و”الصين” هو الاستقرار الأمني في العالم لتنشيط الصناعة وقطاع المحروقات.

وحافظت “روسيا” على علاقة أوثق من أي وقت مضى مع دولة “الصين” المجاورة، خلال السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تدهورت فيه علاقات “موسكو” مع الغرب بسبب الأزمة مع “أوكرانيا”.

ويمرّ البلدان، لأسباب شتى، بفترة توتر قوي مع “الولايات المتحدة”. والعلاقات “الروسية-الأميركية” متزعزعة على خلفية اتهامات التدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016، وكذلك بسبب خلافات أخرى عديدة، من بينها الخلاف حول نزع السلاح. وتتواجه من جهتهما “بكين” و”واشنطن” في حربٍ تجارية لا يبدو أن لها نهاية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب