25 أبريل، 2024 7:58 م
Search
Close this search box.

الفقر والتمييز .. سلاح ذو حدين للاستغلال في “سيستان وبلوشستان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إختطاف “جيش العدل” عددًا من أفراد القوات العسكرية و”الباسيغ”، وبينهما إثنان من قوات المخابرات بـ”الحرس الثوري”، بالمنطقة الحدودية “ميرغاوه”، إنما يعكس حقيقة فشل “الحرس الثوري” و”الباسيغ” وقوات الحدود والمخابرات، في “سيستان وبلوشستان”، في إقرار الأمن في هذه المنطقة. بحسب ما نشر بموقع (راديو الغد) الأميركي الناطق باللغة الفارسية.

والمعروف أنه بعد إختطاف 16 من قوات حرس الحدود في منطقة “ميرغاوه” الحدودية، قبل 11 عامًا تقريبًا، من جانب جماعة “جند الله”، التي استمرت تحت مسمى “جيس العدل”، بدأ “الحرس الثوري” في تنفيذ مشروع الحشد العشائري واستخدام بعض المحليين، ومواجهة التنظيمات مثل “جيش العدل” بهذه الطريقة.

“الفقر”.. نقطة الضعف التي يستغلها الجانبين !

ولعل الفقر المستشري في محافظة “سيستان وبلوشستان”؛ هو أحد المحركات الأساسية لإنضمام الطبقات الضعيفة بالمجتمع إلى “الحشد العشائري”. كما تستخدم في المقابل التنظيمات؛ مثل “جيش العدل”، أجواء الفقر والتمييز بالمحافظة في استقطاب العناصر، وبالتالي كلا الطرفين يستخدم “الفقر” في الوصول إلى أهدافه، ولكن بشكل مختلف.

والواقع أن التمييز والفقر في “سيستان وبلوشستان”؛ هما الجذور الأساسية للمشكلات التي تنطوي على الكثير من العواقب الأمنية.

ولقد تعرضت سياسة “التمييز”، التي تتبناها “الجمهورية الإيرانية”، وكانت سببًا في إستشراء “الفقر”، للنقد مرارًا حتى من جانب وسائل الإعلام المحسوبة على مؤسسات “الجمهورية الإيرانية” المختلفة. على سبيل المثال؛ قبل أيام، نشرت وكالة أنباء (تسنيم)، التابعة للحرس الثوري، تقرير وثائقي تحت عنوان “سيستان وبلوشستان تحكم الأرقام القياسية في المتخلفين عن التعليم بالدولة”، وكتبت: “عدد المتخلفين عن التعليم يزداد بسبب النقص العميق والتاريخي والحاد في مؤشرات الحياة داخل محافظة مثل سيستان وبلوشستان؛ له عواقب اجتماعية واقتصادية وثقافية وأحيانًا أمنية شديدة”.

ويؤكد التقرير أن “سيستان وبلوشستان”؛ تضم وحدها فقط نسبة 50% من مجموع الأطفال المتخلفين عن التعليم في عموم “الجمهورية الإيرانية”.

ارتفاع ميزانية “الحرس الثوري” على حساب ميزانية تعليم “بلوشستان”..

بدوره؛ يقول “عليم يارمحمدي”، النائب البرلماني عن دائرة “زاهدان”: “كانت تتعلق جميع إحصائيات الأطفال المتخلفين عن التعليم بمنطقة بلوشستان، (من جنوب زاهدان وحتى چابهار)، بينما لا توجد مثل هذه الاحصائيات في سيستان. وتنتشر في المحافظة المدارس الدينية السٌنية غير الحكومية بكثافة مقارنة بعدد السكان”.

والمعروف أن الكثير من الأسر الفقيرة إنما تلجأ إلى إرسال أبناءها للمدارس الدينية لسببين؛ الأول: بسبب الفقر المالي، فالمدارس الدينية مجانية بشكل كامل ولا يتحمل الطالب في هذه المدرسة أى تكاليف. الثاني: إنعدام المدارس الحكومية.

ولا يقتصر العجز في الإمكانيات التعليمية على الكثير من القرى، وإنما طال المدن مثل “چابهار” التي من المقرر أن تكون محور التنمية شرق البلاد. هي مدينة حيث نصف سكانها تقريبًا يعيش في العشوائيات فيما يعاني آلاف الأطفال الحرمان من التعليم.

ولطالما إدعت “الجمهورية الإيرانية” مرارًا إنضمام بعض خريجي المدارس الدينية إلى جماعة “جند الله”، (جيش العدل حاليًا)، مثل مولوي “هاشم محمدزهي”، الملقب بـ”الملا هاشم”، الرجل الثاني في “جيش العدال”، والذي لقي مصرعه قبل أسبوعين في المواجهات مع “الحرس الثوري”.

وقد شهدت المناطق الإيرانية الحدودية مع “باكستان” مؤخرًا؛ اندلاع العديد من المواجهات بين قوات الأمن و”جيش العدل”، وهو ما يعكس فشل سياسات “الحرس الثوري” الإستراتيجية في توفير الأمن. وقد إنتهى قصف القوات الأمنية للشاحنات التي يشتبه بتورطها في تهريب المحروقات؛ إلى مقتل عدد من كبير من “البلوش” الأبرياء الذين لم يجدوا عملاً يوفر لهم لقمة العيش سوى تهريب المحروقات.

وتتمتع قوات الأمن بالحصانة الكاملة ولا تتعرض مطلقًا للجزاءات. من جهة أخرى؛ زيادة ميزانية “الحرس الثوري” بنسبة 24% للعام الجاري، جاء على حساب ميزانية “سيستان وبلوشستان”.

وعلق، في وقت سابق، عضو البرلمان عن “سراوان” وعضو اللجنة التعليمية على مشكلات التعليم في محافظة “سيستان وبلوشستان”، سواء في الأدوات أو المنشآت قائلاً: “لم تخصص ميزانية التعليم للعام الجاري ميزانية أكبر لتحسين الأوضاع التعليمية في سيستان وبلوشستان؛ وإنما على العكس خفضت الميزانية السابقة”.

في غضون ذلك؛ أكد مساعد التنمية الإدارية ودعم وزارة التربية والتعليم ارتفاع الميزانية العامة للتربية والتعليم خلال العا م الجاري، بنسبة 96,10%، مقارنة مع العام الماضي. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يُتعمد خفض الميزانية التعليمية في منطقة “بلوشستان”، الأكثر حرمانًا، على مستوى “الجمهورية الإيرانية”، من حيث مؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية، لاسيما التنمية التعليمية، رغم زيادة ميزانية “الحرس الثوري” بنسبة 24% وزيادة الميزانية العامة للتربية والتعليم ؟!!

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب