17 أبريل، 2024 1:08 ص
Search
Close this search box.

“القائد آريان” .. قصة حقيقية تجسد نضال المقاتلات السوريات ضد “داعش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

من قال أن المرأة كائن ضعيف ولا يستطيع التقدم والدفاع عن نفسه يجب أن يعلم اليوم أن المقاتلات السوريات دافعن جنبًا إلى جنب الجنود الرجال في الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في “إقليم كُردستان”، شمالي “سوريا”، إذ قررت مجموعة من المقاتلات السيدات، أواخر عام 2012، المشاركة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي بدأ يكسب المزيد من الأراضي في شمال “سوريا”، وفي آذار/مارس 2013، شكلت أول كتيبة من “وحدات حماية المرأة”، جميع جنودها من النساء، وهو الشرط الوحيد للإنضمام إليها.

وفي أوائل العام الجاري، بحسب وكالة (رويترز)، وصل عدد الجنود إلى 30 ألف سيدة، ولفتت هذه الكتائب اهتمام عدد كبير من الكُتاب والصحافيين جذبهم الجانب الرومانسي من الميليشيا، من بينهم الإسبانية، “ألبا سوتورا”، التي صورت فيلمًا تسجيليًا عن الوحدة.

وصرحت: “أردت عمل فيلمًا مختلفًا وعميقًا حول وحدات حماية المرأة، وبحثت عن مناطق اهتمام معينة، لذا ذهبت خلال عام 2015، وأقمت معهن لمدة شهرين في مدينة كوباني، وتعرفت على عدة وحدات وجبهات، وفي الحقيقة حصلت على الدعم منهن لأنهن استوعبن رغبتي في أن الأمر ليس مجرد عمل صحافي، ولأنهن لديهن فكرة جماعية للقتال والمقاومة، لذلك اعتبروني صديقة لهن”، وكان من بين الجنود، القائد “آريان”، التي أصبحت بطلة الفيلم.

الفيلم يعتمد على ذاكرة “آريان” ومشاهد حقيقية..

عُرض الفيلم في عدة مهرجانات متخصصة في الأفلام التسجيلية، كما سوف يطرح خلال الشهر الجاري للجمهور، وتعتمد الرواية على تقنية العودة إلى الخلف، (Flashback)، إذ تبدأ بتعافي “آريان” من جروحها التي أصيبت بها على الجبهة، وخلال فترة الاستراحة تتذكر مشاركتها في معركة “كوباني” التي إنتهت باسترداد المدينة من قبضة عناصر (داعش).

وذكرت “سوتورا” أنها أثناء أول زيارة لها قامت بتصوير مهمة حقيقية ضمن معارك إستعادة منطقة “الإدارة” الكُردية في شمال “سوريا”، والتي إنتهت بالنصر للقوات، وعبرت عن إعجابها بالسيدات المقاتلات، موضحة أنهن يشاركن في المواجهة ويتشاركن فيما بينهن في أدوات الطعام وأماكن النوم، ودائمًا ما يتناقشن حول المشكلات العاطفية، وأضافت: “أعتقد أن المشاعر الأخوية التي يشعرن بها ساعدتهن على تخطي العراقيل التي واجهتهن وآلام الفقد”.

وأضافت “سوتورا”: “رجعت بعد عامين لمرافقة وحدة القائد آريان، لكنني شعرت بالخوف كثيرًا”، ثم عادت إلى “إسبانيا” لاستكمال أعمال المونتاج، حتى تلقت اتصالاً هاتفيًا أخبروها فيه بأن “آريان” سقُطت جريحة بعد تعرضها لخمسة طلقات.

وأردفت: “عندما ذهبت لزيارتها لم أرد تصويرها؛ فقد رغبت في التحدث معها، لكن “آريان” أقنعتني بالتصوير، وغيرت نظرة الجندي الجريح الذي يتذكر تفاصيل عملية ناجحة، التي ملأت عينيها، الفيلم بشكل كامل، كما ساعدت المشاهد أكثر على فهم الدور الذي تلعبه وحدات المرأة”.

مقاتلات من كل الأعراق والأديان..

أوضحت المخرجة أن “وحدات الدفاع عن المرأة” لا تحارب فقط عناصر (داعش)؛ لكنها تحارب أيضًا كل مظاهر المجتمع الرجولي الذي يعيشون فيه، ولهذا السبب فإنها لا تقتصر فقط على الكُرديات، وإنما تضُم سيدات مسلمات ومن كل الأعراق، ووهبت “سوتورا” الفيلم لروح صديقتها الإنكليزية التي قُتلت في المعارك.

وأكدت: “لا أريد تقديم رواية رومانسية للحرب، لكن نضال النساء ذهب بعيدًا عن كونه مجرد مواجهة في الحرب”.

وأوضحت: “الدولة الإسلامية تعتبر المرأة وكأنها شيء مادي، لا فائدة منها سوى المتعة الجنسية، لكن على الجانب، فلنفكر قليلاً فيما يدافعن عنه”.

وتتميز أفكار “آريان”، ذات الـ 30 عامًا، بالمثالية والوضوح، وقررت الدفاع عن عالم ينعم بالمساواة دون تفرقة على أساس الجنس، ورغم أنها تبدو قاسية في بعض الأحيان؛ إذ قالت في أحد مشاهد الفيلم: “إذا تعرضتِ للإعتداء أو الاغتصاب عليكِ الدفاع عن نفسكِ”، لكن في النهاية هي إنسان جريح لا تعرف ما سوف يحدث لها بعد ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب