9 أبريل، 2024 6:10 ص
Search
Close this search box.

“القاهرة” تفتح أحضانها .. سفارة العراق بالعاصمة تُسهل على العراقيين دخول مصر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

ربما لأنها تشبه بلدهم في حضارتها الأصيلة، وربما لأن نيلها الكبير القوي يُذكّرهم بفراتهم.. من الأسباب التى جعلتهم يختارون “مصر” وطنًا ثانيًا لهم، فكما أحتضن “العراق” الملايين من المصريين، خلال الثمانينيات للعمل، ها هي “مصر” تفتح زراعيها لإخوتها من “العراق”.

تسهيلات لدخول العراقيين مصر..

فقد أعلنتت سفارة “جمهورية العراق”، في “القاهرة”، عن تقديم تسهيلات لدخول المُواطِنين العراقـيِّين المُقيمين في دول “الخليج العربي” و”الولايات المتحدة الأميركية” و”أوروبا” و”كندا”، الذين ينوون السفر إلى “جمهوريّة مصر العربية”، من خلال السماح لهم بالحصول على سمة الدخول من المطار مباشرة عند وصولهم.

وثَمن سفير “جمهورية العراق”، في “القاهرة”، ومندوبها الدائم لدى “جامعة الدول العربية”، الدكتور “أحمد نايف الدليمي”، هذه التسهيلات المُقدمة من السلطات المصرية، مؤكدًا أنها ستصب في صالح توطيد العلاقات الإنسانية ما بين الشعبين الشقيقين.

يُذكر أن الجهات المعنية ذات الصلة، في “جمهورية مصر العربية”، سَبق وقدَّمت تسهيلات أخرى للمسافرين القادمين من “جمهورية العراق”، من خلال السماح لهم بالإحتفاظ بجوازات سفرهم عند وُصُولهم إلى المطار، وعدم سحبها منهم في المطار، كما هو مُتبع منذ سنوات، وكذلك السماح بأن يكون حجم الأفواج السياحيّة بـ (5) أفراد فقط؛ بعد أن كان مشروطًا بـ (20) فردًا.

مفاوضات لإلغاء التأشيرة..

وكشفت مصادر دبلوماسية وجود مفاوضات بين “بغداد” و”القاهرة”، منذ 2017، بهدف إلغاء تأشيرات دخول العراقيون إلى “مصر”، كخطوة جديدة في مسار تعزيز التعاون بين البلدين خلال الفترة الراهنة، وقالت أن هذا الإتجاه يأتي في ضوء الانفتاح والتقارب المتنامي بين “القاهرة” و”بغداد”، خلال الفترة الأخيرة، فضلًا عن حاجة “مصر” لزيادة الاستثمارات والعُملة الصعبة وتنشيط السياحة.

ليس بينهم مخربون..

وبحسب مصريون؛ فقد جاء العراقيون لـ”مصر” بفنهم وإبداعهم، ولم يكن بينهم مخربٍ أو مهاجمٍ، وفيهم من أثرى المسرح والشعر والأدب وأضاء شاشات التليفزيون، الذي كانوا هم أنفسهم أكثر مشاهديه من العرب، وحتى اللهجة المصرية لم تكن عثرة أمامهم، فقد كانوا يسمعونها كل يوم بمناطقهم المختلفة بـ”العراق”، كما كانت “مصر” تعيش معهم في منازلهم، وتُطل عليهم بفنها وأغانيها ومسارحها من نافذة التليفزيون.

جاءوا وعاشوا وعمروا، ولم ينسوا هذا الحضن الدافيء الذي وجدوه في “مصر”، فجاءوا بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، وكل من هرب من الفتنة ونارها.

تراجع أعداد العراقيون بمصر..

ورغم إجماع الجالية العراقية بـ”مصر” على أنهم في بلدهم الثاني، وأنهم لا يشعرون بالغربة حتى في ظل وجود منغصات، بسبب الإجراءات القانونية والإقامات التي تُجدد بصعوبة بالغة، إلا أنهم تمكنوا من تجميع أنفسهم على مقاهٍ حددوها في “الحي السابع”، بـ”مدينة 6 أكتوبر”، ليشعروا بأنهم لا يزالون في بلدهم ووطنهم الأصلي “العراق”، تسمع لكناتهم وتعبيراتهم العراقية المميزة؛ وكأنك انتقلت إلى “بغداد”.

وقلت أعداد العراقيون في “مصر”، خلال الفترة الأخيرة، بعد أن عاد أغلبهم إلى “العراق” عقب استقرار الأوضاع الأمنية نسبيًا في بعض المناطق، وبعضهم سافر إلى دول “أوروبا” و”كندا” أو “أستراليا” كلاجئون.

نزوح 3 مليون عراقي بعد الاحتلال..

وقد نزح أكثر من 3 ملايين عراقي في كافة أنحاء “العراق”، منذ بداية عام 2014، ولجأ حوالي 220 ألف آخرين في البلدان المجاورة، بحسب أرقام “الأمم المتحدة”، التي تؤكد على أن عمليات الإعدام الجماعية وعمليات الاغتصاب الممنهجة وأعمال العنف المروعة انتشرت على نطاق واسع. وفي نهاية العام الماضي، وصل عدد من هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية إلى أكثر من 11 مليون عراقي.

العراقيون توجهو إلى “مصر” بكثافة، منذ العام 2006، ووقتها انتشروا في أحياء محافظة “الجيزة”، مثل: “الهرم”، و”السادس من أكتوبر”، وفي “القاهرة”، تمركزوا في “مدينة نصر” و”مدينة الرحاب”.

الأعمال التي تخصص فيها العراقيون يشغلها السوريون حاليًا، مما تسبب في ركود أعمال العراقيون، بحسب باحث عراقي مقيم بـ”مصر”، الذي يضيف: “بعد أن كان لأبناء جاليتنا مطاعم ومخابز يديرونها وتُدر عليهم أرباحًا جيدة، استطاع السوريون، الفارون من جحيم النزاع في بلدهم والقادمون إلى مصر، أن يشغلوا مكان العراقيون ويحققوا نجاحًا”، منبهًا إلى أن أعداد العراقيون حاليًا تقدر ببضعة آلاف، لا يزال ينتظر بعضهم فرصة اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية أو “أستراليا” أو “كندا”.

وباتت “تركيا” و”كُردستان العراق”؛ المكانين المفضلين للعراقيين، “هناك نزوح داخلي كبير، وأغلبية العراقيون الأكراد ذهبوا إلى كُردستان؛ حيث أملهم فى إقامة دولة خاصة بهم في شمال العراق”.

وتؤكد بيانات “الأمم المتحدة” لجوء حوالي 1.8 مليون عراقي وسوري إلى “إقليم كُردستان العراق”، الذي يحاول الانفصال عن “العراق”.

الطلاب ومشكلاتهم..

تتمحور معظم مشكلات الطلاب العراقيين الدارسين، في “مصر”، في دفع مصروفات دراسية طائلة بـ”الدولار”، فالجامعات الحكومية تضع عراقيل كبيرة أمامهم، فهي من ناحية تُصعب إجراءات الإلتحاق والتنسيق وما شابه عليهم، ومن ناحية أخرى تُرهقهم بالمصروفات التي تطلبها بالعُملة الأجنبية، مما يدفع بعضهم للجوء إلى الجامعات الخاصة، التي تتقاضى مصاريف ليست بالقليلة أيضًا، وتقدم في الوقت ذاته مستوى تعليميًا غير جيد.

تصاريح الإقامة..

لا يواجه العراقيون، المقيمون في “مصر”، مشاكل كبيرة، إلا أن تأخر إصدار تصاريح الإقامة وتجديدها يُعد عاملًا مؤرقًا لهم. خاصة وأن العلاقات السياسية بين “القاهرة” و”بغداد”، في الوقت الحالي، جيدة، وهو ما يُحتم ضرورة أن تكون هناك تسهيلات للمقيمين.

ويروي “منذر”، شاب عراقي عمره 29 عامًا، تفاصيل إقامته بـ”مصر” وقت وصوله إلى “الإسكندرية”، منتصف 2015، في مخبز لإنتاج الخبز السياحي، إلا أنه نجح بعد 9 أشهر فقط في افتتاح مخبز خاص به.

تزوج “منذر”، قبل أسابيع، من فتاة سورية تعرف عليها أثناء العمل، ويقول عن الفترة التي قضاها في “مصر”: “يمكننى القول إن مصر، والإسكندرية بالتحديد، كانت فاتحة خير بالنسبة ليَ، بعد مغادرة العراق في ظروف صعبة، نجحت في العمل بشكل كبير وأسست مشروعي الخاص، وتزوجت من فتاة أحبها بعد علاقة إرتباط دامت سنة”.

وعن تعامل المصريون معه، يوضح: “عملي يتيح ليَ التعامل مع مصريين وعرب وأجانب في الإسكندرية، وأستطيع القول إنه بمجرد فهم المصريين فلن تجد أي مشكلة في تكوين علاقات طيبة معهم، هم شعب ودود، ومتسامح ومحب للحياة رغم كل ما يمرون به”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب