7 مارس، 2024 8:51 م
Search
Close this search box.

القصف الإسرائيلي لقاعدة “تيفور” .. استهداف إيران على أرض نفوذها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في هجوم مفاجيء، صباح الإثنين 9 نيسان/أبريل 2018، استيقظت سوريا على هجوم صاروخي، اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءه، حيث قصفت قاعدة جوية عسكرية قرب مدينة “حمص” وسط البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إن “طائرات إسرائيلية من طراز (إف-15) أطلقت عدة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية” استهدفت القاعدة.

واستهدف هجوم، الإثنين، قاعدة “تياس” الجوية، المعروفة باسم “تيفور”، وأودى بحياة 14 شخصًا، بحسب مراقبين.

ونشرت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية صور وأسماء من قالت إنهم ثلاثة من أفراد “الحرس الثوري” الإيراني قتلوا في الغارات.

وقد اتهمت سوريا، في البداية، الغرب بالوقوف وراء القصف، إذ كان كل من الولايات المتحدة وفرنسا قد هددتا بالرد على الهجوم الكيميائي المزعوم، بيد أنهما نفيا قيامهما بقصف القاعدة.

إسرائيل أبلغت أميركا قبل القصف..

فيما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل أبلغت واشنطن بخططها للهجوم على منشآت عسكرية في سوريا.

وبحسب شبكة (إن. بي. سي) الإخبارية: “أكد مسؤولان أميركيان أن الجيش الإسرائيلي هو الذي نفذ الهجوم على قاعدة جوية في سوريا”، وهو أمر لم تعترف به إسرائيل رسمياً حتى الآن، وأضافت، أن “إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا بالهجوم”.

رد مباشر على نجاح الجيش السوري..

ثم عادت سوريا لتحذر من التداعيات الخطيرة للإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية، مؤكدة على أن الإعتداء على “مطار تيفور” بريف “حمص”؛ ما كان ليتم لولا دعم الإدارة الأميركية.

وقالت وزارة الخارجية السورية، في رسالة وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية، (سانا)، إن هذا الإعتداء الإسرائيلي يشكل ردًا غير مباشر على نجاح الجيش السوري في طرد المجموعات الإرهابية المسلحة من دمشق وريفها ومناطق سورية أخرى، مشيرة إلى أن هذا الإعتداء الإسرائيلي ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأميركية.

نتانياهو” يهدد بضرب كل من يلحق الضرر بإسرائيل..

بعد القصف؛ قال رئيس وزراء الاحتلال، “بنيامين نتانياهو”، “اليوم.. إنّ إسرائيل ستضرب كل من ينوي إلحاق الضرر بها”.

وقال “نتانياهو”: “لدينا قاعدة بسيطة، وهي إذا حاول شخص ما ضربك، إنهض وأضربه أولاً”، وأضاف خلال زيارة لبلدة “سديروت”، أنّ كلمة الأمن تلخص سياسة إسرائيل.

رسالة لإيران..

كما قال “عاموس يادلين”، رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي سابقًا، إن قصف “مطار تيفور” العسكري السوري رسالة لإيران، مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي لن يسمح ببناء قوة عسكرية إيرانية على أرض سوريا.

ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، عن “يادلين” قوله، إن طهران تريد بناء قواعد عسكرية في سوريا، وهو هدف تسعى إليه، بينما مهمة الجيش الإسرائيلي هي إقصاء إيران عن هذا الهدف الذي يهدد أمن إسرائيل.

وأضاف “يادلين”، أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح كذلك للجيش السوري بأن يتوسع في مناطق سورية لبسط نفوذه فيها من خلال استخدام أسلحة كيماوية في منطقة “الدوما”، زاعمًا في الوقت ذاته أن الهدف من القصف هو الرد على استخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام السوري.

سلاح الجو الإسرائيلي عاد للعمل..

سبقه في تصريحات لصحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ وزير الدفاع الإسرائيلي، “أفيغدور ليبرمان”، قائلًا: إن “سلاح الجو الإسرائيلي عاد للعمل في سوريا” مرة ثانية.

وترى صحيفة (هاأرتس) الإسرائيلية، في مقال للكاتب، “عاموس هارل”، نشرته الإثنين؛ إن إسرائيل لم تعد تجلس على هامش الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط، بل أصبحت تلعب دورًا أكثر نشاطًا.

مضيفة أنه لم تكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل ضربات ضد دمشق، ففي آذار/مارس من العام الماضي، وشباط/فبراير من هذا العام، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن ضرب القاعدة الجوية في “مطار تيفور”، وهو المطار الذي يتواجد فيه مستشارين عسكريين إيرانيين.

وفي شباط/فبراير الماضي؛ دمر سلاح الجو الإسرائيلي مركزًا إيرانيًا للتحكم في القاعدة الجوية، وذلك بعد أن دخلت طائرة إيرانية بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي، وأيضًا بعد أن أسقط الإيرانيون طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز (F-16).

خطوط حمراء..

قالت صحيفة (هاأرتس)؛ إن إسرائيل حددت بالفعل خطوطًا حمراء منذ اندلعت الحرب الأهلية السورية، إذ أعلنت أنها ستعمل على إحباط تهريب أسلحة متطورة من سوريا إلى “حزب الله” في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسب الإعلام الأجنبي إلى إسرائيل عشرات الغارات الجوية ضد قوافل الأسلحة ومستودعات الأسلحة في سوريا.

وفي العام الماضي؛ رسمت إسرائيل خط أحمر آخر؛ وهو تحصّن إيران داخل سوريا، بحسب الصحيفة العبرية.

الضربة لها سياق إستراتيجي أوسع..

أضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه يجب النظر إلى الضربة الإسرائيلية – إذا كانت هي من شنتها – في سياق إستراتيجي أوسع، لافتة إلى ما يحدث بشكل عام في سوريا من هجوم الكيماوي على مناطق المعارضة في “دوما بـ”الغوطة الشرقية”، والتأثير الروسي الإيراني المتنامي في سوريا؛ والتصريحات الصادرة عن إدارة “ترامب” حول سحب القوات الأميركية من البلاد.

وفي الأربعاء الماضي، التقى رؤساء “تركيا وروسيا وإيران” في العاصمة التركية، “أنقرة”، لعقد قمة تتناول الترتيبات التي “تقسّم السلطة والنفوذ في سوريا”، بحسب تعبير الصحيفة.

اعتبرت الصحيفة هذا التحالف بين الدول الثلاث والموقف الأميركي، الذي وصفته بالباهت، أحد أسباب قيام الرئيس السوري، “بشار الأسد”، باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد معارضيه في “دوما”، مُرجعة الخطأ الأكبر إلى الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، عندما تساهل مع “الأسد” وأعاد النظر في استخدام إجراءات عقابية ضده، بعد أن ثبتت أول مذبحة له باستخدام الأسلحة الكيماوية في صيف عام 2013.

وتم الاتفاق في ذلك الوقت، من خلال الوساطة الروسية، بأن يتخلى النظام السوري عن أسلحته الكيميائية، “ولكن يبدو أن النظام أحتفظ بكمية معينة من الأسلحة الكيميائية القابلة للاستخدام”، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وترى (هاأرتس)؛ أن “ترامب” لا يتصرف بشكل مختلف عن سلفه الرئاسي، “أوباما”، وحتى لو قامت الولايات المتحدة بفرض إجراءات عقابية، فـ”الأسد” أصبح واثقًا بأنه يستطيع فعل ما يريد بدعم من “روسيا”، وأن “أميركا” في طريقها للخروج من بلاده.

مصدر قلق لإسرائيل..

أشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذه الأحداث لها تأثيرات عديدة على إسرائيل، فما يجري يعزز ثقة “الأسد” بنفسه، وهو ما يمكن أن يدفع به لاستخدام أي وسيلة لإستعادة السيطرة على الأراضي السورية؛ ومنها “الجولان”.

وأكدت (هاأرتس) على أن معظم ما تقرر بين الدول الثلاث – “تركيا وإيران وروسيا” – في “قمة أنقرة” هو مصدر قلق لإسرائيل، قائلة: “يبدو أن إيران تلقت دعمًا لاستمرار جهودها لترسيخ وجود لها في سوريا، بما في ذلك المواقع القريبة من الحدود الإسرائيلية”.

وشددت على أن هذه خطوات يمكن أن تسرع من الجهود الإسرائيلية لمواجهة الوجود الإيراني، كما هدد رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، ووزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”.

إسرائيل أنابت عن الولايات المتحدة في تنفيذ الإعتداء..

يرى الخبير العسكري الإستراتيجي، العميد “محمد ملحم”، أن “العدوان على مطار التيفور يأتي ضمن سياسة رفع معنويات الإرهابيين لدفعهم للصمود، واستمرار استنزاف الدولة السورية وتأخير النصر القادم لا محالة؛ والتشويش على الهزيمة الفاضحة للأميركان قبل غيرهم في الغوطة، وختامها في دوما إعلان الأميركان أنهم لم ينفذوا أي ضربات تم فهمه على أنها إما أرادت الهروب من المواجهة مع روسيا، أو أن المنفذ أوروبي أو صهيوني لإثبات وجودهم، وأيضاً التشويش على النصر في دوما، الأهم هنا أن الدفاعات الجوية السورية أثبتت جاهزيتها وقدرتها على التصدي لهذا العدوان، النصر في دوما حمل بصمة أحذية الجنود السوريين الأبطال وأرسلوها إلى الأميركان. لاشك أن إسرائيل أنابت عن الولايات المتحدة في تنفيذ هذا الإعتداء بعد أن كان هناك موقف واضح من قبل روسيا في حال وقع هذا الإعتداء؛ لذلك جاء التنفيذ من قبل إسرائيل”.

وأشار العميد “ملحم” إلى أن “هناك أسباب كثيرة لهذا الإعتداء، ولنقول في مقدمتها المؤامرة، نعم المؤامرة وليعترض من يعترض على مصطلح المؤامرة، نعم هناك مؤامرة ومشروع كبير كان يستهدف سورية بشكل رئيس والمقاومة بشكل عام، وعندما شارف هذا المشروع على نهايته، وخاصة في الغوطة، جن جنونهم؛ ولكبس غيظهم لجأوا إلى هذا الإعتداء، وأن يكون هذا الإعتداء على هذه المنطقة بالذات وفي هذا التوقيت تحديداً، فهذا لأن الأميركيين بعد أن قام أصدقائنا الروس، وعلى أعلى المستويات، بالتحذير من مغبة الخطأ مع روسيا وحلفائها، عندما هددت أميركا، قبل فترة، بأنها ستضرب سورية قام المسؤولون الروس، وزير الخارجية ووزارة الدفاع وعلى رأسهم الرئيس بوتين، بتوجيه تحذيرات واضحة مفادها بأن أي إعتداء سيرد عليه رداً صارماً”.

يدعمون الدواعش للصمود..

أردف العميد “ملحم”: “هناك أولويات وبرامج دقيقة وموضوعة ومتفق عليها من قبل القيادتين الروسية والسورية ومعهما الإيرانية، المهم فيها تحقيق نتائج كبيرة في سحق الإرهاب بشكل عام، وهذا البرنامج له أولوية، كيف له الأولوية ؟.. بأن كل من ينفذ الأعمال الإرهابية من وكل الفصائل، مهما تعددت تسمياتها، (داعش) أو (جبهة النصرة) أو (جبهة أحرار الشام) والخ؛ هي كلها فصائل أميركية تقاد بشكل مباشر أو بالواسطة، الآن أتضح أنها باتت تقاد مباشرة من قبل الولايات المتحدة ومن معها، لاحظ عندما قصفت إسرائيل مطار التيفور؛ كيف تحرك الدواعش مباشرة في البادية وبشكل واضح فما يعني هذا ؟!.. جاؤا لمدهم بالصمود”.

ورأى العميد “ملحم”: أن “الطائرات الصهيونية كانت فوق لبنان، والتصدي لها فوق الأراضي اللبنانية يمكن أن يكون له إعتبارات معينة أحيانًا في حسابات القيادة، لكن الواضح أن الطيران الذي سيدخل أراضي الجمهورية العربية السورية لن يعود، والأهم أنه تم التعاطي والتعامل مع هذه الهجمة بشكل ممتاز ورائع، وما وصل من هذه الصواريخ فقط ثلاثة لم يحقق أي نتائج عسكرية، أما من الناحية السياسية ربما هناك إشارات معينة”.

المواجهة مع أميركا قادمة..

أضاف العميد “ملحم” حديثه بالقول: “عندما نرى أن الجيش العربي السوري يتوسع في إتجاهات متعددة، فأنه لاشك أن المواجهة مع العدو الأميركي قادمة بصيغة أو بأخرى، أما مسالة الإنسحاب الأميركي فكل الناس يعلمون أن الرئيس الأميركي لا يأخذ القرار وهو جالس في مكتبه أو يكلف نفسه عناء التفكير فيه بنفسه، فهناك مؤسسات معينة ومراكز أبحاث محددة وهناك مستشارين يحسبون لكل شيء حساب، وعندما تجهز يوقع الرئيس الأميركي بموقف أو تصريح أو ما شابه، لذلك هذا الكلام لم يأتي من فراغ”.

وختم العميد “ملحم” حديثه: “كل التوقعات تشير إلى الولايات المتحدة؛ خلال الأشهر الستة القادمة ستخرج من سورية، ومن هنا فنرى أن الأميركي يورط الأوروبيين في سورية حتى يخرج الأميركي بهزيمة ما، ومن ثم تسجل الهزيمة للأوروبيين وليس للأميركيين بشكل مباشر، وبشكل عام يعني؛ أما إمكانية المواجهة في المستقبل فلا شك أن هناك محادثات، فلتكن في جنيف أو غيرها، ستفضي إلى النتائج التي نسعى إليها وسنحققها وهي خروج كل المحتلين من سورية، أما كيف ستتم عملية خروج المحتلين فهي يمكن أن تكون من خلال الحوار أو من خلال المواجهة المباشرة، وروسيا خارج هذا المجال بما يخص مسألة المواجهة المباشرة، لأن هذه المسألة حساسة جداً، وقد لا يمكن أن يصل السلم الرابع إلى درجة المواجة بين روسيا والولايات المتحدة لأن لهذه المسألة حساسية خاصة، إلا إذا جنّ جنون الإدارة الأميركية بشكل عام، وهذا الشيء أعتقد أنه مستبعد الآن”.

سوريا بحاجة لتعزيز نظامها الدفاعي الجوي..

من جانبه، أكد الخبير العسكري الروسي المعروف، رئيس تحرير مجلة (الدفاع الوطني)، “إيغور كوروتشينكو”، على أن سوريا بحاجة إلى تعزيز نظامها الدفاعي الجوي الخاص، كي تكون قادرة على صد أي ضربات جوية تتعرض لها، بما في ذلك من الجانب الإسرائيلي.

وقال إن “الهجوم الجديد الذي شنه الطيران الحربي الإسرائيلي، أثار مرة أخرى مسألة تعزيز الدفاع الجوي السوري، بما يشمل منها أنظمة الدفاع الصاروخي الجديدة القصيرة والمتوسطة المدى، وينبغي لمنظومة الدفاع الجوي السوري أن تغطي أراضي البلاد بشكل مستقل، وأن تكون قادرة على صد ضربات الطائرات المعادية والصواريخ المجنحة على مختلف أنواعها”.

مشيرًا إلى أن أنظمة الصواريخ الروسية البعيدة المدى، (إس-400) و(إس-300)، المنشورة على الأراضي السورية، هي “حصرًا للدفاع عن المرافق الروسية، (القاعدة الجوية في حميميم والخدمات اللوجيستية في طرطوس)، ولا يدخل في إطار مهماتها حماية المرافق السورية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب