26 نوفمبر، 2024 9:54 ص
Search
Close this search box.

القضاء على الـ “PKK” .. هدية الحكومة العراقية إلى “إردوغان” !

القضاء على الـ “PKK” .. هدية الحكومة العراقية إلى “إردوغان” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم كل التأكيدات حول وجود توغل تركي داخل الأراضي العراقية، نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية، “سعد الحديثي”، امتلاكه أي معلومات تفيد بوجود أي توغل تركي داخل الأراضي العراقية، مؤكداً على أن الحكومة بصدد التحقق من الأمر للتعبير عن موقفها.

وقال “الحديثي”: “ليس لدي، حتى الآن، معلومات مفصلة أو حقائق أكيدة بصدد الموضوع، وبالتالي أنتظر توفر المعلومات لإعطاء موقف بهذا الخصوص”.

وأعلن أن “الحكومة العراقية ملتزمة بضمان عدم بدء أعمال عدائية من داخل الأراضي العراقية، ضد الدول المجاورة، وبالتالي فهي تعمل على منع أي إعتداء ضد دول الجوار”.

توغل تركي داخل الأراضي العراقية..

كان مسؤول في “إقليم كردستان العراق” قد أعلن، الأحد 18 آذار/مارس 2018، أن الجيش التركي توغل نحو 15 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية وأقام 12 ثكنة عسكرية فيها، مؤكداً وقوع معارك عسكرية مع “حزب العمال الكردستاني”.

وصرح مدير ناحية سيدكان، “إحسان جلبي”، إن “مواجهات قوية شهدها المثلث الحدودي العراقي التركي الإيراني، أوضح الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني منذ يومين، وإن تركيا استخدمت الأسلحة الثقيلة والطائرات”.

وأردف المسؤول الكردي، في تصريحات لمواقع محلية، أن “الجيش التركي يخطط لشن هجوم واسع على مواقع حزب العمال الكردستاني في المثلث الحدودي العراقي التركي الإيراني”.

صدامات متبادلة بين “حزب العمال الكردستاني” والقوات التركية..

من جهته، صرح أمين عام وزارة “البيشمركة” الكردية، (قوات إقليم كردستان الرسمية)، إن “الوزارة ليس لديها أي قوات في تلك المنطقة لكي تعطي معلومات دقيقة، وليست لدينا أية أجهزة للرصد فيها”.

موضحاً، “جبار ياور”، أن “هذه المناطق وعرة وتقع على المثلث العراقي التركي الإيراني، في مناطق خوار كورك، ولا وجود لأي قوات من الإقليم فيها، لهذا ليست لدينا معلومات دقيقة عن المساحة التي دخلت فيها القوات التركية”.

وأعلن: “هناك معلومات عن مصادمات بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني في هذه المنطقة، وأن قصف يومياً للطائرات التركية والمدفعية تشهده تلك المناطق، لكننا لا نملك تفاصيل حول مدى التوغل التركي”.

وأشار “الياور” إلى: أن “الأمر يعود للحكومة الاتحادية في بغداد، لأن لديها طائرات تسجيل في تلك المناطق، لأن الموضوع سيادي عراقي بحت، ويجب على وزارتي الدفاع والخارجية العراقيتين أن تتبعاه، لأن الأراضي مسألة سيادية تعود للدولة الاتحادية”.

صور تؤكد وجود القوات التركية..

نشرت مواقع محلية عراقية، الأحد الماضي، صوراً صرحت إنها لقوات من الجيش التركي داخل الأراضي العراقية، وقالت إنهم أقاموا ثكنات عسكرية فيها.

كما قال البرلماني الكردي، “علي حمه صالح”، إن قوات تركية توغلت داخل أراضي “إقليم كردستان العراق” مسافة 15 كيلومتر، حسب بيان نشره عبر (فيس بوك).

وأضاف “صالح” أن القوات التركية وصلت إلى “عدد من قرى ناحية سيدكان؛ وخصوصاً قرى برازكر وطوبزاوة”.

ونشر عضو برلمان كردستان صوراً للقوات التركية؛ يقول إنها التقطت، الأحد، داخل أراضي الإقليم.

يمثل خرقاً للحدود العراقية..

وجه “صالح” رسالة إلى​ حكومتي “بغداد” و”أربيل”، وكذلك للمجتمع الدولي، لوقف ما وصفه بـ”خرق لحدود البلد … وجلب الشر من قبل تركيا إلى أراضي إقليم كردستان”.

مهلة لمدة 10 أيام..

قبل نحو أسبوع، أمهل مجلس محافظة “نينوى” ومركزها “الموصل”، “حزب العمال الكردستاني”، مدة عشرة أيام لإخراج عناصره المسلحة من قضاء “سنجار” التابع للمحافظة العراقية.

وصرح رئيس المجلس، “بشير كيكي”، إن مسلحي “العمال الكردستاني”؛ “يسيطرون على الأبنية الحكومية في سنجار، وإنّ قرار إمهالهم 10 أيام للخروج من القضاء، أتى بعد اجتماع بين المجلس والحكومة المركزية في بغداد”.

وسبق أن أعلنت تركيا، على لسان رئيس الحكومة ووزير الخارجية، عن اتفاق مع الحكومة العراقية على تطبيق عملية مشتركة ضد المسلحين الأكراد شمال العراق.

رفض عراقي لتواجد الـ (PKK)..

كان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي، “سليم الجبوري”، قد قال، السبت، إن “الجبوري جدد رفض البرلمان العراقي لأي تواجد مسلح على أرض العراق من شأنه أن يهدد أمن المنطقة؛ وخصوصاً قوات الـ (PKK)، وأن العراق مستعد للتعاون مع الجمهورية التركية للقضاء على مثل هذه الظواهر”، على حد قوله.

تفاهم مشترك لمكافحة المنظمة..

كان المتحدث باسم الحكومة التركية، “بكر بوزداغ”، قد قال، يوم الإثنين الماضي، إن المباحثات مع الحكومة العراقية بخصوص عملية عسكرية محتملة ضد “حزب العمال الكوردستاني” في شمال العراق، كانت إيجابية، وتم التوصل من خلالها إلى تفاهم مشترك بشأن مكافحة المنظمة.

وأضاف “بوزداغ”؛ إن “المباحثات مع الحكومة العراقية كانت إيجابية، والحكومة العراقية توصلت إلى تفاهم مشترك مع تركيا ضد المنظمة الإرهابية، وفي إطار هذا التفاهم سيواصل الجانب العراقي مكافحة الإرهاب بحزم”.

وعن توقيت بدء عملية مكافحة الإرهاب المرتقبة في شمال العراق، قال المتحدث: “عندما تبدأ العملية سوف يسمع بها الجميع، وينبغي ألا يتوقع أحدٌ مني إعطاء جدول زمني بشأنها، سيعلم الجميع أنها قد بدأت عندما يرون طائراتنا الحربية ومقاتلينا”.

وكان وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، قد قال، في الثامن من الشهر الجاري، إن “أنقرة” و”بغداد” ستنفذان عملية عسكرية مشتركة ضد مسلحي “حزب العمال” في شمال العراق، في أيار/مايو المقبل.

يجب التعامل مع القوات التركية كقوات معادية..

فيما دعا رئيس كتلة التغيير النيابية، “أمين بكر”، الإثنين، الحكومة الاتحادية لرفع شكوى للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي ضد العدوان التركي على الأراضي العراقية، مشدداً على “ضرورة التعامل مع القوات الغازية لأراضينا كقوات معادية”.

قائلاً “بكر”، في بيان، إن “توغل القوات التركية المحتلة لمسافة أكثر من 15 كم داخل الأراضي العراقية، وتحديداً في منطقة سيدكان بمحافظة أربيل، هو أمر غير مقبول ويعتبر احتلال صريح لأراضي دولة ذات سيادة وعضو بالأمم المتحدة”، مبيناً أن “هذا الاحتلال سبق وأن حذرنا منه وطالبنا الحكومة العراقية بإتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة واستخدام كافة الوسائل للضغط على إردوغان للكف عن مطامعه ومشاريعه التوسعية بالمنطقة”.

وأضاف أن “الحكومة العراقية عليها إتخاذ موقف صريح وواضح من هذه التدخلات والتوغل داخل الأراضي العراقية وتقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي مع مخاطبة الدول الكبرى في العالم للضغط على حكومة إردوغان لإيقاف عدوانها وسحب قواتها فوراً من الأراضي العراقية”.

وأكد على أن “القوات المحتلة التركية ينبغي التعامل معها وفق قرار البرلمان الاتحادي؛ الملزم بضرورة سحب القوات التركية من الأراضي العراقية، واعتبارها قوات معادية، وأن يتم استخدام كافة الوسائل المتاحة للرد على هذا العدوان والدفاع عن سيادة العراق وشعبه وأرضه”.

وينشط عناصر “حزب العمال” المعروف اختصاراً، بالـ (PKK)، في مناطق محاذية للحدود بين العراق وتركيا، وتنفذ أنقرة بين الحين والآخر غارات جوية على تلك المواقع، تقول إنها تستهدف تجمعات عناصر “حزب العمال”، الذي تعتبره منظمة إرهابية.

سيكون عمل الجانب العراقي استخباري ولوجيستي..

مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية، الدكتور “معتز محي عبدالحميد”، يقول حول هذه العملية العسكرية التركية في العراق: “إن العملية العسكرية التركية الأخيرة في شمال العراق كانت متوقعة، والحكومة التركية خططت ونسقت مع الحكومة العراقية بشأنها، وذلك بعد زيارات متبادلة بين الطرفين قبل استفتاء إقليم كردستان، وهذه الزيارات أثمرت عن إستراتيجيات عسكرية مشتركة ومهمات لوجيستية لمكافحة حزب العمال الكردستاني في المدن العراقية، خصوصاً وإن هذا الحزب يتمركز في نقطة أساسية تقع في جبال قنديل”.

وأضاف “عبدالحميد”: “أنا أعتقد سوف يكون عمل الطرف العراقي استخباري ولوجيستي لمساعدة القوات التركية التي لا تستطيع الدخول إلى مسافات بعيدة داخل الأراضي العراقية المحددة بعشرة أو خمسة عشر كيلومتراً داخل الحدود، ويجب أن نذكر أن حزب العمال الكردستاني تمدد بشكل أكبر بمساعدة بعض المجاميع الكردية في إقليم كردستان بإتجاه سنجار، وخطورة حزب العمال أصبحت واقع حال تهدد الأمن العراقي، ولا يمكن إخراجه إلا بمساعدة دولية، خصوصاً من الجانب التركي، حيث الأتراك يعرفون أساليب مسلحي الحزب الإجرامية، فيجب التعاون من أجل إخراج حزب العمال أو القضاء عليه والقبض على قياداته المتمركزة في جبال قنديل، حيث أن هذا الحزب مرفوض حتى من قبل السكان المحليين في المناطق التي يتواجد فيها”.

إقليم كردستان” هو من سهل لهم دخول العراق..

عن إمكانية اخراج مسلحي “حزب العمال الكردستاني” سلمياً، يقول “عبدالحميد”: “لم تفلح الطرق السلمية بإخراج مسلحي حزب العمال الكردستاني، حيث يقول قادة هذا الحزب أن إقليم كردستان هو من سهل لهم هذه المهمة في دخول العراق وأعطاهم وعود بإيجاد حكومة محلية في سنجار، التي هي عبارة عن جبل كبير يمتد بين الحدود العراقية السورية، وهو موضوع خطر يهدد كل من سوريا وتركيا، فأعتقد أن الحكومة العراقية لم تفصح عن موضوع التعاون التركي العراقي، والأكراد يعيشون اليوم في مأزق كبير جداً أمام الأتراك والحكومة العراقية في الحيلولة دون تمدد عناصر حزب العمال الكردستاني إلى مناطق كردستانية أخرى”.

الفراغ الأمني بعد 1991 تسبب في تواجد الحزب..

حول إستجابة “حزب العمال الكردستاني” لقرار مجلس محافظة “نينوى”، للإنسحاب، يقول أستاذ العلوم السياسية في “جامعة صلاح الدين”، الدكتور “عبدالحكيم خسرو”: أنه “ربما من الصعب جداً تطبيق قرارات مجلس محافظة نينوى على حزب العمال الكردستاني، كون تواجد الحزب في سنجار لم يكن بطلب رسمي وموافقة مجلس المحافظة، كما أن هناك الجيش التركي الذي لم ينسحب على الرغم من مطالبة الحكومة العراقية بضرورة إنسحابه، وبالتالي فإن ظروف الحرب ضد (داعش) خلقت نوع من الفراغ الأمني واستغلت تلك الجماعات هذه الظروف وقامت بتأسيس قواعد لها بعيدة عن سلطتي الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان، وهي إشكالية كبيرة وقديمة عندما توغل هذا الحزب في مناطق الإقليم في جبال قنديل، وهي مناطق من الصعب السيطرة عليها، وبالتالي فإن وجود معسكرات ومقاتلي الحزب كان بسبب وجود فراغ أمني بعد العام 1991، ولحد الآن لم تستطع الحكومة الكردستانية التفاهم مع حزب العمال الكردستاني كي يرمي سلاحه ويتحرك كحزب سياسي، ولكي يتمكن من البقاء في الإقليم، وليس كتواجد عسكري، على الرغم من أنه وفي السنوات الماضية، عندما بدأ القتال بين الحزب والحكومة التركية، كان هناك نوع من التواصل بوساطة حكومة الإقليم، حيث مع هذه الوساطة تراجع حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية بإتجاه جبال قنديل، على أن تقوم الحكومة التركية من جانبها بخطوات قانونية تتضمن العفو عن المسلحين لغرض الدخول في مفاوضات مباشرة، وانتهت هذه الصفحة بسبب تجدد القتال بين الطرفين وانتهت معها عملية السلام، رأينا بعدها تواجد للحزب في منطقة سنجار وبعض المناطق الحدودية، وكل هذا التواجد يعطي مبرراً للقوات التركية في التدخل والاستهداف العسكري للمناطق التي يتواجد فيها الحزب، حيث تضرر بشكل كبير أهالي هذه المناطق من عمليات القصف التركية التي تسببت بسقوط العديد من المدنيين”.

وأضاف “خسرو”: “هذا الموضوع أوجد نوع من التقارب التركي العراقي الإيراني للقيام بعمليات مشتركة وإنهاء حزب العمال الكردستاني، ويشير البعض إلى أن هذا التقارب لا يستهدف فقط حزب العمال الكردستاني، وإنما إقليم كردستان برمته”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة