خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
نقلت وكالة (رويترز) الإخبارية عن مسؤولين أميركيين؛ قولهم إن الجيش الأميركي نفذ “ضربات دفاعية” في “العراق” و”سوريا” ضد جماعة (كتائب حزب الله) العراقية. وقال بيان للجيش الأميركي إن الضربات الأميركية في “العراق” و”سوريا”، استهدفت 5 منشآت لـ (كتائب حزب الله)، منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة.
فيما أعلن مدير مديرية الحركات في هيئة (الحشد الشعبي)، “جواد كاظم الربيعاوي”، مساء أمس الأحد، عن تفاصيل العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع لقوات (الحشد الشعبي)، غربي “الأنبار”، مؤكدًا أن الحصيلة الأولية بلغت عشرات الشهداء والجرحى.
موضحًا أن: “الضربات كانت في منطقة المزرعة والشريط الحدودي مع سوريا داخل العمق العراقي”.
العراق يُدين العدوان الأميركي..
فور الهجوم الأميركي أعرب “العراق”، للجانب الأميركي؛ عن رفضه للقصف الذي نفذته القوات الأميركية على مواقع لـ (الحشد الشعبي) العراقي على الحدود مع “سوريا”، معتبرًا ذلك إنتهاكًا لسيادة البلاد وتصعيدًا غير مقبول.
ومن جانبه؛ أدان رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، العدوان الأميركي على (الحشد الشعبي) واعتبره إنتهاكًا لسيادة “العراق”. وقال بيان رئاسة الجمهورية، إن “صالح” يدين العدوان الأميركي على (الحشد الشعبي) ويعده إنتهاكًا لسيادة “العراق”.
وأبلغ “صالح”، القائم بالأعمال الأميركي؛ أن ما حصل منافٍ للاتفاقات ومُضر بـ”العراق” و”غير مقبول”.
فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، “عادل عبدالمهدي”، لوزير الدفاع الأميركي؛ رفضه لأي عمل منفرد من قوى “التحالف الدولي” في “العراق”، لأن ذلك يُعد إنتهاكًا للسيادة العراقية، كما أمر، “عبدالمهدي”، بـ”عقد اجتماع طاريء للمجلس الوزاري للأمن الوطني لإتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ أمن العراق وسيادته”.
الحشد الشعبي جزء من الجيش العراقي !
ردًا على العدوان الأميركي، أصدر المكتب السياسي لحزب (الدعوة الإسلامية) ، مساء أمس، بيانًا حول القصف الأميركي الذي استهدف مواقع (الحشد الشعبي)، غرب “الأنبار”، مؤكدًا رفضه أن يكون “العراق” ساحة لتصفية الحسابات مع “إيران”.
وجاء في البيان؛ أن حزب (الدعوة الإسلامية) يدين الإعتداء الأميركي على مقرات (الحشد الشعبي)، مؤكدًا أنه قوة عسكرية عراقية وهو جزء من القوات المسلحة. وأوضح أن استهداف القوات العراقية من قِبل القوات الأميركية يُشكل إنتهاكًا لسيادة “العراق”.
القصف الأميركي خطة ممنهجة !
عدّ النائب الأول لرئيس مجلس النواب، “حسن كريم الكعبي”، تكرار القصف الأميركي لمعسكرات (الحشد الشعبي) عبارة عن خطة ممنهجة ومكشوفة لإضعاف القوات الحشدية البطلة، سيما المتواجدة على الحدود، مستنكرًا بشدة العدوان الجوي على موقع اللواءين (45) و(46) في “الحشد الشعبي” بواسطة الطائرات المُسيرة.
وطالب، السلطات الثلاث، بتحمل المسؤولية والوقوف بحزم إزاء الهجوم الأميركي، وإتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها الحفاظ على أرواح المواطنين وعدم تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلًا.
“البنتاغون” ينتقم من “حزب الله العراق” !
قال المتحدث باسم (البنتاغون)، “جوناثان هوفمان”، في بيان على موقع الوزارة الرسمي: إنه “ردًا على هجمات (حزب الله) المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف، شنت القوات الأميركية ضربات دفاعية دقيقة ضد 5 منشآت تابعة له في العراق وسوريا”. وأضاف البيان أنه: “تم استهداف ثلاثة مواقع لـ (حزب الله) في العراق وموقعين في سوريا”.
واعتبر البيان أن تلك الهجمات “ستؤدي إلى إضعاف قدرة (حزب الله) على تنفيذ هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف”.
وتتهم “الولايات المتحدة الأميركية”، فصائل من (الحشد الشعبي)، موالية لـ”إيران”، بتنفيذ الهجمات التي تستهدف قواعدها العسكرية في “العراق”.
تمهيد للهجوم الأميركي..
جدير بالذكر؛ أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد أجرى، السبت الماضي، زيارة خاطفة لقاعدة (عين الأسد) الجوية في “الأنبار”، والتقى مع قادة الجيش الأميركي في “العراق”، بعد يوم من مقتل وإصابة عسكريين أميركيين خلال هجوم صاروخي على قاعدة (كي وان)، قرب مدينة “كركوك”.
ويوجه المسؤولون الأميركيون أصابع الاتهام إلى “إيران”، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، التي تمولها وتسلحها “طهران”. وكانت “الولايات المتحدة” قد هددت، مؤخرًا، برد “حاسم” إذا هاجمت “إيران” أو وكلاؤها، القوات الأميركية أو حلفاؤها في المنطقة.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أميركي في عدة قواعد عسكرية بأرجاء “العراق”؛ ضمن إطار “التحالف الدولي” لمحاربة (داعش).
العراق ساحة لتصفية الحسابات !
بعد التطورات الأخيرة؛ تزداد مخاوف العراقيين من أن يتحول بلدهم إلى ساحة إقتتال بين القوات الأميركية والقوات الموالية لـ”إيران”، في تصفية حسابات بين “واشنطن” و”طهران”، من دون أن يكون لـ”بغداد” فيها ناقة ولا جمل.
ولقد تصاعدت، خلال الشهرين الأخيرين، هجمات الميليشيات الشيعية على قواعد عراقية تضم عسكريين أو دبلوماسيين أميركيين. وأسفرت الهجمات عن جرح ومقتل عدد كبير من العسكريين العراقيين والأميركيين، وتسببت بأضرار مادية، ووصلت آثارها إلى محيط “السفارة الأميركية”، في “المنطقة الخضراء”، في “بغداد”.
وربما يكون هجوم، الجمعة الماضية، الذي نفذته ميليشيات شيعية، هو الأشد قوة، إذ لم يسبق أن تم استهداف قاعدة واحدة بهذا العدد من الصواريخ. لكن سرعان ما جاء الانتقام الأميركي باستهداف ميليشيات (حزب الله) العراقي.
ويرى بعض المحللين أن الوضع الآن مقلق جدًا، لا سيما أن “العراق” يعيش حالة من الشلل السياسي، وليس له حول أو قوة فيما يجري على أراضيه.
في حين أن القوى الفاعلة في “العراق” تنتمي للجهات الخارجية وعملائها الداخليين في “العراق”. ومن الواضح أن تضارب مصالح القوى الخارجية سيلحق الضرر الفادح بمصالح “العراق”؛ وسيدفع البلاد إلى مزيد من الفوضى.