عد مفكر عراقي دعوة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إيران لمساعدتها في تغيير مناهج الفقه والعلوم القرآنية في الجامعات العراقية، بأنها “مثيرة للطائفية وترسخ مفهوم تبعية شيعة العراق لإيران”، وفي حين بين أنها مقدمة للهيمنة الإيرانية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، رأى أن الأولى بالوزارة الاستفادة من الخبرات العلمية المتوافرة في العراق والدول العربية.
وقال المفكر العراقي أحمد القبانجي، إن “دعوة وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، علي الأديب، للجامعات الإيرانية مساعدة الوزارة في سد النقص الذي تعانيه الجامعات العراقية في مجالات الفقه والحديث والعلوم القرآنية، من جملة الخطوات التي تكرس الغزو الثقافي الإيراني للبلاد”، مشيراً إلى أن ذلك “يشكل مقدمة للهيمنة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأن إيران تعيش هاجس الغزو الثقافي الغربي، وتعتقد أنه ذلك الغزو أهم خطوة للهيمنة على العالم”.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، علي الأديب، دعا الجمعة الماضية، إيران إلى مساعدة الوزارة في سد النقص الذي تعانيه الجامعات العراقية في مجالات الفقه والحديث والعلوم القرآنية، وفي حين أكد أن المناهج والكتب التي تدرس حاليا تضع المذهب الشيعي “موضع اتهام وتثير التفرقة الطائفية وتنشر الإرهاب”، أعلنت وزارة الثقافية الإيرانية عن نيتها إنشاء “كرسي اللغة الفارسية” في الجامعات العراقية.
وأضاف القبانجي في تصريح صحافي أن “خطوة الأديب هذه خاصة وهو المعروف بولائه العميق لإيران، هي ما تثير الطائفية وليست المناهج القديمة التي يتحدث عنها الوزير”، مستدركاً أن “مناهج إيران كلها شيعية وطائفية بالصميم، ولا يوجد حتى في القنوات التلفزيونية الحكومية شيخاً سنياً أو مسيحياً واحدا يلقي محاضرة واحدة”.
وأوضح المفكر أحمد القبانجي، أن هذا “الأمر يمكن أن يكون مقبولاً في إيران لأن الحكومة هناك شيعية، لكن العراق متعدد الطوائف والأديان، ونقل التجربة الإيرانية إلى العراق سيؤدي إلى آثار وخيمة”، وتابع مبينا “وإذا كان الاديب يشعر بضعف في المناهج عليه أن يستعين أولا بالدول العربية مثل مصر بالنسبة للكتبـ، إما بالنسبة للعلماء والمدرسين فالعراق زاخر بهم، كما أن إيران من هذه الجهة تفتقر إلى التحديث في الفكر الديني سواء السني أم الشيعي”.
والقبانجي باحث وكاتب إسلامي ليبرالي عراقي ولد في النجف في (الثاني من كانون الثاني 1958)، وألف العديد من الكتب كما ترجم عددا من كتابات المفكر الإيراني الدكتور عبد الكريم سروش، ودرس في الحوزة الدينية في النجف منذ العام 1974 وغادر العراق العام 1979 إلى سوريا ولبنان واستقر في إيران حيث درس في قم، وتبلور فكره أثناء وجوده في إيران، وعاد إلى العراق في العام 2008، كما أنه من الرافضين لموضوع ولاية الفقيه، مما سبب له العديد من المشاكل مع إيران، آخرها اعتقاله من قبل قوة تابعة لجهاز المخابرات الإيراني (إطلاعات)، في ايران.
وشدد المفكر العراقي أحمد القبانجي، على ضرورة أن “تستفيد الحكومة ووزارة التعليم العالي أولا من الخبرات العراقية الحديثة بهذا المجال، بدلاً من اللجوء إلى الغير”، عاداً أن الأديب بدعوته تلك “أكد الاتهامات التي تطلق على الشيعة بين مدة وأخرى بأنهم تابعون لإيران”.