8 مارس، 2024 1:16 م
Search
Close this search box.

الفيسبوك “ضرة” العراقيات ومطلقهن

Facebook
Twitter
LinkedIn

تؤكد دراسات عديدة ان شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك هي سبب حدوث حالات طلاق وخلافات عائلية في مختلف مدن العراق الذي عرفت ساحات محاكمه الشرعية مؤخرا حالات طلاق مماثلة بعد ان تحققت احلام ابنائه بدخول التكنولوجيا الحديثة اليه في السنوات الاخيرة.

داء .. بلا دواء
/ايمان/ هي واحدة من ضحايا الـ (الفيس بوك) اذ اختاره زوجها (ضرة) لها منذ ان تعرف على عوالمه وصار يقضي الساعات الطوال في التحدث مع معارفه الجدد وخاصة النساء من مختلف انحاء العالم.
في البداية لم تتذمر /ايمان/ وتركت الامر للزمن ، فكل اختراع جديد يجتذب اهتمام البعض ثم يتضاءل ذلك تدريجيا . لكن الحالة لم تنطبق على زوج /ايمان/ الذي صار يقضي لياليه ايضا مبحرا في عوالم الانترنت وتضاءل اهتمامه تدريجيا بزوجته واولاده ولم يعد حريصا على مجاملة الضيوف واداء الواجبات الاجتماعية والتزاور مع اقاربه ومعارفه كالسابق.
وصبرت /ايمان/ على كل ما سبق ايضا وصارحته بمعاناتها من اهماله ، لكنه لم يعبأ بشكواها . وفي النهاية اكتشفت مصادفة وجود علاقة عاطفية بينه وبين احدى صديقاته على الـ (فيس بوك) وتطور الامر الى نوايا بالزواج السري ، وهو ما دفعها الى طلب الطلاق منه والاصرار على ذلك ، كما ذكرت الباحثة الاجتماعية في احدى المحاكم الشرعية /ميسون علي/ التي حاولت جاهدة اقناعها بالتراجع عن موقفها واجراء صلح بينهما حين وصلت الدعوى اليها.
ولاتجد /ايمان/ حاليا بدا من الطلاق رغم عدم قناعة المحكمة باسبابها لأن الامر – من وجهة نظرها ـ تحول الى داء متأصل في زوجها ولا سبيل للخلاص منه.
فحتى لو قطع علاقته بصديقته ، فهناك عشرات ومئات غيرها يجدن فن التخاطب عبر الانترنت مع الازواج واختطافهم من زوجاتهم وعوائلهم..
ويرى الدكتور /سرمد يحيى/ المتخصص في الطب النفسي ان ارتفاع المستوى المعاشي للبعض ادخل الى منازلهم جميع وسائل الترفيه التكنولوجية ، فاصبحت الشغل الشاغل للازواج والابناء على السواء.
ويعتقد ان وجود فراغ كبير في حياة المرأة يلقي بظلاله على الرجل ، فلو كانت المرأة عاملة والمسؤوليات موزعة بينها وبين زوجها ، لما اهتمت بانشغال الزوج عنها او في الاقل ستشعر بحاجته الى الترفيه بعد متاعب العمل.
ويصف /يحيى/ الانعكاسات النفسية والاجتماعية على المرأة التي تعتبر هوايات الرجل (ضرة) لها ، مؤكدا انها تشعر بالضيق والملل والغيرة من كل ما يشكل رفيقا للرجل وبديلا عن الزوجة اضافة الى الحاجة العاطفية للرجل ولومه في حالة عدم تقسيمه الوقت وتخصيص حصة لها واخرى للأطفال.
اذن .. فعلى الرجل الاهتمام بعائلته ثم ممارسة هواياته وعلى المرأة تقبل حاجة الرجل الى الترفيه وتشجيعه على ذلك دون مبالغة.
من جهته ، يعتبر الخبير القانوني /عبد الله حسين/ انشغال الزوج بالانترنت لساعات طويلة هو نوع من العنف الاسري ، اذ ينشغل بعض الرجال حتى ساعات الصباح الاولى بتصفح شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي واهمها حاليا (الفيس بوك) ويهملون زوجاتهم واطفالهم وكأنهم يعاقبون عوائلهم بذلك.
ويدعو الى اقرار قانون للعنف الاسري وضرورة وجود محكمة للعنف الاسري لتنفيذ هذا القانون بهدف دعم الاسرة العراقية ومساعدتها على مواجهة المشاكل التي تعترض طريقها وتهدد تماسكها وكيانها.

مناطق محظورة..
واذا كانت الزوجات يعانين من اهمال ازواجهن ويخشين اقامتهم علاقات نسائية تهدد كيان الاسرة ، فللازواج معاناة اخرى يلخصها /ستار عبدالجبار/ الذي يتخوف من تعود الزوجات على استخدام الـ (فيس بوك).
لأن التمادي في العلاقات مع اصدقاء رجال ربما يقود احيانا الى كتابة تعليقات فظة او نصوص جريئة لا يحتملها الزوج فيما لو اكتشفها فضلا عن شعور اغلب الرجال الشرقيين بان معرفة الزوجة لرجال غيرهم ، حتى لو كان من خلال الانترنت هو خيانة لهم ما يؤدي الى حدوث خلافات عائلية مستمرة سببها الاساس هو زرع بذرة الشك في اعماق الزوج.
ويرى /عبد الجبار/ ان على المرأة التي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي ، ان تطلع زوجها على رمزها السري ليتعرف على الاشخاص الذين تخاطبهم وسبب مخاطبتها لهم او يمنعها من ذلك نهائيا وله الحق في ذلك ان لم تكن ثقته تامة في اسلوب استخدامها للانترنت.
وتشير الباحثة الاجتماعية /وسن الصفار/ التي تعمل في اعدادية للبنات ، الى نقطة مهمة وهي خطورة استخدام الشباب للـ (فيس بوك) اذ يتم من خلاله تعرف الشباب بالشابات وتطور علاقاتهم احيانا ودخول مناطق محظورة جدا.
وكم من فتاة تورطت في مشاريع زواج فاشلة او تم فضحها عبر الانترنت بعد تبادلها الصور مع اصدقائها كما حدث مع احدى طالبات مدرستها ، اذ وقعت في مصيدة الانترنت بعد تبادلها صور مع رفيق لها وقيامه باستغلال الفتاة بتحويل صورها الى اباحية وتوزيعها على زوار موقعه على الـ (فيس بوك) بعد ان رفضت الاستجابة لتهديداته بالرضوخ لمطالبه.
واذا كانت الفتاة المذكورة قاطعت الانترنت الى الابد وارتدت الحجاب لتخفي معالمها ولا يتعرف عليها احد ، فان طالبة اخرى واجهت مشكلة اكبر اذ وجد ابن عمها صورتها لدى صديقه على الـ (فيس بوك) بعد ان ارسلها له رفيقها متباهيا بمعرفته لها ، وكان الثمن اجبارها على مغادرة المدرسة وتزويجها مبكرا بعد فرض طوق امني صارم على تصرفاتها من قبل اهلها.
وتطالب /الصفار/ الاهل بتشديد الرقابة على بناتهم وتحديد المواقع المناسبة لهن وتحذيرهن من عواقب الاستجابة لكل ما تقدمه لهن موائد الانترنت الشهية من مقبلات مغرية للصداقة والكشف عن شخصياتهن.
من ناحيته ، ينبه خبير الانترنت /عدي ابراهيم/ الاهل الى ضرورة منع ابنائهم من تفعيل برامج الانترنت على هواتفهم الشخصية لصعوبة مراقبتهم لهم في هذه الحالة ، اذ يمكن للأهل تحديد ساعات معينة لاستخدام الانترنت من قبل ابنائهم ومنعهم من السهر ليلا ، لكن ذلك سيصبح محالا في حالة استخدام الهاتف المحمول للتواصل الاجتماعي لأنه لا ينفصل عن حامله حتى في سريره !!
اما المشرف التربوي /رضا خليل/ فيدعو وسائل الاعلام الى توعية الآباء والابناء باضرار الانترنت اذا اسيء استخدامه ، ويطالب وزارة التربية بتفعيل دور الباحث الاجتماعي في المدارس وتكليفه باقامة الندوات للطلبة لتوعيتهم. ولا يغفل /خليل/ بالطبع دور الجوامع في ذلك ، اذ يقع على عاتق رجال الدين توعية الآباء بضرورة مراقبة الابناء وحثهم على الايمان وتجنب السلوكيات السيئة.
وتبقى فائدة الانترنت اذن مشروطة بحسن استخدامه من الرجال والنساء ، وتبقى مسألة الالتزام بضوابط معينة لاستخدام الانترنت خاضعة لسلوكيات الفرد واخلاقياته والا فسيصبح حلم العراقيين بالتكنولوجيا كابوسا اذا زادت حالات الطلاق بسبب الـ(الفيس بوك).
وقد أظهر استفتاء فرنسي اجراه موقع (طلاق اون لاين ) وشارك فيه 5 آلاف مطلق ومطلقة ان شبكة (الفيس بوك) هي وراء طلب الطلاق لواحد من بين ثلاثة فرنسيين. كما كشفت دراسة بريطانية اجراها احد المواقع المعنية بشؤون الطلاق في بريطانيا عن ان 33 % من دعاوى الطلاق التي تم رفعها خلال العام 2011 استشهدت بموقع (الفيس بوك) كاحد الاسباب وراء رفعها.

عن وكالة نينا

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب