الفياض يخدع إيران.. يتحدث عن طمأنة أمريكية وهمية بعدم استهداف طهران

الفياض يخدع إيران.. يتحدث عن طمأنة أمريكية وهمية بعدم استهداف طهران

بغداد – كتابات

لأنه أحد رجالاتها المخلصين المفروض منها على العراق لتولي أعلى منصب أمني فيها كان لا بد أن يذوق لها الحديث ويدعي عكس الواقع بأن زيارة وزير الخارجية الأمريكية العاجلة الأخيرة إلى البلاد كانت لطمأنة بغداد والتأكيد على أن واشنطن لا تنتوي القيام بأي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية.

تأكيدات مطلقة هدفها الحفاظ على الدعم الإيراني الكامل لشخصه وموقعه كرئيس للحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني في العراق وإظهار نفسه غير مقصر في مواجهة أمريكا، عبر ضمانات قدمها فالح الفياض لا تستند على شيء من الحقيقة مما جرى على أرض الواقع وإلا لكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أعلنها بنفسه هو أو رئيس العراق برهم صالح، إذ غنهما فقط من التقيا الوزير الأمريكي الذي أتى على عجل إلى بغداد لاغيا رحلة كانت مقررة إلى ألمانيا من أجل الرسائل العاجلة التي حملها معه إلى العراق.

إن أكثر ما يكشف ادعاءات الفياض حول الطمأنة الأمريكية للعراق بعدم المساس بإيران، هو التصعيد غير المسبوق الذي صاحب زيارة مايك بومبيو من تحركات للأساطيل البحرية بمجموعاتها القتالية الكاملة، فضلا عن وصول 4 قاذفات نووية شديدة التدمير إلى الخليج ومنها ما استقر بقاعدة العديد في قطر وأخيرا نشر المزيد من بطاريات الصواريخ الأمريكية ذائعة الصيت باتريوت.

ومن ضمن النقاط التي تؤكد أن زيارة بومبيو لم تكن للطمأنة، طلب عبد المهدي لقاء سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا على وجه العجل، بعدما أبلغه الوزير الأمريكي بأن الأمر لا يتعلق فقط بعدم استهداف إيران، بل أذرعها المسلحة في العراق ودول عربية أخرى على رأس بنك الأهداف الأمريكي.

الفياض الذي أطلق تلك التصريحات لوكالة أنباء إيرانية، الأحد 12 آيار / مايو 2019، لم يراع التوازنات والمصلحة العامة لبلاده ولإيران إن كان جادا في النصح، وبدلا من أن يذكر الحقائق ويلفت النظر إلى التقارير والتحركات التي لا تخطئها عين كي يضمن سلامة العراق، تجاهل الحديث عن قسوة العقوبات على إيران والتصعيد العسكري ومزيد من الضغوط الأمريكية تجاه طهران.

لكنه في النهاية عمل على توريط العراق أكثر في المواجهة المحتملة مع الولايات المتحدة، بتشديده على أن بغداد أبدت معارضتها منذ اليوم الأول للعقوبات المفروضة على إيران وكذلك رفضها لكل الإجراءات العقابية بحق طهران، مؤكدا في الوقت نفسه التزام العراق الكامل بالتعاون مع إيران والتنسيق معها على كل المستويات.

الفياض لم يفته التأكيد على أن أحدا لا يستطيع أن يفرض أوامره على الحشد الشعبي بالتحرك هنا أو هناك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة