8 فبراير، 2025 3:59 ص

القضاء يكشف عن اعترافات “أبو ياسر” المعتقل بأنزال جوي

القضاء يكشف عن اعترافات “أبو ياسر” المعتقل بأنزال جوي

  كشفت السلطة القضائية العراقية اليوم اعترافات المسؤول المالي لتنظيم داعش المعتقل بانزال جوي على الحدود العراقية السورية مقرا بتلقي التنظيم اموالا من منظمات وشخصيات عربية واجنبية غبر تركيا حيث سيحال الى محكمة الجنايات المركزية بتهم تقوده الى حبل المشنقة.
وقالت السلطة القضائية ان إنزالاً جوياً لم تذكر تاريخه قد أطاح أحد المسؤولين الماليين في تنظيم داعش بناء على معلومات لجهاز المخابرات العراقي .. موضحة ان المتهم الذي مثل أمام محكمة التحقيق المركزية حاليا قد اقر بمعلومات عن تلقي التنظيم دعما من منظمات في دول عربية وأجنبية من خلال حوالات مالية كان يتسلمها.

أموال من منظمات وشخصيات عربية واجنبية
وقال المركز الاعلامي للسلطة القضائية في تقرير بصحيفته “القضاء” واطلعت عليه “أيلاف” الاثنين ان طائرة مروحية هبطت على نقطة حدودية بين العراق وسوريا وألقت القبض على أحد المسؤول المالي هذا لتنظيم داعش حيث كشف خلال التحقيق عن آلية وصول المبالغ من شخصيات ومنظمات تقع مقراتها في بلدان عربية أوروبية على شكل شحنات غذائية يجري تصريفها داخل ما يعرف بأراضي التمكين ومن خلالها يغذي التنظيم عملياته بالاموال .
ويكنى المسؤول المالي “أبو ياسر وهو سوري من مواليد عام 1992وكان يأمل أن يعمل محامياً وكاد الحلم أن يتحقق بدخوله كلية الحقوق جامعة حلب لكن حاله تغير بعد عام 2014، باتساع نفوذ داعش وإعلانه “دولة الخلافة”. ففي ذلك العام تحولت مدينته “منبج” السورية إلى ارض للتمكين وهو مصطلح يطلق على الأراضي التابعة لداعش وانتهى الحلم التعليمي إلى غير رجعة كما قال المعتقل ابو ياسر . 
ويشير ابو ياسر الى ان عناصر داعش كانوا يترددون عليه كونه صاحب محل لبيع المواد الغذائية ويشترون منه احتياجاتهم اليومية ويجبرونه على دفع الجزية تحت عنوان “الزكاة” حيث انهم قد سيطروا على المنطقة التي يوجد فيها متجره واحتلوا المباني الرسمية وبالتالي أصبحت الخلافة المزعومة صاحبة القرار الاول على جميع الأصعدة الحياتية للسكان. وعندما شاهد ابو ياسر السلاح والسلطة في اتخاذ القرارات اخذ يفكر بالانضمام إلى التنظيم وذلك بالتزامن مع إشارات صدرت من بعض مقاتلي داعش بأنهم يرحبون بالتحاق شباب المدينة بهم.

الانضمام لداعش
وبعد أيام دخل عليه احد المسؤولين في التنظيم وعرض عليه صراحة الالتحاق بما يسمى “دولة الخلافة الاسلامية” كونه واجبا دينيا يتحتم على المسلم الإيفاء به والمساهمة بـ “الجهاد في سبيل الله” كما قال موضحا انه تردد في بداية الامر ولم يبد موقفاً واضحاً وطلب مهلة للتفكير وبعد اقل من اسبوع ردعليهم بالموافقة لكنه أبدى تخوفه من المشاركة في العمليات العسكرية كونه لا يجيد استخدام السلاح ويخشى أن يفقد حياته، بخلاف شقيقه الذي يعمل مسؤولا في احدى القواطع الامنية لداعش في المنطقة نفسها .
ثم بدأ ابو ياسر بالحضور إلى مسجد منبج حيث يستمع إلى خطب التنظيم على لسان المسؤول الشرعي وهو تونسي الجنسية الذي كان يحرض الحاضرين على المواجهة العسكرية للقوات السورية المعروفة لديهم بالنظامية كونها وبحسب تعبيرهم تمثل السلطان الظالم ومصريهم جنهم وبالتالي يستجوب قتلهم اينما حلّوا. ثم اضطر بعد مبايعته زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إلى القيام ببعض الواجبات العسكرية والتحق بمفزرة ذات مهام امنية تقوم بحراسة الطرق اضافة إلى هجمات تعرضية ضد الجيش السوري كما شارك في اطلاق النار على ثكنات قافلات عسكرية في عمليات اسفرت عن قتل بعض الجنود وإصابة اخرين .
لكن ابو ياسر ابلغ مسؤوله العسكري بأنه غير قادر على استكمال الواجبات الأمنية وتذرع بتعرضه إلى حادث مروري عندما كان صبياً وأن قطعة من معدن البلاتين وضعت في ساقه تمنعه من التحرك بسرعة وحرية لاسيما مع اشتداد المعارك التي أصبحت شبه يومية.
مهام ادارية ومالية
ويشير التقرير الى ان مسؤولي التنظيم استجابوا لطلب أبو ياسر  وكلفوه بمهام ادارية مختلفة أولها  توزيع الرواتب الشهرية للمقاتلين المعروفة بـ”الكفالات” وإجراء عمليات حصر واسعة على مصروفات التنظيم لغرض إرسالها إلى المسؤول الإداري لما يعرف بـ”ولاية حلب” وإبلاغه بحجم الاحتياجات النقدية . ولان التنظيم يعتمد على التمويل الخارجي من منظمات وأشخاص فقد أتت الحاجة إلى استخدام شخص يمكن له تأمين إحضار المبالغ من بلدان العالم المختلفة لسد نفقات داعش على جميع الأصعدة إدارية كانت أم حربية. ويوضح التقرير ان معظم المقاتلين الموجودين في مدينة منبج هم من الجنسيات غير السورية لاسيما الأوروبية وأنهم يتخوفون من إرسال أسمائهم لغرض تحويل المبالغ النقدية اليهم  وجاء الحل من خلال متجر أبو ياسر  الذي فاتح شقيقه الثاني وهو يعمل تاجراً في تركيا منذ سنوات وابلغه بأنه يحتاج إلى تأمين ايصال مبالغ نقدية إلى منبج عبر الحدود مع سوريا.

تحويلات خارجية لداعش عبر تركيا
وعقب ذلك جرى الاتفاق على الية وهي أن يرسل المقاتل اسم التاجر كاملاً إلى الجهة المانحة مع نسخة من جواز سفره لكي تصل الأموال إلى تركيا ومن بعدها تدخل إلى سوريا على شكل شحنات بضاعة اغلبها غذائية.
ونتيجة لذلك فقد تحصل ابو ياسر على فائدة كبيرة من هذه العملية كونه ادخل بضاعة من تركيا مجاناً وبحراسة مشددة من عناصر داعش وقام ببيعها وإيداع عوائدها إلى التنظيم كمصدر للتمويل مقابل حصوله على هامش من الربح اسهم في زيادة دخله بشكل واضح كما قال. واوضح ان هذه الحوالات المالية قد تزايدت مع مرور الوقت بداية من عام 2015 ووصلت مبالغ كبيرة من منظمات وشخصيات في بلدان مختلفة من بينها فرنسا والنرويج وروسيا وسويسرا والبوسنة والدنمارك وتركمانستان وتركيا وقطر والسعودية ومصر وعلى أكثر من دفعة جميعها تتحول إلى بضائع يقوم بإرسالها إلى منبج شقيق ابو ياسر لغرض تصريفها .

انزال جوي يعتقل ابو ياسر
وعقب ذلك اضيفت مهمة اخرى إلى ابو ياسر الذي اشتهر في ولاية حلب بعدما اصبح مسؤولاً ادارياً لقاطع منبج فقد تم تكليفه بإرسال أموال إلى ما يعرف بولاية نينوى في العراق . وقد نجح في مرات عدة بعبور الحدود عندما كانت خاضعة لسيطرة التنظيم وفي إحدى المرات قامت بمتابعته القوات العسكرية العراقية بناء على معلومات لجهاز المخابرات وأنزلت عليه طائرة هليكوبتر وألقت القبض عليه وبحوزته جواز سفر غير مختوم يؤكد دخوله غير الشرعي إلى العراق. 
وتشير السلطة القضائية الى انه قد تم نقل أبو ياسر بعد اعتقاله إلى الجهات التحقيقية واعترف قضائياً بكيفية انضمامه إلى تنظيم داعش والمهام التي اوكلت له وصدقت تلك الاقوال من محكمة التحقيق المركزية .. واوضحت ان القاضي المختص يتولى حالياً تهيئة اوراقه تمهيداً لإحالته على محكمة الجنايات المركزية للنظر في قضيته وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب عن جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة