8 مارس، 2024 5:20 م
Search
Close this search box.

الفلسطينيون يترقبون “صدمة القرن” .. كيف سيكون ردهم على مؤامرة “ترامب” و”نتانياهو” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

دعا الرئيس الفلسطيني، “محمود عباس”، القيادة الفلسطينية، لاجتماع طاريء، اليوم الثلاثاء، قبل ساعة من التوقيت المقرر لإعلان “الولايات المتحدة”، خطة “صفقة القرن”. وأفادت وكالة (وفا) الفلسطينية الرسمية، مساء أمس الإثنين، بأن “عباس” دعا إلى عقد اجتماع طاريء للقيادة الفلسطينية، اليوم في الساعة السابعة مساء، في مقر الرئاسة بمدينة “رام الله”.

“صفقة القرن” لها فرص النجاح !

يعتزم الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الإعلان عن الخطة المزعومة، مساء اليوم، بحضور كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، “بنيامين نتايناهو”، ورئيس حزب (أزرق-أبيض)، “بيني غانتس”، أبرز منافسي، “نتانياهو”، في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها، في آذار/مارس المقبل.

واعتبر “ترامب” أن هذه الخطة قد تكون لها فرصة لتنجح، مضيفًا: “لكن في حال فشلها؛ فنستطيع التعايش مع ذلك”. وشدد على أنه لا يمكن التوصل إلى سلام حقيقي في الشرق الأوسط دون سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرًا مع ذلك أنه من الضروري إشراك جهات أخرى في تنفيذ المبادرة.

وأشار “ترامب” إلى أن: “دولًا عربية كثيرة وافقت على هذه الخطة، وأُعجبت بها”، مضيفًا: “إنها تعتقد أن الخطوة عظيمة وتمثل بداية كبيرة”.

ووفق تسريبات أميركية؛ فإن خطة “ترامب” تُنص على تنازلات سياسية كثيرة من الجانب الفلسطيني لمصلحة “إسرائيل”، مقابل إغراءات اقتصادية للفلسطينيين، كما أنها لا تشمل صيغة “حل الدولتين”، التي كانت تُعد السبيل الوحيد لحل الصراع بموجب قرارات “الأمم المتحدة”.

الفلسطينيون يُعلنون النفير العام !

أكد الفلسطينيون، مجددًا، رفضهم لـ”صفقة القرن”، فيما أعلنت “حركة فتح”، النفير العام، استعدادًا لتصعيد المقاومة الشعبية في الأراضي الفلسطينية، بضوء أخضر من الرئيس، “عباس”.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية، التي تمثل كافة الفصائل الفلسطينية، عن يوم غضب شعبي. وقالت إن: “الفعالية المركزية ستكون، صباح غد الأربعاء، في الأغوار الشمالية، للدفاع عنها أمام محاولات ضمها، بالتزامن مع مسيرات الغضب التي ستنطلق في قطاع غزة وفي كل مواقع الشعب الفلسطيني، واعتبار يوم الجمعة يومًا للقدس”.

وقد رفض رئيس الوزراء الفلسطيني، “محمد أشتية”، الخطة، ووصف أمس الإثنين، “صفقة القرن”؛ بأنها: “مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية”. كما أكد الرئيس الفلسطيني التمسك بـ”حل الدولتين”؛ وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”، وأنه بدون ذلك لن يقبل الفلسطينيون أي صفقة من أية جهة في العالم.

على “عباس” القيام بأضعف الإيمان !

أما الكاتبة، “ديانا فاخوري”، فقد أكدت في مقال لها؛ أنها طالبت الرئيس الفلسطيني بأن يتخذ موقفًا “براغماتيًا” يطيح بـ”صفقة القرن” ويجهضها، ولعل هذا أقصى ما يستطيعه من موقعه الحالي.

مُضيفة؛ أنها خاطبت “عباس” بأن يقوم بأضعف الإيمان، قائلة: “أعلنها وطلِّق (أوسلو) ثلاثًا.. وليكن إعلان الاستقلال مصحوبًا بلاءات الخرطوم الثلاثة !. أعلن قيام (الجمهورية العربية الفلسطينية) المستقلة، أعلنها واسقط (الصفقة) بقرنها وقرونها، أعلنها (أبومازن)، أعلنها – ولو من غزة ! فلا صلح، ولا إعتراف، ولا تفاوض مع العدو الصهيوني؛ قبل عودة الحقوق إلى أصحابها بما في ذلك حق العودة !”.

صفقة إنقاذ “نتانياهو” !

كان مسؤولون إسرائيليون من أحزاب اليمين الحاكم والمعارضة قد دخلوا في حملة مواجهات وصدامات سياسية ضد بعضهم البعض، بسبب قرار الإدارة الأميركية، كشف تفاصيل خطتها لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، المعروفة باسم “صفقة القرن”، الأسبوع الحالي.

واعتبرتها المعارضة، وبعض قوى الائتلاف الحاكم أيضًا، تدخلاً سافرًا في الانتخابات الإسرائيلية لصالح “نتانياهو”؛ بهدف إنقاذه من مأزقه الانتخابي ومأزقه القضائي الناجم عن لوائح الاتهام بثلاث قضايا فساد كبرى. وأجمع السياسيون والمعلقون الإسرائيليون على أن دعوة “غانتس”، رئيس المعارضة، إلى جانب “نتانياهو”، تهدف إلى المساس بهيبته، ومكانته، وإظهار تفوق “نتانياهو” عليه.

حسابات ومصالح متبادلة..

يرى المحلل السياسي، “معن البياري”، أن هناك حساباتٌ انتخابيةٌ وغير انتخابية تخصّ رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ جعلت “ترامب” يفطن إلى أن في “صفقة القرن” ما قد يُسعف صديقَه، “نتانياهو”، بل وربما أيضًا ما قد ينفعه هو نفسُه، في واحد من مواضع حملته الانتخابية للحصول على ولايةٍ ثانية كرئيس لـ”الولايات المتحدة”.

أما مضامين الصفقة هذه، فإن مطالعة ما نشرته عنها صحافاتٌ عبريةٌ تُنبيء بأنها لا تتجاوز كثيرًا المصادقة على ما هو قائمٌ ومتحقق، وعلى الذي تباشره سلطة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وتُسانده قرارات إدارة “ترامب”، من قبيل تسمية القدس (الموحّدة) عاصمة لـ”إسرائيل”، وتشريع الإستيطان، وضم بعض “الضفة الغربية” إلى دولة “إسرائيل”، التي تعترف “واشنطن” بها، في “الصفقة”، “دولةً يهودية”.

الحال الفلسطيني البائس..

بحسب “البياري”؛ فإن الأمر المُخيف والمُفزع هو الحال الفلسطيني البائس، بالانقسام إياه، وبتآكل الخطاب الوطني الجامع، وبإهتراء المؤسّسية الفلسطينية الفاعلة، والعجز العام عن توليد خياراتٍ كفاحيةٍ، متعدّدة المستويات، في مواجهة الاحتلال وخططه وصفقاته.

وينكتب هذا هنا مع التسليم بأن الموقف الذي إتّخذته الرئاسة الفلسطينية ضد خرافات “صفقة القرن”، مع جهرها برفض كل ما يُصدر من إدارة “ترامب” في الموضوع الفلسطيني، كان له الأثر الأهم في بناء جدارٍ سياسيٍّ فلسطيني أمام أي إنكشافٍ عربيٍّ يستجيب، في موضوعة “صفقة القرن”، للحسابات الأميركية والإسرائيلية، يمكن أن يزاوله أي نظام عربي، يرى في مسلكٍ كهذا يختارُه رصيدًا له ينضاف إلى بيضاتِه التي وضعها مسبقًا في سلّة “ترامب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب