19 أبريل، 2024 4:49 ص
Search
Close this search box.

الفن السينمائي العراقي .. بين الواقع والخيال المُرتقب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هناء محمد :

ليس من السهل جذب الجمهور العراقي نحو دور العرض السينمائي، في وقت تشهد فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية متصاعدة، يجد فيها المواطن نفسه مجبرًا أمام تأمين احتياجاته الأساسية اليومية، وغض الطرف عن كل شيء يتعلق بالترفيه الشخصي.

قدم السينما العراقية..

السينما العراقية التي تُعتبر واحدة من أقدم السينمات في العالم، فقد عرف العراقيون السينما لأول مرة، ليلة الأحد الموافق 26 تموز/يوليو 1909، عندما شهدت (دار الشفاء)، الواقعة في منطقة “الكرخ” بـ”بغداد”، عرض أول فيلم سينمائي فيما أطلق عليه اسم: “السينما توغراف”؛ ولا أحد يعرف من الذي جاء بهذه الأفلام، وقد أنبهر الجمهور البغدادي بما شاهده من الألعاب الخيالية، وقد شجع الإقبال الجماهيري على مشاهدة تلك الأفلام عددًا من التجار العراقيين لاستيراد الأفلام السينمائية.

ومن أهم الدور السينمائية التي كانت منتشرة في “بغداد”، سينما “الخيام” التي أفتتحت عام 1956 بالفيلم التاريخي الملحمي الكبير، (هيلين طروادة – 1955)، وسينما “النصر” التي أفتتحت عام 1960 بفيلم (ثورة الدم – 1959)، وسينما “غرناطة” التي تم افتتاحها في 5 تشرين ثان/نوفمبر 1962؛ بالفيلم البريطاني (مدافع نا فارون – 1961)، وسينما “الرصافي” التي افتتحت عام 1963 بالفيلم الوطني (جميلة – 1958)؛ إذ تحدث عن نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، ومن الأحداث التي لا تُنسى أبدًا احتراق دار السينما أثناء عرض الفيلم، وسينما “سمير أميس” التي افتتحت عام 1966 بالفيلم البريطاني (بكيت 1964)، وسينما “أطلس” وافتتحت في 2 آب/أغسطس 1967، بالفيلم الهندي (الجسدان – 1966)، وسينما (بابل) التي افتتحت عام 1967؛ بالفيلم الفرنسي (رجل وامرأة – 1966). وهناك أيضًا دور السينما الصيفية التي كانت تنتشر في “بغداد”، وهي مكشوفة تُعرض أفلامها بأدوار مسائية في الهواء الطلق؛ مثل سينما “الرشيد” الصيفية في شارع “الرشيد”، وسينما “الفردوس” الصيفية في منطقة “الصدرية”، وسينما “الرافدين” الصيفية في ساحة “الرصافي”، وسينما “روكس” الصيفية، (سينما النجاح حاليًا)، وسينما “هوليوود” الصيفية في ساحة “الطيران”، وسينما “الشرق” الصيفية في “ساحة النافورة” مجاور سينما “غرناطة”، وسينما “الزوراء” الصيفي في “ساحة حافظ القاضي”، وسينما الأحرار والتاج والهلال والأوبرا، وتقع جميعها بالقرب من “ساحة الرصافي”، وسينما “زبيدة” التي تقع في منطقة “الكرخ” مقابل مستشفى الكرامة. وكانت لهذه السينمات طقوس جميلة، إذ ينتشر في داخلها باعة المرطبات والصمون والعنبة والشامية والكرزات إذ تتعالى نداءاتهم أثناء الاستراحة.

الموجات الجديدة للسينما العراقية..

ففي معرض الحوار مع المُخرج العراقي، “مهند حيال”، وذلك في حواره لموقع (البوابة) المصري؛ عن فيلمه عن (قصة حيفا)، ورأيه في أين تقف السينما العراقية هذه الفترة، وهل يُشكل “مهند حيال” موجة جديدة للسينما العراقية ؟.. رد بأن: “السينما كانت دائمًا على علاقة وثيقة بالدولة والحكومات المتعاقبة، لذلك فأغلب الأعمال التى كان يتم إنتاجها كانت لأغراض دعائية، أما المحاولات الفردية المختلفة فدائمًا ما كان يكتب لها الفشل على الأغلب، هذا بالإضافة إلى تأثير الحصار الاقتصادى على العراق في التسعينيات وندرة وجود الخام لتصوير الأفلام التي كان من الصعب استيرادها لأنها كانت تُدرج تحت بند مواد كيميائية، لذلك توقفت السينما بشكل كامل، وتوقفت دور العرض وأصبح الهم الأكبر للمواطن العراقي هو كيفية تأمين احتياجاته الأساسية بعيدًا عن الترفيه”.

بعد الغزو الأميركي لـ”العراق” عادت السينما مرة أخرى، ولكنها كانت مهادنة بدون أنياب، ظلت تسرد قصصًا عن “صدام حسين” بصفته ديكتاتورًا، يوضح “حيال”: “ولكننا في الواقع أردنا أن نرى أفلامًا تحكي عن المجتمع الذي أفرز لنا هذا الديكتاتور، وتتحدث عن الجوع وسوء التعليم والتهجير الجماعي للمثقفين وتريف المدينة، هذه الموضوعات هي التي أنتظرها من السينما العراقية، فالأجيال التي ظهرت عقب عام 2010 غير مهادنة وتحكي الأشياء بطريقة واقعية”.

“مهند حيال”، في الأساس هو واحد من مخرجي الموجة العراقية الجديدة، ويعتبر من أول من قاد هذه الموجة؛ وهو شعور مصدر فخر له، لافتًا: “وأتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة إنتاجًا سينمائيًا زاخرًا من مخرجين عراقيين واعدين”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب