18 أغسطس، 2025 11:48 ص

القبانجي يتهم الاصفي بتدبير قضية اعتقاله

القبانجي يتهم الاصفي بتدبير قضية اعتقاله

قال أحمد القبانجي، المفكر الاسلامي أن المخابرات الايرانية التي اعتقلته، من بيته في قم، صادرت ‏مكتبته الشخصية التي تضم كتبا ومخطوطات لم ينشرها، مع جهاز لابتوب وأقراص مدمجة.‏

وكشف القبانجي أن عناصر (الاطلاعات) لم يخبروه بنيتهم الافراج عنه قبل أن يقتادوه الى الحدود ‏العراقية ويكملوا اجراءات اخراجه من ايران. وفي مقابلة موسعة أجرتها “العالم” معه في بغداد، قال ‏القبانجي “اعتقلني عناصر المخابرات الايرانية (الاطلاعات) من بيتي، بعد أن صادروا كل مكتبتي ‏وكذلك أخذوا جهاز الكومبيوتر (اللابتوب) والسيديات والوثائق والأوراق، اضافة لجهاز (الستلايت) ‏والهاتف النقال، ولم يعيدوها حتى الآن”. وأشار الى ان “مخطوطات لم تنشر كانت ضمن ما أخذوه”.‏
وروى القبانجي “أخذوني الى أحد مقرات المخابرات في قم، وأودعوني في زنزانة انفرادية، وأخذوا ‏يحققون معي بشأن أفكاري، وأنا أيدت اتهاماتهم بأني أنكر ضروريات الدين ونظرية الولي الفقيه، بل ‏كنت أضيف لهم أمورا أخرى أنكرها من تلك التي يعتبرونها من ثوابت الدين”.‏
ولفت الى “وجود رجل دين الى جانب عناصر المخابرات الثلاثة الذين حققوا معي 3 مرات، وهو من ‏داخل المخابرات، لأنها محكمة خاصة برجال الدين”. وأكد رجل الدين “أخبرت الاطلاعات بأني ‏معترض على ولاية الفقيه لكن ليس في ايران بل في العراق، فأنا حين أتواجد في ايران أحترم القانون ‏الايراني ولا أقوم بأي عمل مناهض، ونشاطي محصور في العراق والدول العربية”.‏
واشار الى تعرضه لـ”احتقار واهانات، من خلال الاذلال والتخويف، لكنهم لم يكونوا بحاجة الى ‏تعذيبي لأني لم أنكر التهم الموجهة لي بل اني اضفت لهم تهما اضافية. واعتبر أن “السجن الانفرادي ‏بذاته تعذيب”.‏
وقال القبانجي “لم يسمح لي الاتصال بعائلتي لمدة 20 يوما من الاعتقال، لكن بعد تصاعد الأصوات ‏والأقلام المناهضة لاعتقالي في العراق وخارج العراق، وتدخل منظمة العفو الدولية، شعروا بالخطر ‏وصاروا يتعاملون معي بلين واحترام، وأنا شعرت بتغير في موقفهم، حين سمحوا لعائلتي بأن تزورني ‏في المعتقل”. ورجح أن “التغيير الكبير في الموقف صدر من جهة عليا قد تكون المرشد الأعلى، لأنهم ‏في البداية قالوا ان علي انتظار المحاكمة التي قد تطول، وسيكون الحكم بسجني أهون الأحكام ان لم يتم ‏اعدامي”.‏
ومضى القبانجي قائلا ان “عناصر المخابرات الايرانية أخبروني بان ثمة من اشتكى علي من العراق، ‏فعرفت أن محمد مهدي الآصفي وراء القضية، لأنه سبق أن قدم طلبا الى القضاء العراقي باعتقالي في ‏‏17 من شهر محرم الماضي، لكنه قوبل بالاهمال من القضاء العراقي باعتبار العراق بلدا ديمقراطيا ‏ويسمح بحرية الفكر بعكس ايران، وحين علم بذهابي لايران كرر محاولته وطلب اعتقالي”.‏
وذكر القبانجي “في الأسبوع الأول من اعتقالي زارني 3 من رجال الدين في السجن واتضح انهم ‏مبعوثون من مديرية الحوزة العلمية، وجادلتهم بشأن ولاية الفقيه، وأفهتمتم بأني غير معني بالنظام ‏الايراني بل اني أحترم قوانينه حتى لو لم أؤمن بها، لكني أعارض ولاية الفقيه على مستوى بلدي ‏العراق وحسب، وكذلك أخبرتهم بأني أعارض كل الأحزاب الاسلامية التي تنادي بالدولة الدينية، ‏فأخبروني بأني أستحق الاعتقال واشاروا الى أن التهم تعني أني مرتد عن الدين من وجهة نظرهم”.‏
وأفاد القبانجي “كنت أرفض التوقيع على أقوالي في كل مرة يتم فيها التحقيق معي، لأني كنت أخشى ‏أن يضيفوا سطرا واحدا يغير معنى كل أقوالي”.‏
ونفى ما تناقلته وسائل إعلام في الأيام الماضية عن كونه لم يكن معتقلا، وانه كان محتجزا بمصحة ‏نفسية، متهما مثيري تلك الاتهامات بأنهم “لا يستطيعون مواجهته بالمنطق، وقد رأينا الاتهامات التي ‏وجهوها للسيد فضل الله، والأنبياء سبق ان اتهموا بالجنون والسحر”.‏
وعبر القبانجي عن اسفه لـ”عدم وجود أي تحرك، من الخارجية العراقية او السفارة في طهران” ‏لاطلاق سراحه. وبين القبانجي أن “المخابرات الايرانية لم يخبروني بأي شيء، قبل اطلاق سراحي، ‏فقد أخرجوني ووضعوني في سيارة استمرت بالسير 12 ساعة حتى وصلنا الحدود العراقية، ولم أكن ‏اعرف الى أين يتجهون بي، حتى وصلنا منطقة مهران الحدودية في الساعة الواحدة بعد منتصف ‏الليل”. واستطرد “كانت لدي مشاكل في اجراءات الخروج من ايران تتعلق بالاقامة، فجلست انتظر ‏لمدة ساعتين، فيما انشغل رجال المخابرات الايرانية باتمام تأشيرة خروجي، وبعد ذلك اخرجوني ‏وألقوا بي على الحدود العراقية”. واسترسل القبانجي “حين عبرت الحدود كان سائقو سيارات النقل ‏‏(الكيات) نائمين داخل سياراتهم، فاتجهت نحو سيارة صالون وبقيت واقفا في برد تلك الصحراء لمدة ‏ساعة كاملة، ثم بعد ذلك جاءني صاحب سيارة صالون ودعاني للنوم داخل السيارة حتى يأتي بقية ‏الركاب، فانتظرنا ساعتين حتى جاء المسافرون وانطلقنا”.‏
وعن أسباب تواجده في ايران أوضح “ذهبت الى ايران لأن فيها زوجتي الايرانية، وأولادي، وانا أمنح ‏لهم الحرية في اختيار المكان الذي يرغبون بالاقامة فيه، وانا أذهب كل مدة لايران لالتقي عائلتي ‏ولأستريح وأمارس التأليف والترجمة لأن مكتبتي هناك ولأني هناك استطيع ان أكتب بشكل أفضل من ‏العراق، لأني هنا أكون مشغولا بالنشاطات واللقاءات وليس لي ان أتفرغ للتأليف، فهناك جو التأليف ‏أفضل”.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة