16 أبريل، 2024 1:42 م
Search
Close this search box.

الفن التشكيلي العراقي يذكر العالم من لندن بدمار غزو ‏2003

Facebook
Twitter
LinkedIn

انقضت عشر سنوات منذ الغزو الذي قادته قوات أمريكية للعراق والذي أطاح بالرئيس السابق صدام ‏حسين لكن العراقيين الذين عاصروا قصف مدنهم من الجو صباح مساء يقولون إن عواقب الغزو لم ‏تنته حتى الآن.‏
وتقول الفنانة العراقية هناء مال الله إن أعمالها تأثرت جدا بما حدث في بلدها منذ الحرب العراقية ‏الإيرانية في الثمانينات حتى الغزو عام 2003. وتصور الفنانة في لوحتها “ليلتي” أمسية في شهر ‏يناير كانون الثاني عام 1991 بدأ فيها تحالف عسكري قادته الولايات المتحدة حملة من القصف الجوي ‏للمدن العراقية بعد أن غزا صدام الكويت عام 1990.‏
واستخدمت الفنانة في لوحتها قطعا من القماش المحترق ومن الحطام للتعبير عن الدمار الذي لحق ‏بالعراق. وقالت هناء مال الله “ليلة السادس عشر إلى السابع عشر (من يناير كانون الثاني) 1991 ‏بالنسبة لي أنا أعتبرها النقطة اللي أثرت في تاريخ العراق وأعتبر احتلال العراق ابتدأ من هذه السنة. ‏في هذه الليلة اللي لا يمكن أن تغادر ذاكرتي أبدا واللي هي أتصور أثرت في كل الأعمال الفنية لحد ‏الآن واللي أي فنان أو إنسان عاش هذه الليلة أتصور لا يمكن.. لا أعرف.. بس هي أثرت بشغلي ‏بشكل كبير. وإذا أحب أن أصفها فهي الليلة التي سقطت بها بغداد.”‏
وكانت هناء محاضرة في جامعة بغداد لكنها رحلت من العراق عام 2006 بعد أن قتل بعض زملائها ‏وتركت عملها ومنزلها وكل أعمالها الفنية. وذكرت أن حرب العراق أصابت الحياة الثقافية العراقية ‏في مقتل حيث نهبت المتاحف وتوقفت الصحف عن الصدور وأغلقت معاهد الموسيقى والباليه أبوابها.‏
وشددت هناء على أن الفوضى التي أعقبت الغزو أضاعت كل أمل في تعاف سريع.‏
وقالت “الألفين وثلاثة القصف الأمريكي يشبه تماما قصف 1991 . تماما نفس القصف.. تماما نفس ‏التحطيم.. بس أسرع. يعني انهيار الجسور.. قطع الكهرباء ولحد الآن.. قطع الماء.. تدمير البنية ‏التحتية.. تدمير الجامعات.. نفس اللي حدث في 1991. 1991 أكو نظام أو ما يشبه الدولة اللي يمكن ‏تدير هذا الخراب فتوقفه لصالحها.. لصالح الحكومة في هذا الوقت. وراء الاحتلال ماكو حكومة تدير ‏الخراب الموجود.. بالعكس.. تزيده.”‏
المعرض تستضيفه مدرسة تشيلسي للفنون في لندن ويحمل عنوان (بعد عشر سنوات) وتشارك فيه ‏ايضا  الباحثة مو ثورب التي ذكرت أنها لا تزال تتذكر الجدل الذي أحاط بقرار الحكومة البريطانية ‏الاشتراك في العمل العسكري في العراق.‏
وقالت “أعتقد أن أهم ما تحتفظ به الذاكرة.. الجمهور.. الجمهور البريطاني.. حاول (رئيس الوزراء ‏البريطاني الأسبق توني) بلير إقناعنا قائلا إن علينا التصدي لأسلحة الدمار الشامل.. سلام العالم بأسره ‏مهدد.. علينا أن نذهب ونعثر على أسلحة الدمار الشامل. أتذكر أننا خلال متابعتنا للأخبار أننا لم ‏نجدها. أثبت ذلك أن أخطاء قد ارتكبت.”‏
وتشارك مو ثورب في المعرض بخمس شاشات تعرض عليها لقطات لقصر صدام عقب قصفه ‏وشاحنات تسير على طريق لا نهاية لها في الصحراء تتخللها روايات شهود بعض العراقيين والجنود ‏البريطانيين.‏
وذكرت الفنانة أن عملها يعبر عن استمرار مشاعر الصدمة التي نجمت عن حرب العراق.‏
وقالت “هذه مأساة.. روايات تبعث على الصدمة.. صدمة يستحيل التغلب عليها. الحياة يوميا وسط هذا ‏وغياب أي تقدم نحو حل أو وضع أفضل.. أعتقد أن هذا العمل يعبر عن استمرار الأوضاع دون تحسن ‏ولا حل ولا فائدة من أي نوع.”‏
ويشارك في المعرض كذلك الفنانان البريطانيان بيتر كينارد وكات فيليبس بعمل يصور دونالد ‏رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي إبان غزو العراق وسط مشهد للموت والدمار.‏

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب