“الفساد” كلمة السر .. “فورين بوليسي” تكشف كيفية إنهيار الأمور سريعًا في “أفغانستان” !

“الفساد” كلمة السر .. “فورين بوليسي” تكشف كيفية إنهيار الأمور سريعًا في “أفغانستان” !

وكالات – كتابات :

طرحت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية؛ سؤال: “كيف إنهارت الأمور سريعًا في أفغانستان ؟”؛ على عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين والخبراء لتفسير السقوط المتسارع لقوات الجيش الأفغاني أمام حركة (طالبان)، في الأيام الأخيرة.

وتخلص المجلة الأميركية، وفق ما نقلت عن المسؤولين والخبراء؛ إلى أن: “الفساد”؛ هو كلمة السر في هذا المشهد المأساوي، فقد أدى ذلك إلى انعدام الكفاءة والتسبب في هزائم الجيش الأفغاني أمام حركة (طالبان).

أميركا تصرف 88 مليار دولار على الجيش الأفغاني..

وشنت “الولايات المتحدة” حربًا على “أفغانستان”، عام 2001، إثر الهجمات التي تعرضت لها مدينتي: “نيويورك” و”واشنطن”، وتبناها تنظيم (القاعدة).

وخلال أشهر معدودة، إنهارت حركة (طالبان)، التي كانت توفر ملاذًا لـ (القاعدة)، وسيطرت القوات الأميركية على البلاد، وسرعان ما عمدت “واشنطن” إلى تسليح وتدريب جيش محلي بغية الاضطلاع بمهمة السيطرة على البلاد.

لكن هذا الجيش، الذي صرفت عليه “أميركا”؛ أكثر من: 88 مليار دولار، تهاوى خلال أيام أمام حركة (طالبان)، خاصة مع اقتراب الانسحاب الأميركي من البلاد، بحلول أواخر آب/أغسطس الجاري.

“الدعم” الأميركي لم يصل لمستحقيه !

وباتت حركة (طالبان) تُسيطر على عواصم: 21 ولاية، من: 34 تُشكل “أفغانستان”، ويزحف مقاتلوها صوب العاصمة، “كابل”.

وقال الرئيس الأميركي، “جو بايدن”؛ إنه ينبغي على القوات الأفغانية أن تستفيد مما قدمته “أميركا” لها، خلال 20 عامًا مضت.

لكن لا يبدو أن الدعم كان بالفعل يصل إلى مستحقيه في الجيش الأفغاني.

الفساد يوازي “طالبان”..

من وجهة نظر النائب الجمهوري، “ستيفن لينش”، فـ”الفساد” هو جوهر المشكلة، معتبرًا أن الفساد يُشكل خطرًا كبيرًا على الحكومة الأفغانية، يوازي تهديد (طالبان).

وقال “لينش”: “نحن نرى ذلك يحدث في الوقت الفعلي في ساحة المعركة اليوم”.

وبحسب مراسلة (فورين بوليسي)، في “كابل”، فإن وزارتي: “الداخلية” و”الدفاع” الأفغانيتين سيئتا الصيت بسبب غرقهما في الفساد.

ونقلت عن خبراء؛ قولهم إن انعدام الكفاء واسع الانتشار في هاتين الوزارتين، فضلاً عن الإفتقار إلى القيادة، وطغيان الأنانية.

رواتب متأخرة وسرقة الطعام والذخيرة !

وتضرب المراسلة الصحافية مثلاً، فبعض عناصر الأمن الأفغاني لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، في حين أن الذخيرة المهمة للغاية من أجل قتال (طالبان)؛ تُسرق كما الطعام قبل أن تصل إلى الجنود.

وينسحب حال الفساد وانعدام الكفاءة أيضًا على سلاح الجو والقوات الخاصة، رغم أن البعض يعول عليهما في وقف زحف (طالبان)، نحو العاصمة الأفغانية.

لكن في حقيقة الأمر القوة الجوية منهكة، ووصل الأمر بعدد من المشرعين الأفغان أن يتوسلوا صحافيين أجانب من أجل الضغط لاستجلاب دعم لسلاح الجو.

طائرات خارج الخدمة..

وتقول (فورين بوليسي)؛ إن مشرعين أفغان عقدوا اجتماع مع صحافيين غربيين؛ قالوا فيه إن الأسطول الجوي، المكون من: 160 طائرة؛ خارج الخدمة.

ويعود السبب في ذلك إلى مغادرة المتعاقدين، الذين كانوا يُشكلون عمليًا العمود الفقري اللوجيستي لسلاح الجو وبقية أفرع القوات المسلحة.

وقال النائب عن ولاية “هرات”، غربي أفغانستان، “نهيد فريد”: “في حال لم تُقلع تلك الطائرات، فلن يكون هناك استهداف جوي لقوات (طالبان)، مما يعني أن الحركة المتشددة ستُصبح أقوى وستتمكن من اقتحام المدن، ما يخلق وضعًا مرعبًا”.

وتقول المجلة الأميركية؛ إن مغادرة المتعاقدين لم تحظ باهتمام إعلامي يُذكر، مقارنة بمغادرة القوات الأجنبية، رغم أنهم كانوا يؤدون دورًا كبيرًا في صيانة المعدات والتدريب وغير ذلك.

ولم يُعد هناك من أوراق ضغط بيد “الولايات المتحدة”، ضد حركة (طالبان)، سوى التلويح: بـ”عزل (طالبان) دوليًا”، إن استولت على البلاد بالقوة.

وتبدو هذه الورقة في أحسن أحوالها، ضعيفة، لكن لها بعض الجدوى مع سعي (طالبان) إلى تقديم نفسها على أنها الممثل الشرعي لـ”أفغانستان”.

وتقول المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، “لوريل ميللر”: “ليس من المستغرب أن تميل الولايات المتحدة نحو هذه بشدة، (التهديد بالعزل)، لأن هذا هو الذي تبقى ويمكن الاعتماد عليه”.

وأضاف: “لكنني لا أتوقع أن تكون شكلاً قويًا للغاية من أشكال الضغط في سياق تقاتل فيه (طالبان) أولاً وقبل كل شيء من أجل السلطة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة