28 مارس، 2024 12:47 م
Search
Close this search box.

القرش والبحر الأحمر .. “كنوز” إقتصادية لا يراها المصريون

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

الغوص في مصر رياضة مذهلة، ويمكن أن تساعد على إحياء صناعة السياحة داخل البلاد.. وذلك متوقف فقط على الاعتراف بقيمة الحياة البحرية في مصر وحمايتها.

شهد الاقتصاد المصري، الذي يعتمد على السياحة بشكل كبير، أوقاتاً وأزمات عصيبة هددت بإنخفاضاً مؤلماً لمستوى الحياة وعجز الدولة عن تقديم خدماتها. وأثناء السفر على طول ساحل البحر الأحمر عبر مدينة الغردقة، من خلال سفاجا والقصير، فإن المناظر الطبيعية المتناثرة من القمامة والمساحات الصحراوية تفسح، في بعض الأحيان، المجال أمام التطورات السياحية والفنادق الدولية الكبرى، التي لا تزال حاناتها وبرك السباحة بها خالية بشكل ملحوظ. وفقاً لما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية في أحدث تقاريرها الإستقصائية.

حطام ثيستليغورم يجلب دخلاً يفوق دخل أهرامات الجيزة

تقول الصحيفة البريطانية أن هناك جزءاً كبيراً من قطاع السياحة المصرية يعتبر مفقوداً وهو “البحر الأحمر” وكنوزه الأقل شهرة على الصعيد الدولي من “قناع الملك توت” أو “أبو الهول”، إلا أن الموظفين داخل مراكز الغوص في شرم الشيخ واثقين بأن حطام السفينة البريطانية المشهورة “إس. إس. ثيستليغورم” تجلب دخل أجنبي أكبر من أهرامات الجيزة. وفي هذه السنوات المضطربة، بدأت شركات سياحة الغوص الأوروبية إلى التطلع لوجهات أبعد، كان من بينها مصر الغنية بالشعاب المرجانية الرائعة، وأشعة الشمس والماء الدافئ خاصة أنها تبعد مسافة خمس ساعات فقط، ما يجعل البحر الأحمر يحافظ على وضعه بقوة في أذهان الغواصين الباحثين عن وجهات شيقة. وإذا أعيدت الرحلات الجوية من المطارات الأوروبية إلى مصر مجدداً، ربما قد يكون ذلك عودة قوية للسائحين إلى مصر ثانية.

تروي الجارديان عن الحياة البحرية في مصر، “أن أسماك القرش، غريبة جداً وتستخدم مزيج من الحواس، من قدرتها الكيميائية الحسية إلى القدرة الحسية الكهربية، التي لا يوجد لها تناظرية في الثدييات”.

وعلى متن قارب في مياه “جزر الإخوة” بالبحر الأحمر، وعلى بعد  أربعين ميلاً من الشاطئ، لا تزال  أسماك القرش تطوف من قارب إلى قارب، وهو على عكس المتوقع، حيث تنجذب أسماك القرش إلى ضجيج  القوارب باحثة عن الطعام بالقرب من السطح، وهو الأمر الذي ينقلنا إلى الموضوع المثير للجدل حول هجمات سمك القرش.

هجمات “القرش”

تؤكد الصحيفة البريطانية على أن “أسماك القرش تعتبر كائنات حذرة، وهي حيوانات خجولة وتفضل ان تبقى بعيداً عن البشر، ونحن لسنا على القائمة الخاصة بطعامهم، ولكن في حالات نادرة من سلوكنا والظروف البيئية الاستثنائية قد تؤدي إلى مأساة.. في كانون أول/ديسمبر 2010، هاجمت أسماك القرش مجموعة من السياح بالقرب من شرم الشيخ، وقتلت امرأة. وعلق العديد من خبراء وقتها على أن هجوم  سمك القرش على البشر هو أمر  نادراً ما يحدث.  وقد أشير إلى أن ارتفاع درجات حرارة المياه على نحو غير عادي والصيد الجائر المحلي وحتى الإغراق غير المشروع للذبائح الحيوانية في البحر كلها أسهمت في حدوث الهجمات من هذا النوع.

أن حوادث قتل أسماك القرش في مناطق انتشارها بشرم الشيخ هو دليل واضح على عدم القدرة على التعامل مع  المطالب المتنافسة للسياحة الجماعية ذات الميزانية المنخفضة وقطاع السياحة الذي يعتمد على “نظام إيكولوجي” مزدهر، واشارت الجارديان إلى ظهور لقطات لشاحنات أثناء إلقاء الرمال على رأس الشعاب المرجانية  لبناء الشواطئ حول الفنادق. وتشير بحوث جمعية حماية البيئة في الغردقة (هيبكا) إلى أن القرش الواحد يمكن أن يسهم بقيمة 200 ألف دولار للاقتصاد سنوياً ويمكن أن يعيشوا لأكثر من 40 عاماً.

تعلق الصحيفة البريطانية بأن “الطريقة الوحيدة للحفاظ على أسماك القرش هي أن نرى ان فائدتهم في بقائهم على قيد الحياة، خاصة إذا كانت قيمتهم تجلب الدولارات للإقتصاد المصري سنوياً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب