خاص: كتبت- نشوى الحفني:
(72) يومًا مرت على حرب “غزة” لم تتوقف فيها نيران المعارك الدامية وأصوات القصف العنيف سوى بضعة أيام خلال هدنة لم تستمر.
ورُغم الضغوط الدولية للتوصل لهدنة دائمة؛ والخسائر المتتالية للرهائن وآخرها: (03) بنيران الجيش، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أكد إصراره على مواصلة ما سماه: “الضغط العسكري” على (حماس).
وقال في أعقاب تأكيد حادثة مقتل الرهائن: “شعرت بحزن شديد. أحزن ذلك الأمة بأكملها، لكنه رُغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمرًا: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا”.
وألمحت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اعتزام السلطات الإسرائيلية العودة إلى المفاوضات، خاصة بعد مقتل الرهائن.
ووسط تلميحات لم يُخفها “نتانياهو”، لكنه لم يتحدث بوضوح عن احتمال استئناف المفاوضات، مكتفيًا بالقول: “التوجيهات التي أعطيها لفريق المفاوضين مبنّية على هذا الضغط وبدونه لا نملك شيئًا”.
من جانبها؛ أكدت (حماس)، في بيان، على موقفها: بـ”عدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيًا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسّطاء”.
ويواجه “نتانياهو” احتجاجات في “تل أبيب” لإعادة الرهائن والتوصل لهدنة، آخرها نظمها مئات الأشخاص وحمل بعضهم لافتات كُتب على إحداها: “أخرجوهم من الجحيم”، وصاح أحد المتحدثين: “أعيدوهم إلى ديارهم الآن”.
تصّعيد في “الضفة”..
وفي “الضفة الغربية”؛ لا يزال التصّعيد مستمرًا حيث تُشّن السلطات الإسرائيلية هجمات على الفلسطينيين، أسّفرت خلال الـ (24) ساعة الماضية، عن مقتل: (04) أشخاص.
وأعلنت “وزارة الصحة” عن وصول قتيلين لـ”مستشفى الشهيد ثابت ثابت” الحكومي في “طولكرم”، وهما: الشاب: “وليد عبدالرازق أسعد زهرة”؛ (22 عامًا)، و”أسعد فتحي أسعد زهرة”؛ (33 عامًا).
وكان الشابان: “محمود سامر جابر”؛ (22 عامًا)، و”غيث ياسر شحادة”؛ (25 عامًا)، قُتلا فجرًا، إثر قصف لمُسّيرات الجيش الإسرائيلي داخل المخيم، وسط اعتقالات وتدمير للبُنية التحتية، وإعلان المخيم منطقة عسكرية مغلقة.
وقالت “جمعية الهلال الأحمر”؛ إن: “القوات الإسرائيلية تُعرقل عمل طواقم الإسعاف والطواريء من الدخول إلى مخيم (نور شمس) للوصول إلى الإصابات، واعتقلت متطوعًا من سيارة الإسعاف”.
وكانت القوات الإسرائيلية داهمت عددًا من منازل المواطنين في مدينة “طولكرم” ومخيم “نور شمس”؛ شرق المدينة، وسط سّماع دوي انفجارات واطلاق نار مكثف في العديد من الأحياء.
ونشرت القوات الإسرائيلية قناصتها على أسطح البنايات العالية، عُرف من أصحابها عائلتا “البطة” و”السعايدة” في المخيم.
في الوقت ذاته؛ تمركزت دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة في مختلف حارات المخيم وتحديدًا في مناطق “جبل النصر”، و”شارع المسلخ”، وحارات: “المنشية والمحجر والقلنسوة”، في الوقت الذي خربت فيه جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسة للمخيم عبر تجريف البُنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
كما اقتحمت القوات ضواحي “شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحي الإسكان” في ضاحية “اكتابا”، وداهمت منازل المواطنين وفتشّتها واخضعت سُكانها للاستجواب، وقامت بتكسّير المركبات المتوقفة في المنطقة.
اقتحام “طولكرم”..
وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت، في وقتٍ متأخر من مساء السبت، مدينة “طولكرم”، من الجهة الغربية، مرورًا بشارعي “المحاكم” و”السكة”، باتجاه “شارع نابلس” وصولاً لمخيم “طولكرم”، ودفعت تلك القوات بتعزيزاتها العسكرية من حاجز مستعمرة (عناب) شرقًا، مرورًا من بلدة “عنبتا” باتجاه المدينة.
وفرضت القوات حصارًا مشّددًا على مخيم “نور شمس”؛ شرق المدينة، ودفعت بجرافاتها وآلياتها العسكرية على شارع “نابلس ودوار” ومدخل ضاحية “اكتابا” باتجاه المخيم، في الوقت الذي دارت فيه مواجهات عنيفة أطلقت خلالها الأعيرة النارية بكثافة، وجرفت ودمرت العديد من الشوارع.
وصباح أمس؛ اقتحمت القوات الإسرائيلية تُرافقها جرافة ضخمة، المدخل الشمالي لمخيم “طولكرم” وشّرعت في أعمال تجريف للمكان، وسط اندلاع مواجهات وسّماع أصوات انفجارات في المنطقة.
وأعلنت القوى الوطنية في محافظة “طولكرم”، عن إضراب شامل لجميع مناحي الحياة في المحافظة أمس، حدادًا على أرواح قتلى مخيم “نور شمس” و”غزة”.
وبمقتل الشابين يرتفع عدد الشهداء في “الضفة”؛ إلى: (295) شهيدًا، منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
“غزة”.. الدمار مسّتمر..
وفي “غزة”؛ التي لا تتوافر فيه خدمات اتصالات ولا إنترنت تكشف عن الصورة الكاملة للأوضاع هناك، أفاد سكان باشّتداد حدة القتال في وسط مدينة “خان يونس”؛ في جنوب القطاع.
ومع حلول ليل السبت، زاد قصف الطائرات والدبابات الإسرائيلية تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو (حماس) على ما يبدو.
وتزداد الأزمة الإنسانية حدة في “غزة”، حيث نزح نحو: (1.9) مليون شخص، أي: (85%) من سكان القطاع، عن منازلهم بحسّب “الأمم المتحدة”.
واضطر كثيرون منهم إلى الفرار مرات عدة إلى مناطق مختلفة، ويُعانون نقص الغذاء والمياه والدواء وضعف منظومة الصرف الصحي، وسط مخاوف من الأوبئة.
دفن مواطنين أحياء..
ودعت وزيرة الصحة الفلسطينية؛ “مي الكيلة”، إلى إجراء تحقيق دولي في معلومات حول قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مواطنين أحياء، في ساحة “مستشفى كمال عدوان”، في شمال “غزة”.
وقالت “الكيلة”، مساء أمس الأول، إن: “المعلومات والشهادات الواردة من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تُشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياءً قبل حصارهم من قبل الاحتلال”.
ودعت “الكيلة”؛ العالم، إلى: “التحرك الجدي لكشف ملابسات هذا الملف، وعدم التهاون أو السّكوت على المعلومات التي ترد من قطاع غزة”.
وبيّنت وزيرة الصحة الفلسطينية؛ أن: “قوات الاحتلال تعمدت إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء في ظل أجواء البرد الشديد واعتدت على الكوادر الطبية، ما شّكل تهديدًا جديًا على حياة الجرحى والمرضى”.
كما لفتّت إلى أن: “جيش الاحتلال دمر الجزء الجنوبي للمستشفى، وأن: (12) طفلاً ما زالوا يتواجدون في داخل الحاضنات في المستشفى دون ماء ولا غذاء، بعد أن منع الجيش الإسرائيلي إجلاءهم، وفق شهادات الطواقم الطبية”.
وأمس الأول، اعتقل الجيش الإسرائيلي: (90) فلسطينيًا من مستشفى “كمال عدوان” شمالي “قطاع غزة”.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن عمليات عسكرية تجري في محيط مجمع “مستشفى كمال عدوان”؛ في مدينة “جباليا”، بزعم أنه كان مجمعًا أو معسكرًا لعناصر حركة (حماس) الفلسطينية.
مقتل دبلوماسي فرنسي..
وأعلنت “باريس”؛ أمس، مقتل دبلوماسي فرنسي لجأ مع أفراد أسرته واثنين من زملائه إلى أحد المنازل التابعة للقنصلية الفرنسية في مدينة “رفح”، جنوبي “قطاع غزة”، بالقرب من الحدود المصرية.
وأكدت “الخارجية الفرنسية” أن الجيش الإسرائيلي قصف المنزل الذي لجأوا إليه؛ يوم الأربعاء الماضي، ما أدى إلى إصابته ومقتل: (10) آخرين، قبل أن يتم إعلان مقتله متأثرًا بتلك الإصابة.
وأوضحت أن الدبلوماسي الذي لقي مصرعه كان يقوم بعمله منذ 2002، حتى لقي مصرعه.
ولفتت إلى أن “باريس” تُدين قصف مبنى سكني يضم الكثير من المدنيين، وتُطالب بتوضيح من “إسرائيل” في أقرب وقتٍ ممكن.
مخاوف من حملات “تشويه السمعة”..
من جهتها؛ أعربت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”؛ (أونروا)، عن: “الفزع” جراء حملات “تشّويه السّمعة” التي تستهدف الفلسطينيين ومن يُساعدهم.
وأفاد مفوض (الأونروا)؛ “فيليب لازاريني”، في كلمة نشرت الوكالة الأممية فحواها على حسابها في منصة (إكس)، إنه يشعر: بـ”الفزع جراء حملات تشّويه السّمعة، التي تستهدف الفلسطينيين ومن يقدم لهم المساعدات”.
وأضاف “لازاريني”: “بصفتي مفوض عام (أونروا)، عايشت ذلك أكثر من مرة، لأن وكالتنا هي أيضًا أحد الأهداف في هذه الحرب”.
وتابع قائلاً: “ما تزال يصدمني المسّتويات المتزايدة باستمرار من اللاإنسانية، والافتقار إلى التعاطف والإنسانية.. ما يحدث في غزة يجب أن يُثير غضب أي شخص، ويجب أن يجعلنا جميعًا نُعيد التفكير في قيّمنا”.
ولفت “لازاريني” إلى أن: “الناس جائعون. وهذا شيء جديد تمامًا في “غزة”. ولم نشهد ذلك في الصراعات السابقة”.
وقف دائم لإطلاق النار..
وفي إطار الضغوط الدولية للتوصل لهدنة؛ أكد وزير الخارجية البريطاني؛ “ديفيد كاميرون”، ونظيرته الألمانية؛ “أنالينا بيربوك”، أمس الأول، على: “الحاجة العاجلة” لتحقيق “وقف دائم لإطلاق النار” في “غزة”.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة (صنداي تايمز)؛ أن: “عددًا كبيرًا جدًا من المدنيين قتلوا” في هذه الحرب، وحضّا “إسرائيل” على إنهاء عمليتها العسكرية ضد (حماس) بشّكل سريع، ولكن دائم أيضًا.
وكتبا: “علينا أن نفعل كل ما باستطاعتنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى سلام دائم. وكلما أتى ذلك عاجلاً، كلما كان أفضل – الحاجة عاجلة”.
ومع ذلك؛ لفت الوزيران أيضًا إلى أنهما: “لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يُصبح دائمًا بطريقةٍ ما، هو السبيل للمضي قدمًا ويجب على (حماس) أن تُلقي سلاحها”.
وكانت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” قد صّوتت، مساء الثلاثاء الماضي، بغالبية ساحقة على قرار غير مُلزم يدعو لوقف إطلاق النار في “غزة”، لكن “بريطانيا” امتنعت عن التصّويت.
وتواجه “إسرائيل” ضغوطًا متزايدة من حلفائها بشأن حربها في “غزة”، حيث انتقدت “الولايات المتحدة”، الداعم الرئيس لها، ما وصفته: بـ”القصف العشوائي” الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين.
مظاهرات منّددة..
وشهدت عدة عواصم ومدن أوروبية؛ بينها “ستوكهولم” السويدية، والعاصمة الألمانية “برلين”، ومدينة “ميونخ”، ومدن أوروبية أخرى، مظاهرات تُنّدد: بـ”العدوان الإسرائيلي” المتواصل على “قطاع غزة”.
كما حمل المتظاهرون لافتات تُنادي: بـ”مقاطعة إسرائيل” و”الحرية لفلسطين” و”وقف الإبادة الجماعية”.
كما انتقدوا الدعم الأميركي لـ”إسرائيل”، متهمين إياها بالمشاركة في: “جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة”.
وكانت (حماس) اقتادت نحو: (240) شخصًا نحو “قطاع غزة”؛ خلال الهجوم الذي شّنته على “إسرائيل”، في 07 تشرين أول/أكتوبر، وأسّفر عن مقتل نحو: (1140) شخصًا.
ولا يزال: (129) رهينة محتجزين في “غزة”؛ بعد عملية التبادل خلال هدنة الأيام السبعة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت “إسرائيل” على الهجوم الأسوأ في تاريخها؛ بعملية جوية وبرية على “غزة”، وتعهدت “القضاء” على حركة (حماس) التي تحكم القطاع.
وكانت “وزارة الصحة”؛ قد أعلنت ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من: (19088)، والجرحى إلى نحو: (54450)، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
وأوضحت “الصحة” في تقريرها، أن نحو: (18800) مواطنًا ارتقوا في “قطاع غزة”، (70%) منهم من النساء والأطفال، كما أصيب أكثر من: (51) ألف مواطن، مع وجود عدد كبير في عداد المفقودين.