24 يناير، 2025 11:39 م

الفلوجة تولد احباطا لدى اميركيين قاتلوا فيها

الفلوجة تولد احباطا لدى اميركيين قاتلوا فيها

قبل عشر سنوات فرضوا سيطرتهم على الفلوجة بعد اكثر معارك دموية في النزاع العراقي، لكن رؤية متطرفين يستولون الان على هذه المدينة تولد شعورا ب”الاحباط وخيبة الامل” لدى العديد من الجنود الاميركيين القدامى الذين يتساءلون لماذا قاتلوا هناك.

فمند اسبوع سقطت الفلوجة كبرى مدن محافظة الانبار ذات الغالبية السنية والحدودية مع سوريا في ايدي مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وهي مجموعة متفرعة عن تنظيم القاعدة، واعضاء من العشائر المناهضة للحكومة.
وكتب ديفيد بيلافيا على مدونته من مدينته باتافيا بولاية نيويورك “انه وضع يصعب قبوله بالنسبة للمقاتلين القدامى في تلك الحرب”، “انها صفعة لسياستنا في الشرق الاوسط”. وهذا السرجنت السابق منح ميدالية “سيلفر ستار” (النجمة الفضية) وهي احدى ارفع الميداليات الاميركية تقديرا لشجاعته اثناء عملية “الشبح الغاضب” (“فانتوم فيوري”) في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في شوارع المدينة.
وطوال تلك الحرب في العراق عرفت الفلوجة على انها من معاقل التمرد. وفي نيسان/ابريل 2004 ادى مقتل اربعة موظفين في الشركة الامنية الخاصة بلاك ووتر الذين عرضت جثثهم امام العامة، الى شن هجوم اميركي اثار بسبب عنفه لاسيما تجاه المدنيين الى توجيه انتقادات حادة الى قوات المارينز مما اضطر الى وضع حد له.
وكانت عملية “الشبح الغاضب” المعركة الثانية في الفلوجة، بدت وكانها عملية ثأر وحشدت في تشرين الثاني/نوفمبر في تلك السنة اكثر من عشرة الاف اميركي خصوصا من فرقة النخبة في المارينز لاستعادة المدينة من المتمردين العراقيين.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين الذي ايد بحماس ابقاء قوة في العراق بعد الانسحاب اواخر 2011، بغضب “سقط 95 من المارينز والجنود اثناء المعركة الثانية في الفلوجة، واكثر من 600 جريح وكل ذلك للاشيء”.
واعتبر اريك هرنانديز الجندي السابق في المارينز على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك “ان فانتوم فيوري تكللت بالنجاح، واخذنا المدينة من المتمردين وجعلناهم يعيشون نار جهنم. فليستولي الجهاديون على الفلوجة. فقد انتصرنا وقمنا بدورنا. ولم تعد الان مشكلتنا”.
وقال النائب الجمهوري دانكان هانتر الذي خدم مع كتيبته المارينز في الفلوجة في 2004 “ان الشعور السائد هو الغضب”، لكنه اوضح لصحيفة دائرته سان دييغو يونيون تريبيون ان لا شيء هام يمكن فعله “فاعادة الكرة في الفلوجة (كما حصل في) 2014 وخسارة مئة اميركي اكثر؟ لماذا؟ للانسحاب مجددا وترك القاعدة تستولي عليها بعد سنتين؟”.
وقال الكولونيل السابق بيتر منصور الذي كان الذراع اليمنى للجنرال ديفيد بترايوس القائد الاعلى للقوات الاميركية في العراق “انه امر مخيب للامال رؤية الوضع في العراق يتدهور خصوصا بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها العسكريون الاميركيون لاعطاء فرصة للعراقيين بمستقبل افضل”.
وكان ينظر الى القوات الاميركية على انها “وسيطة” بين الاطياف العراقية وكانت تشكل “اللبنة التي تحفظ وحدة العراق”. ورحيلهم كان خطأ بنظره لانه سمح للجهاديين بالاستيلاء على الفلوجة.
ويشاطر هذا الراي تيودور ليستر وهو محارب قديم ايضا في عملية الشبح الغاضب الذي قال “حتى ان ابسط السذج كانوا يعلمون بان ذلك سيحصل يوما”.
فمع سقوط الفلوجة يترأى له “بداية حرب اهلية جديدة. ما يفاجئني فقط هو ان ذلك لم يحصل قبل الان”.
واضاف هذا الجندي السابق في المارينز الذي لا تساوره الاوهام، في العراق “دمرنا كل شيء، ثم رقعنا الامور وزعمنا ان كل شيء جديد تماما في حين تركناه يهوي ورحلنا”.
واقر كريس غاريت الذي شارك في عمليتي انتشار في العراق، انه لا يزال اليوم “يتساءل ان كان كل ذلك يستحق تلك المعارك واولئك القتلى والدمار. لا اعرف بعد، انه امر محزن التفكير بان ذلك كله للاشيء”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة